خبراء في الطاقة الذرية: المخزون النووي الإيراني يزيد لكنه لم يدخل «منطقة الخطر»

مسؤول إيراني: سنمضي في تخصيب اليورانيوم «بكثافة»

TT

يقول دبلوماسيون وخبراء إن هناك زيادة مثيرة للقلق في مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، لكن هذا ربما يكون ناجما عن حدوث «عنق زجاجة» في تصنيع وقود المفاعلات وليس محاولة للإسراع بتجميع مادة يمكن استخدامها في صنع سلاح نووي.

ومسألة متى يمكن لإيران أن تصنع قنبلة ذرية إن أرادت ذلك؟ مسألة تخضع لمتابعة وثيقة في الغرب، لأنها قد تحدد أي قرار من جانب إسرائيل لتوجيه ضربات وقائية. لكن التلفزيون الرسمي الإيراني نقل عن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني قوله أمس إن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم «بكثافة» حيث سيزيد عدد أجهزة الطرد المركزي العاملة بشكل كبير في العام الحالي.

وأشارت تصريحات عباسي دواني إلى استمرار تحدي إيران للمطالب الدولية بوقف التخصيب لدرجة نقاء 20 في المائة وإغلاق منشأة فوردو للتخصيب وشحن مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى الخارج.

وساعدت خطوة اتخذتها إيران هذا العام، حين استخدمت قدرا كبيرا من هذه المادة لأغراض مدنية في تخفيف التكهنات الواسعة بقرب شن هجوم إسرائيلي.

لكن التوتر قد يزداد مجددا إذا اقترب المخزون الإيراني سريعا من الكم الكافي لصنع سلاح نووي سواء من خلال زيادة إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب أو من خلال التوقف عن استخدام هذه المادة في إنتاج وقود المفاعلات أو للأمرين معا.

وقال مصدر دبلوماسي كبير: «السؤال هو عند أي نقطة سيعبرون المرحلة الحساسة، متى ندخل منطقة الخطر، هل سيفضلون أن يختاروا طواعية البقاء بعيدا عن تلك النقطة».

وأظهر تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر أن إيران توقفت فجأة في أواخر سبتمبر (أيلول) عن تحويل غاز اليورانيوم المخصب إلى درجة تركيز 20 في المائة إلى مسحوق أكسيد لصنع وقود مفاعل أبحاث طبية في طهران.

وحيث إن نشاط التخصيب الإيراني استمر في الوقت ذاته بنفس القوة كان التوقف يعني أن مخزون طهران من اليورانيوم عالي التخصيب زاد بنحو 50 في المائة إلى 135 كيلوغراما في نوفمبر (تشرين الثاني) مقارنة بالمستوى الوارد في التقرير ربع السنوي السابق الصادر في أغسطس (آب).

وعن التوقف الذي ورد في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال مسؤول بمخابرات دولة تشتبه في أن إيران تسعى لتطوير قدرتها على صنع سلاح نووي «هذا أمر محير للغاية»، وأضاف أن هذا ربما كان يرجع إلى خلل فني أو ربما كان «بالون اختبار» لمعرفة رد فعل الغرب.

ويقرب هذا إيران من الكمية التي تعتبر كافية لصنع قنبلة ذرية إذا ما تم التخصيب لدرجة أعلى، وهي 250 كيلوغراما، وهو ما أشارت إسرائيل إليه على أنه «خط أحمر» بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني والذي يمكن بلوغه بحلول منتصف عام 2013.

وقال إيمانويل أوتولنجي من مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» وهي مؤسسة أبحاث تقدم النصح للحكومة الأميركية بشأن العقوبات على إيران «بحلول أواخر الربيع وبهذه الخطى ستكون لدى إيران كمية كافية وأكثر لصنع سلاحها الأول»، حسبما نقلت «رويترز».

لكن بعض الدبلوماسيين والمحللين الغربيين يعتقدون أن إيران ربما تركت مخزونها ينمو لأسباب متصلة بعملية تصنيع الوقود وأنها قد تستأنف في مرحلة ما تحويل غاز اليورانيوم لوقود. وقال مبعوث: «أظن هذه مسألة فنية».

وقال مارك فيتزباتريك، خبير الانتشار النووي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إنه يعتقد أن الأمر يتصل بحدوث «عنق زجاجة» مضيفا: «الأمر مثير للقلق لأنه يقرب المخزون المخصب لدرجة 20 في المائة من الكمية المطلوبة لصنع أسلحة. لكنه أيضا غير مقلق، بمعنى أن هذا كان قرارا استراتيجيا من جانب إيران».

يأتي في ذلك في وقت وصلت فيه الدبلوماسية بين إيران والقوى العالمية وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى طريق مسدود منذ اجتماع عقد في يونيو (حزيران) وانتهى دون تحقيق أي انفراجة.

ونقل موقع التلفزيون الرسمي الإيراني على الإنترنت عن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قوله أمس إن «مفاعل أراك البحثي الذي يقول خبراء غربيون إنه يمكن أن يتيح لإيران طريقا ثانيا لصنع مواد لإنتاج قنبلة نووية لا يواجه أي مشاكل ويعمل بشكل طبيعي».

لكن عباسي دواني لم يذكر إن كانت إيران ستزيد النشاط الذي يقلق الغرب بشكل أكبر وهو تخصيب اليورانيوم لدرجة نقاء 20 في المائة أو درجة 3.5 في المائة اللازمة لتشغيل محطات الطاقة النووية.

وتقول إيران إنها بحاجة إلى اليورانيوم المخصب لدرجة 20 في المائة لصنع وقود لمفاعل للأبحاث الطبية، وإن برنامجها النووي أغراضه سلمية بالكامل.