أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ عدم قدرته على العمل، متهما المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء بتشويه سمعته. وقال الدباغ في رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء نوري المالكي: «لقد عملت معكم لأكثر من ست سنوات كناطق رسمي للحكومة، حرصت خلالها على أن أؤدي واجبي بما يفرضه الالتزام الكامل بمعايير حفظ خطاب الحكومة وموقفها الرسمي». وأضاف الدباغ: «لقد تعرضت مؤخرا لحملة إعلامية ظالمة يثيرها مستشاركم الإعلامي، هدفها تشويه اسمي وسمعتي ظلما وعدوانا». وأكد الدباغ أنه يجد من الصعوبة أن يستمر في أداء عمله «وسط هذا الجو العدائي»، تاركا لرئيس الوزراء اتخاذ ما يراه مناسبا بخصوص وضعه وموقعه.
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أعلن أمس أنه لا يوجد دليل قاطع على الفساد بشأن صفقة الأسلحة الروسية، وقال في بيان صدر عن مكتبه أمس وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «موضوع صفقة السلاح مع روسيا لم يترك، حيث غيرت الوفد المفاوض ولجنة التسليح على الفور كإجراء احترازي»، مبينا أنه «لم يعثر على دليل قاطع حتى الآن عن وجود فساد في هذه الصفقة». وأضاف المالكي أنه سيتابع هذا الموضوع «حتى يتم الحصول على دليل بشأن ذلك». لكن عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف العراقية ومقرر لجنة النزاهة البرلمانية خالد العلواني أعلن في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «لدى لجنة النزاهة معلومات وأدلة كافية بشأن وجود شبهات فساد بشأن هذه الصفقة». وأضاف العلواني أن «اللجنة التي شكلها رئيس البرلمان بعد أن تقدم 50 نائبا بطلب بهذا الخصوص تضم ممثلين عن لجنة النزاهة والأمن والدفاع والقانونية، وأنها سوف تبدأ عملها يوم الأحد القادم». وأكد أن «لجنة النزاهة كانت قد استضافت الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ووجهت كتابا إلى رئيس الوزراء لإيقاف الصفقة، وهو ما حصل بالفعل»، مشيرا إلى أن «الأسبوع المقبل سوف يشهد استضافة وزير الدفاع سعدون الدليمي وأعضاء الوفد الذي كان في موسكو، وكذلك استضافة المستشارين وغيرهم ممن لهم دور في المفاوضات».
وحول ما أعلنه المالكي من عدم وجود دليل قاطع بشأن الصفقة قال العلواني إن «المعلومات التي توفرت لدى اللجنة تشير إلى وجود أدلة ومعطيات، وسوف نحقق في الأمر، وسيتم عرض ما يتم التوصل إليه أمام الشعب العراقي». وفي سياق متصل أعلن رئيس لجنة النزاهة في البرلمان بهاء الأعرجي أن «الأسماء التي كشفت عنها الهيئة بشأن صفقة الأسلحة الروسية ليست لمتهمين بالصفقة»، مبينا أنه «ستتم استضافتهم في اللجنة خلال جلسة استماع لجمع معلومات عن ذلك». وأضاف الأعرجي في تصريح صحافي أمس أن «المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة علي الموسوي ليس من ضمن الأسماء التي كشفت عنها الهيئة»، لافتا إلى أن «التحقيق بهذا الموضوع لم يبدأ حتى الاستماع للمعلومات، وتكوين فكرة كاملة عن الموضوع».