الوسيط الأممي في نزاع الصحراء يعلن تعليق المفاوضات المباشرة

روس يأمل في أن ترسي الدبلوماسية المكوكية «أسس استئناف فعال لها»

TT

يعتزم كرستوفر روس، المبعوث الأممي المكلف نزاع الصحراء، التخلي عن أسلوب المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، الذي اعتمد في أغسطس (آب) 2009، وتعويضه بـ«دبلوماسية مكوكية» بين الجانبين، وذلك في محاولة لتخطي الجمود في التوصل إلى حل سلمي للنزاع. وقال روس إن أسلوب المفاوضات المباشرة جعل الأمور تسير على غير هدى. وزاد قائلا «بالنسبة للخطوات المقبلة لا أعتقد أن تنظيم جولة أخرى من المحادثات غير الرسمية من شأنه الدفع بعملية البحث عن حل». وتطرق روس إلى علاقته الحالية مع المغرب، الذي كان اتهمه في مايو (أيار) الماضي بأنه منحاز، ورفض إثر ذلك التعامل معه قبل أن تتراجع الرباط عن هذا القرار، وقال إن الأمور كانت عادية، وزاد قائلا «استقبلت بحفاوة أينما ذهبت، ولم يكن هناك أي تحفظ».

وفي أول رد فعل مغربي على تقرير روس وتصريحاته، قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام)، والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن تقرير الوسيط الدولي في نزاع الصحراء، أكد على الموقف المغربي الرسمي والذي جرى تأكيده مباشرة بعد تقديم المبعوث الأممي لتقريره في جلسة مغلقة أمام مجلس الأمن الليلة قبل الماضية. وأشار الخلفي إلى أن المغرب «أكد ضرورة إيجاد حل لهذا النزاع المفتعل الذي أصبح يؤثر على الوضعية في المنطقة وخاصة الاستقرار في منطقة الساحل»، مشيرا إلى أن استمرار النزاع له تداعيات على حل مشكلة الساحل.

وكان روس قدم تقريره إلى مجلس الأمن بعد جولة للمنطقة استغرقت أزيد من أسبوعين، إذ بدأت في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واستمرت حتى 11 من الشهر الحالي، زار خلالها المغرب، ومخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، وموريتانيا، والجزائر، إضافة إلى إجرائه محادثات في مدريد وباريس، وهما من عواصم الدول الخمس المكونة لمجموعة أصدقاء الصحراء (فرنسا، إسبانيا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة،روسيا المملكة المتحدة).

يذكر أن زيارة روس للمنطقة جاءت تبعا لمكالمة هاتفية جرت بين الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون في 25 أغسطس (آب) الماضي، والتي كانت مناسبة للتأكيد على ضرورة تحقيق تقدم في مسلسل التسوية على أسس قوية وسليمة، والالتزام بالمحددات الواضحة الواردة في قرارات مجلس الأمن، خاصة التحلي بالواقعية وروح التوافق والاعتراف بجدية ومصداقية الجهود التي بذلتها المملكة المغربية في إطار مبادرة الحكم الذاتي.

وقال روس للصحافيين بعد تقديم تقريره إن تسع جولات من المفاوضات غير الرسمية المنعقدة منذ أغسطس 2009 لم تسفر عن أي نتائج، مشيرا إلى أن «الوضع في المنطقة مقلق، ويحب أن يحظى بعناية المجتمع الدولي». وحذر روس من الانعكاسات السلبية للوضع في شمال مالي على المنطقة، وقال «في ظل الظروف الجديدة، هذا الصراع (الوضع في مالي) يمكن إذا ترك دون علاج، أن يؤدي إلى إحباط متزايد وإلى أعمال عنف وكذا أعمال عدائية من شأنها أن تكون مأساوية لشعوب المنطقة». وأعرب روس عن أمله في أن ترسي هذه المنهجية الجديدة القائمة على «الدبلوماسية المكوكية» التي حظيت بترحيب من لدن الأطراف والأعضاء بمجلس الأمن «أسس استئناف فعال للمفاوضات بين الأطراف». وأكد أنه تم، خلال زيارته، للمنطقة التباحث أيضا بخصوص العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، وكذا الخطوات المقبلة لإرساء الاتحاد المغاربي. وأشار إلى أن النزاع استمر لفترة طويلة، ويجب أن يحل. وخلص روس إلى القول إن إبقاء الوضع على ما هو عليه سيكون عملية حسابية خاطئة، خاصة في ضوء التهديدات التي يمكن أن تتعرض لها المنطقة من طرف متطرفين وإرهابيين في منطقة الساحل.