الفلسطينيون في الضفة وغزة يهتفون للوحدة في ظل «الدولة»

وزارة الخارجية ستعيد تقييم علاقتها بالدول التي امتنعت أو عارضت

إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب تأييدا للدولة الفلسطينية أمس (رويترز)
TT

خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين أمس في الضفة الغربية وقطاع غزة، في مسيرات وفعاليات داعمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قبل ساعات من حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، وهتفوا للوحدة الفلسطينية في ظل الدولة الجديدة. ورفع المحتفلون بالدولة المراقب الجديدة في الأمم المتحدة، أعلاما فلسطينية وصورا للرئيس الراحل ياسر عرفات وأخرى لأبو مازن ولافتات كتب عليها «فلسطين الدولة 194»، في ما صدحت أغنية فرقة العاشقين الشهيرة «أعلنها يا شعبي أعلنها» في كل شارع تقريبا في الضفة الغربية.

ونظمت فتح ومنظمة التحرير، مهرجانات مركزية في نابلس وجنين ورام الله والخليل وبيت لحم وقلقيلية وطولكرم، وخرج المحتفلون في مناطق أخرى مثل القدس والأغوار وسلفيت. واحتشد الآلاف من مناصري فتح والفصائل الأخرى في نابلس، وبايعوا الرئيس عباس من جديد. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول «أصبحنا دولة تحت الاحتلال وليس أرضا متنازعا عليها، وحولنا أسرانا لأسرى حرب»، مضيفا أن «هناك مكاسب أساسية وهي أننا كسبنا أنفسنا وأثبتنا أننا شعب موحد، وقد اكتسبنا المناعة أمام الكم الهائل من التحدي والتهديدات والضغوط».

وفي جنين، خرجت فرق الكشافة تجوب شوارع المدينة، تغني للدولة والوحدة، وقال عضو اللجنة المركزية لفتح، عزام الأحمد: «إننا سائرون على درب الشهيد الراحل الرمز أبو عمار الذي استشهد من أجل فلسطين وحريتها واستقلالها». ودعا الأحمد حركة حماس إلى «الوحدة الوطنية والعمل على إنهاء الانقسام لكي يتمكن شعبنا من إكمال مشروعه الوطني التحرري وإقامة دولته المستقلة». وصدحت حناجر المتظاهرين في رام الله للدولة والوحدة. وألقى ممثلون عن حماس والجهاد الإسلامي، كلمات أبدوا خلالها الدعم لخطوة أبو مازن وللوحدة الوطنية. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل رجوب إنه «يوم تاريخي بالنسبة للفلسطينيين». وأضاف أنه «منذ الغد يجب أن يكون لدينا برنامج مصالحة، ونحن شعب أقرب إلى الوحدة والقيم والمبادئ منه إلى القسمة والتشرذم. نحن في فتح نقول إن جميع الخيارات بعد اليوم مفتوحة، لكن يجب أن يكون أي منها نتاجا لنقاش على أرضية الإجماع الوطني»، وأردف منفعلا: «وإذا في طخ إحنا طخيخه (مطلقو نار)».

كما تحدث ناصر الدين الشاعر، ممثلا عن حماس، قائلا إنه «من حق الشعب الفلسطيني وقيادته أن يرفع تمثيله في الهيئات الأممية، وجميع أنحاء العالم، نحن شعب من حقنا أن نعيش، ونمثل أنفسنا بأنفسنا».

أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي سعيد نخلة، فقال إن «كل فلسطيني مع أن يأخذ الشعب الفلسطيني حقه كاملا في أي محفل ومكان، وإن شعبنا لا يعارض توجه القيادة، لكن يجب أن يأخذ هذا الأمر بالحسبان الثوابت، وألا يتخلى أو يتنازل عنها مهما كانت التضحيات».

من جهته، اعتبر نائب أمين عام الجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح، أن التوجه للأمم المتحدة خطوة سياسية في الاتجاه الصحيح، داعيا إلى استكمال بناء الدولة.

ولم تقتصر الاحتفالات هذا العام على الضفة فقط، كما حدث العام الماضي، بل احتفلت الحركة في غزة أيضا. وأرادت فتح إيصال رسالة للرئيس عباس بأن شعبه يقف خلفه، لكنها أيضا سعت إلى إظهار شعبية أبو مازن بعد حرب غزة الأخيرة التي خطفت فيها حماس الأضواء. وهتف الآلاف من مناصري فتح في غزة لعباس والدولة.

ودعا أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لفتح، الفصائل الفلسطينية، إلى «المضي إلى المصالحة الوطنية ودعم وتوحيد الصفوف لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي». واعتبر مقبول أن عودة نشاط فتح بغزة يجعل المصالحة أقرب في ظل إقامة دولة فلسطينية. ونقل مقبول تحيات أبو مازن وأهالي الضفة الغربية، لجميع الفلسطينيين في قطاع غزة، مهنئا حماس والجهاد بالانتصار الذي تحقق في الحرب الأخيرة. وهذه أول مرة تسمح فيها حماس لحركة فتح بإقامة مهرجانات منذ 2007.

ووصف الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، التحرك الفلسطيني الجماهيري في الوطن والشتات، بـ«الاستفتاء العظيم». وقال في تصريح مكتوب، إن «هذا الاستفتاء العظيم في هذا اليوم الكبير يؤكد مرة أخرى على حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف». وأضاف أن «هذا بعث برسالة واضحة لجميع دول العالم المحبة للحق والعدل أن الشعب الفلسطيني يقف صفا واحدا في مواجهة هذا التحدي الكبير، ويؤكد لجميع شرفاء وأحرار العالم أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية وجميع أحرار العالم». وتابع أن «هذا اليوم العظيم يبرهن على أن الشعب ملتف حول قيادته الملتزمة بالثوابت الوطنية وعلى رأسها قضية اللاجئين، واستعادة الأرض وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». ويعود أبو مازن إلى الأراضي الفلسطينية، اليوم، ويتوقع أن تستقبله فتح استقبال الأبطال، بعدما نجح في نزع اعتراف بفلسطين دولة مراقبا في الأمم المتحدة.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية لدولة فلسطين، إنها «ستقوم بإعادة دراسة وتقييم علاقاتها مع جميع الدول التي صوتت ضد مشروع القرار الفلسطيني، أو بالامتناع». وأكدت الوزارة في بيان أنها «ستواصل العمل من أجل حصد المزيد من اعترافات الدول بدولة فلسطين وفقا لهذا القرار الأممي، ورفع مستوى التمثيل الفلسطيني فيها إلى سفارات». وطالبت أن تفرض الإرادة الدولية التي صوتت لصالح القرار نفسها على الحكومة الإسرائيلية، «من أجل إجبارها على الالتزام بمرجعيات عملية السلام، والانصياع لهذه الإرادة الأممية، والانخراط في مفاوضات جادة بين الطرفين تفضي إلى تحقيق مبدأ حل الدولتين تحت سقف زمني محدد وبرنامج عمل واضح».