عباس يهنئ شعبه بـ«النصر».. وهنية يرحب بالإنجاز.. و«الجهاد» على الحياد

الفلسطينيون احتفلوا حتى الفجر بالدولة الجديدة.. وغنوا ورقصوا وأطلقوا النار في الهواء

شاب فلسطيني يتحدى جنودا إسرائيليين أمس بملصق مكتوب عليه: تحذير هذه أرض محتلة.. دولة فلسطين (أ.ب)
TT

احتفل الفلسطينيون حتى ساعات فجر الأمس في شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة، بالدولة المراقب في الأمم المتحدة، بعدما فازت بأصوات 138 دولة في العالم.

عشرات الآلاف تابعوا لحظة بلحظة خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على شاشات عملاقة نصبت في الساحات الرئيسية في المدن الفلسطينية، ومن ثم ترقبوا في لحظات فارقة ومهمة، نتيجة التصويت على طلب الدولة المراقب الذي استمر إلى ما بعد منتصف الليلة قبل الماضية، قبل أن يصفق أبو مازن بارتباك ونشوة، بالنصر، وتصفق من ورائه فلسطين.

كانت لحظات علا فيها صوت المحتفلين بالدولة عاليا «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»، ورفعوا صور الرئيس الراحل ياسر عرفات، وصور أبو مازن، ولافتات تحمل الرقم «194» نسبة لرقم الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

وحتى ساعات الفجر الأولى، جابت مسيرات ضخمة شوارع الضفة وقطاع غزة، على وقع أغنية جديدة لفرقة العاشقين الفلسطينية كانت تصدح في كل شارع وحارة «بعون الله أعلناها دولتنا جاية الأيام نقطف ثمرة ثورتنا.. يا شعبي مين اللي بنسينا اللي راحوا حلم الختيار اللي صمدوا كان سلاحو»، وبين الفينة الأخرى، كان يطلق المنفعلون أكثر من غيرهم عددا من الرصاصات في الهواء، أو بعض المفرقعات النارية.

وفي هذه الأثناء طيّر الرئيس الفلسطيني تحياته من نيويورك لأبناء شعبه، هنأهم بالانتصار، ووعد «باستمرار الكفاح الوطني حتى رفع علم فلسطين على مآذن وكنائس القدس الشرقية»، فارتفعت وتيرة الاحتفالات. كما شكر أبو مازن ومعه المحتفلون في شوارع فلسطين، الشعوب العربية والإسلامية الذين وقفوا دائما مع نصرة القضية الفلسطينية، وأحرار العالم الذين صوتوا لصالح الشعب الفلسطيني. ووصف أبو مازن قرار الدولة بانتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد صادقت بأغلبية ساحقة على طلب الفلسطينيين الحصول على مكانة دولة غير عضو في المنظمة الدولية. وصوت إلى جانب القرار 138 دولة في حين عارضتها 9 دول، وامتنعت 41 دولة عن التصويت.

وقال أبو مازن بعد القرار إنه ما زال أمام الفلسطينيين طريق طويل وشاق حتى يحصلوا على دولتهم، مؤكدا التزامهم بنيل حقوقهم بالطرق السلمية وعبر الحوار.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن منح فلسطين صفة دولة مراقب «هزيمة للاحتلال الإسرائيلي وانتصار لدولة فلسطين وشعب فلسطين».

وقال صائب عريقات، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض: «إن قواعد العملية السياسية تغيرت لأن فلسطين أصبحت معترفا بها من الأمم المتحدة».

وفيما اعتبرت فتح إقرار دول العالم برفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة «انتصارا تاريخيا للشعب الفلسطيني ولقيادته، وإقرارا عالميا بالحقوق الثابتة لشعبنا على أرضه وإدانة قانونية عالمية لدولة الاحتلال»، رحبت حماس بالخطوة المهمة، وكذلك الجبهة الشعبية، وقالت الجهاد إنها ليست «مع» ولا «ضد».

وقال إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة، أمس: «تابعنا ما جرى في الجمعية العامة بالأمم المتحدة.. إن (دولة غير عضو مراقب) في الأمم المتحدة جاء تتويجا لانتصار المقاومة في قطاع غزة على قاعدة عدم التنازل أو التفريط».

وأضاف في وقفة تضامنية مع الأسرى: «ما جرى هو تتويج لصمود الشعب الفلسطيني ونضالاته، وأن وقوف هذه الدول مع الشعب الفلسطيني يعني أن الغطاء قد ارتفع عن الاحتلال ولا غطاء له على المستوى الدولي». وتابع: «نرحب بالتصويت على قاعدة الالتزام بالثوابت وعدم الاعتراف بإسرائيل وعدم التنازل عن شبر من أرض فلسطين».

كما شكر هنية الدول التي صوتت لصالح فلسطين، مؤكدا على أن ذلك يدفع إلى تكريس الوحدة على استراتيجية المقاومة والثوابت. وقال بيان لمكتب هنية: «نؤيد أي إنجاز سياسي لشعبنا على طريق انتزاع الدولة».

وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن انتزاع الاعتراف بفلسطين دولة مراقب، يعتبر تقدما كبيرا. وقال عضو لجنتها المركزية كايد الغول إن النجاح الفلسطيني «يشكل انتصارا وتقدما في مكانة القضية الفلسطينية في إطار المنظومة الدولية»، مشددا على «ضرورة تحويل هذا القرار لواقع ملموس، خاصة في ظل التهديدات التي صدرت عن مندوبي أميركا وكندا والاحتلال، التي حاولت أن تجرد هذا القرار من مضمونه، وعدم إعطائه أي قيمة». وطالبت الشعبية باستثمار هذا القرار من أجل «تحقيق مزيد من المكتسبات في إطار الصراع السياسي والأمم المتحدة».

أما الجهاد الإسلامي، فوقفت على الحياد. وقال أمين عام الحركة، عبد الله شلح: «نحن قلنا بصراحة للسلطة والإخوة في مصر إننا لن نبارك هذه الخطوة ولكن لن نتصدى لها، ولندع الوقت والأيام والوقائع التي ستحكم على الأرض لتبيّن لنا ما الذي سيتحقق من وراء هذه الخطوة، حتى إن نتنياهو قال إنه لن يتغير شيء بعد الموافقة على قرار دولة فلسطين غير عضو».