كوسوفو تحتفل بعد تبرئة زعيمها في «لاهاي».. وصربيا تدين الخطوة

رئيس الوزراء الأسبق هاراديناي قد يستعيد دوره السياسي بعد إسقاط تهم جرائم الحرب عنه

الفرح يتملك مؤيدين للزعيم الكوسوفي هاراديناي، بعد سماعهم خبر تبرئته، عبر شاشة تلفزيونية عملاقة، في برشتينا أمس (أ.ب)
TT

برأت محكمة الجزاء الخاصة للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة أمس رئيس الوزراء الكوسوفي الأسبق راموش هاراديناي من جرائم وقعت خلال حرب استقلال كوسوفو (1998 - 1999). وجاء هذا القرار، الذي يعد بمثابة صفعة لصربيا ويمكن أن يضر بالمصالحة بين بلغراد ومقاطعتها السابقة، بعد أسبوعين على تبرئة الجنرال الكرواتي السابق أنتي غوتوفينا. وبذلك برأت المحكمة من جديد متهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الصرب في النزاعات التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة في التسعينات.

وقال القاضي ياكوني جاستيس مولوتو في جلسة عامة في لاهاي مقر المحكمة إن «المحكمة تعتبر أنه غير مذنب في كل الاتهامات التي وردت في محضر الاتهام». ولقي الحكم ترحيبا في القاعة التي ضمت خصوصا مؤيدي وأفراد عائلة هاراديناي، 44 عاما، الزعيم السابق لجيش تحرير كوسوفو الذي يعد بطلا في بلده. وقال القاضي مولوتو إن «المحكمة ليست مقتنعة بأن الشاهد كان موجودا في وسط يابلانيتسا».

وتمت تبرئة متهمين آخرين هما إدريس بالاي، 41 عاما، القائد الخاص لحركة النسور السود في جيش تحرير كوسوفو ولاهي براهيماي، 42 عاما، القيادي الآخر في الحركة نفسها، من تهم القتل والتعذيب التي استهدفت خصوصا صربا. وخارج المحكمة تجمع مؤيدون لهاراديناي وهم يلوحون بأعلام ألبانيا ويرفعون لافتات كتب عليها «إنه بريء.. إنه بطل كوسوفو».

وبعدما اعتبرت أن شهود الاتهام لم يكونوا على درجة كافية من الصدقية، أمرت المحكمة بالإفراج نهائيا عن هاراديناي الموقوف مؤقتا منذ العاشر من مايو (أيار) ليحضر تلاوة الحكم. وكان مفترضا أن يعود إلى كوسوفو على الفور. وقال محاميه بن ايمرسن لصحافيين إنه «بموافقة الشعب سيستعيد مكانته كزعيم سياسي للبلاد عبر قيادة حكومة تمثل كل شعب كوسوفو أيا تكن المناطق التي جاءوا منها أو عرقيتهم». وحمل ايمرسن بعنف على المدعية السابقة للمحكمة كارلا ديل بونتي التي قررت اتهام موكله، وقال: «أكرر إنه على ديل بونتي الاعتذار من راموش ومن كل الكوسوفيين لأخطائها الفاضحة في الحكم في هذه القضية».

وفي بريشتينا أطلق مئات الكوسوفيين الذين تجمعوا في الساحة المركزية تحت أمطار غزيرة صيحات فرح وأطلقوا ألعابا نارية احتفالا بتبرئة هاراديناي. وتم نقل الجلسة مباشرة على شاشة كبيرة في الساحة. أما في بلغراد، فقد أدان الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش تبرئة رئيس الوزراء الأسبق راموش هاراديناي، معتبرا أن المحكمة الدولية ليوغوسلافيا السابقة «أنشئت لمحاكمة الشعب الصربي». وقال نيكوليتش إن «هذه المحكمة أنشئت لمحاكمة الشعب الصربي. لن يحكم على أحد للجرائم التي ارتكبت ضد صرب كوسوفو» خلال حرب استقلال هذا الإقليم الصربي السابق (1998 - 1999).

وقبل أن يصدر الرئيس الصربي موقفه، قال المتحدث باسم الحكومة الصربية ميليفوي ميهايلوفيتش إن محكمة الجزاء الخاصة للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة «أضفت شرعية على قانون المافيا في كوسوفو بتبرئتها رئيس الوزراء الأسبق راموش هاراديناي»، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف الناطق أن «محكمة لاهاي شرعت قانون المافيا في كوسوفو وخصوصا قانون الصمت الذي ما زال مطبقا وأقوى من كل الجرائم».