يوم دام في عموم العراق يؤدي إلى سقوط 164 قتيلا وجريحا

خبير أمني: ما حصل سببه تراخي القوات الأمنية بعد التشديد في عاشوراء

عراقيون يعاينون موقع تفجير في الحلة جنوب بغداد أمس (رويترز)
TT

قتل 40 عراقيا وأصيب 124 آخرون بجروح أمس في هجمات بينها تفجير عبوتين ناسفتين في موكب شيعي في الحلة مركز محافظة بابل (جنوب بغداد) أسفر عن سقوط 28 من القتلى، في أكثر الأيام دموية منذ نحو شهرين.

وقال مصدر رفيع المستوى في شرطة محافظة بابل لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عبوتين ناسفتين انفجرتا صباح اليوم (أمس) في وسط الحلة (95 كلم جنوب بغداد) واستهدفتا موكبا لزوار شيعة سيرا على الأقدام». وذكرت مصادر طبية في مستشفى الحلة الجراحي ومسعفون على الأرض وعنصر في الدفاع المدني أن تفجير هاتين العبوتين أسفر عن مقتل 28 شخصا بينهم امرأتان وثلاثة أطفال ومسعفان وعنصر في الدفاع المدني، فيما أصيب 85 بجروح. وأغلقت قوات الشرطة والجيش موقع الهجوم، ومنعت الصحافيين من دخوله، بحسب ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المكان.

ووقع الهجوم في منطقة شعبية تنتشر فيها المطاعم الصغيرة والمحلات التي تبيع قطع غيار للسيارات خصوصا، وقد أغلقت معظم المحلات التي تقع حول منطقة الهجوم أبوابها، وفقا للمراسل. وأدى الانفجار إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المحال التجارية القريبة واحتراق نحو عشر سيارات بينها سيارة إسعاف وأخرى للإطفاء. وأقامت القوات الأمنية حواجز تفتيش في معظم طرق مدينة الحلة، وأوقفت السيارات وفتشتها بحثا عن متفجرات.

وقال كريم الخفاجي (40 عاما) الذي يملك محلا لبيع أجهزة الهاتف قرب موقع الهجوم لوكالة الصحافة الفرنسية إن «انفجارا كبيرا وقع بالقرب من موكب حسيني موجود عند مطعم شعبي، أعقبه انفجار ثان لدى وصول قوات الأمن وسيارات الإسعاف». وأضاف أن «كثيرا من الناس قاموا بإجلاء ضحايا ورأينا أطفالا ونساء بين القتلى الذي سقطوا».

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية في بيان على موقعها أن «عددا من المواطنين سقطوا بين شهيد وجريح في تفجير إرهابي مزدوج وسط الحلة»، وأضاف البيان: «كانت حصيلة التفجير المزدوج بعبوتين ناسفتين الذي وقع أمام غرفة تجارة الحلة في منطقة باب مشهد وسط الحلة، بلغت 25 شخصا بين شهيد وجريح، وعدد الشهداء مرشح للزيادة نظرا لخطورة إصابة بعض الجرحى» ،وتابع: «قامت قوة أمنية من شرطة المحافظة بتطويق مكان الحادث، حيث نقلت الجرحى إلى المستشفى، والشهداء إلى الطب العدلي».

وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)، قال مسؤول في دائرة إعلام الشرطة في المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «سيارة مفخخة انفجرت في منطقة باب طويريج على بعد نحو كيلومتر من المدينة القديمة». وأكد مسؤول في دائرة الصحة في المحافظة أن «الانفجار أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 13 بجروح».

وذكر المسؤول في دائرة الشرطة أن «الطرق المؤدية إلى المدينة القديمة أغلقت، والبحث جار عن سيارة مفخخة ثانية».

وكربلاء حيث مرقد الإمام الحسين بن علي، ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة، وأخيه العباس، من المدن المقدسة لدى الشيعة في العالم، وتستقبل آلاف الزائرين بشكل يومي.

ومن النادر أن تقع هجمات في كربلاء التي استقبلت قبل أيام نحو ثلاثة ملايين زائر من العراق ودول عربية وغربية أحيوا فيها ذكرى مقتل الإمام الحسين في واقعة الطف، من دون أية حوادث أمنية.

وقال الخبير العراقي في الشؤون الأمنية الاستراتيجية علي الحيدري إن «ما حدث هو أن القوى الأمنية كانت في ذروة استعداداتها ونشاطها خلال المناسبة الأخيرة (ذكرى عاشوراء)، وبعد انتهاء هذه المناسبة حصل نوع من التراخي»، وأضاف أن «القوى الأمنية عادة ما تكون مجهدة بعد مناسبات مماثلة فيحدث نوع من التراخي يستغله العدو بشكل مباشر، ذلك بالإضافة إلى غياب التقنيات الحديثة التي تكشف عن المتفجرات».

وفي هجمات أخرى، أعلن الملازم أول في شرطة الموصل (370 كلم شمال بغداد) خالد عويد أن «شرطيا ومدنيا قتلا وأصيب شرطيان بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف دورية للشرطة في حي الكرامة شرق المدينة». وأكد الطبيب محمود حداد في مستشفى الموصل تلقي جثتين لشرطي ومدني ومعالجة شرطيين.

وفي الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) قال المقدم في الشرطة جمال عويد إن «ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب سبعة آخرون بجروح، جميعهم من المدنيين، في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف دورية للجيش في وسط المدينة». وأكد الطبيب عمر دلي في مستشفى الفلوجة تلقي جثث ثلاثة جنود ومعالجة سبعة أشخاص بينهم ثلاثة جنود أصيبوا في الهجوم.

وفي بغداد أيضا، قال مصدر في وزارة الداخلية إن «شخصا قتل وأصيب 11 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند منطقة جرف النداف، على الطريق الرئيسي جنوب بغداد»، وأضاف أنه «قتل أيضا شخص وأصيب ستة آخرون بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد)» قرب مقر عسكري. وجاءت هجمات اليوم بعد مقتل 12 شخصا الثلاثاء في انفجار سيارات مفخخة استهدفت ثلاث حسينيات في شمال بغداد. وتعد هجمات اليوم الأكبر في العراق منذ التاسع من سبتمبر (أيلول) الماضي حين قتل 76 شخصا في سلسلة هجمات استهدفت مناطق متفرقة من العراق.

وقتل في العراق الذي يشهد منذ 2003 أعمال عنف يومية قتل فيها عشرات الآلاف، 147 شخصا منذ بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية واستندت فيها إلى مصادر أمنية وطبية.