معركة «تحرير المطار» مستمرة والقصف المتنقل لم يستثن المساجد

مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: نبعد كيلومترا واحدا عن المطار ونستهدف الثكنات العسكرية المحيطة به

طفل سوري يقرأ أوراقا في مدرسة دمرتها القوات النظامية جنوب دمشق أول من أمس (أ.ب)
TT

رغم التصعيد الأمني والعسكري الذي تشهده معظم المناطق السورية، ولا سيما العاصمة دمشق، فإن المظاهرات خرجت في جمعة «ريف دمشق أصابع النصر فوق القصر» متحدية الموت والعزلة التي يحاول النظام فرضها على الشعب، ومؤكدة على مطلب واحد وأساسي هو إسقاط النظام السوري. وقد وصل عدد قتلى أمس كحصيلة أولية بحسب لجان التنسيق المحلية إلى 75 قتيلا.

وفي حين لم يكن الوصول أمس إلى الأخبار الميدانية سهلا؛ بسبب انقطاع وسائل الاتصال لليوم الثاني على التوالي، الأمر الذي جعل الناشطين يبذلون جهودا لنشرها، فقد أكد مصدر قيادي لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر أصبح على بعد كيلومتر واحد من المطار والاشتباكات لم تتوقف، فيما ينجح عناصر الكتائب في استهداف الثكنات العسكرية المحيطة بالمطار والمدرجات الخالية من الطائرات المدنية»، كما تعهد المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها بالسيطرة على مطار دمشق الدولي في اليومين القادمين، في حين قال ناشطون إن الجيش الحر دمر أمس ثلاث دبابات على مشارف المطار وقتل العشرات من عناصر المخابرات الجوية.

وقال «مصعب أبو قتادة» المتحدث باسم المقاتلين لوكالة «رويترز»: «نريد تحرير المطار نظرا للتقارير التي نراها، لا سيما أن المعلومات التي لدينا تظهر أن الطائرات المدنية تصل إلى هنا محملة بالأسلحة للنظام».

أفادت لجان التنسيق بعد ظهر أمس بأن الجيش الحر قصف بـ«الهاون» حاجز جسر عقربا المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، وسجل سقوط عدد من القتلى من قوات النظام، ووقعت اشتباكات ليل أمس في محيط المدرج الغربي للمطار، وذلك بعدما كان الثوار قد قصفوا ليلا ثكنة عسكرية لقوات النظام مكلفة بحماية المطار قرب حران العواميد، ونجحوا في السيطرة على مساحة من طريق المطار بين الجسر الثاني والجسر الرابع، بحسب لجان التنسيق التي قالت إنه سجل أيضا إطلاق رصاص متقطع في نهر عيشة من الحواجز المتمركزة على طريق دمشق - الأردن الدولي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن مواطنين قتلا بـ«إطلاق رصاص على حافلة تقل عددا من موظفي مطار دمشق الدولي على طريق المطار»، مشيرا إلى تعرض بلدات وقرى العبادة والقيسا والعتيبة وحران العواميد وداريا والمعضمية ومدينة دوما في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية. كذلك تعرض حيا التضامن والحجر الأسود في مدينة دمشق وبلدتي السبينة وبيبلا بريف دمشق، للقصف من قبل القوات النظامية، كما تعرضت البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة وبلدة داريا للقصف من قبل القوات النظامية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في سماء المنطقة بالتزامن مع اشتباكات مستمرة في المنطقة.

كذلك خرجت مـظـاهـرات فــي القدم بـدمشق وداريا ودوما، في حين كانت تسمع أصوات انفجارات عنيفة ومتتالية في أرجاء العاصمة صادرة من جبل السرايا في المزة.

وفي ريف دمشق أيضا، قصف الطيران الحربي جسرين وداريا ومدن وبلدات الغوطة الشرقية، وذكر ناشطون أن الجيش الحر أسقط طائرة «ميغ» بالقرب في منطقة الغسولة بريف دمشق (القريبة من المطار)، فيما لم تتوقف الاشتباكات منذ الصباح في محيط بلدات داريا وعربين وعقربا وببيلا وبيت حسم.

أما في دير الزور فقد تعرضت ليلا بلدات في الريف للقصف من قبل القوات النظامية، كما هز انفجار ضخم حي الجبيلة بمدينة دير الزور الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر.

في موازاة ذلك، أفاد ناشطون بأن انفجارين هزا مدينة حماه، أحدهما في محيط السجن المركزي، والآخر في منطقة الحاضر.

وفي بلدة المحيمل بريف إدلب دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي الذي يحاول اقتحام البلدة، بينما تعرضت قرى كفرعويد وبليون وكنصفرة والبارة بريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية. كما قتل ما لا يقل عن أربعة من القوات النظامية السورية إثر تفجير آلية عسكرية مدرعة خلال الهجوم الذي نفذه مقاتلون على حاجز في بلدة حيش في إدلب.

هذا الواقع لم يمنع أيضا أبناء إدلب من الخروج في المظاهرات، ولا سيما في بلدات بنش وسرمين وكفرنبل ومعرة مصرين وعدة بلدات أخرى بريف إدلب، طالبت بإسقاط النظام وهتفت لثوار دمشق وريفها.

كما تعرضت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، مدينة معرة النعمان للقصف من قبل القوات النظامية التي استخدمت المدفعية، وهذا ما انسحب أيضا على قرى كفرعويد وبليون وكنصفرة والبارة بريف إدلب.

كذلك لم يتوقف القصف على حمص، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى بمدينة الرستن بريف حمص جراء تجدد القصف على المدينة بالمدفعية وراجمات الصواريخ، كما أفاد المرصد بسماع دوي انفجار شديد في مدينة القصير. وفي درعا، قصفت القوات النظامية بالمدفعية الثقيلة مدينة بصر الحرير في الريف، واستمرت حملات دهم واعتقال نفذتها قوات النظام في بلدة طفس لليوم الرابع على التوالي، إضافة إلى حرق ونهب مئات المنازل. ولم تستثن المساجد من هذه العمليات، ففي حين استهدف القصف الذي استخدم فيه «الهاون» والمدفعية بلدة النعيمة تم قصف مسجد «أبو بكر الصديق» أثناء وجود المصلين فيه، بحسب المرصد، مشيرا إلى اشتباكات في بلدة اليادودة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا رتلا للقوات النظامية خلال انسحابه من بلدة طفس التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال اليومين الماضيين.

وفي العاصمة الاقتصادية حلب، سجل خروج مظاهرات في حي مساكن هنانو من جامع «عثمان بن عفان» وجامع «عمر الفاروق» وجامع «عروة بن الزبير»، وانطلقت مظاهرة أخرى من جامع «الشيخ فارس» نادت بالحرية وإسقاط النظام، بحسب المرصد، مشيرا إلى تعرض حيي الميسر والحيدرية بمدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية، وفي ريف حلب لا يزال مقاتلون من الجيش الحر يحاصرون مقر كلية المشاة.