محكمة تقضي بسجن زعيم جماعة تطالب بتطبيق الشريعة في بلجيكا 6 أشهر

القضاء رفض طلب النيابة بحرمان المتهم من حق المواطنة وإعادته إلى بلده الأصلي المغرب

TT

قضت محكمة بلجيكية أمس بحبس بلجيكي من أصل مغربي اتهم بالتحريض على العنف والكراهية لمدة ستة أشهر. وكان فؤاد بلقاسمي، المعروف بأبو عمران، الذي يتزعم جماعة الشريعة في بلجيكا، قد اتهم بالتحريض على العنف والكراهية من خلال تصريحات وبث شريط فيديو في الأول من يونيو (حزيران) الماضي، عقب توقيف سيدة منتقبة من قبل الشرطة.

وكان من تداعيات ذلك حدوث أعمال شغب ومصادمات بين الشرطة وشباب من الجالية المسلمة في حي مولنبيك ببروكسل المعروف بغالبية سكانه من المهاجرين العرب والمسلمين. وخلال جلسة المحكمة التي عقدت في انتويرب البلجيكية، طالبت النيابة العامة بتوقيع أقصى العقوبة على بلقاسمي، وهي السجن لمدة عام وغرامة 300 يورو وحرمانه من حقوق المواطنة لمدة عشر سنوات، مما اعتبر من وجهة نظر البعض خطوة أولى على طريق سحب الجنسية البلجيكية من بلقاسمي وإعادته إلى بلده الأصلي بالمغرب لتمضية فترة العقوبة هناك، حسب اتفاق قضائي بين السلطات في البلدين جرى التوصل إليه في وقت سابق. لكن المحكمة لم تستجب لطلب النيابة العامة، وراعت ظروف بلقاسمي العائلية، خاصة بعد أن أعلن الأخير أنه ينوي التركيز في الفترة المقبلة على رعاية أمور عائلته، واستنادا أيضا إلى أن جماعة الشريعة في بلجيكا قد توقف نشاطها خلال الفترة الأخيرة. وحول إمكانية إطلاق سراح بلقاسمي من منطلق أنه أمضى فترة العقوبة بعد اعتقاله في يونيو الماضي، قال محاميه أمام الصحافيين إنه سيبلغهم بالتفاصيل في وقت لاحق عندما تتضح الصورة أكثر، خاصة أن هناك حكما آخر بالسجن لمدة ستة أشهر في قضية أخرى. ولم يتحدد بعد إذا كان بلقاسمي سيبدأ تنفيذ العقوبة بشكل فوري أم لا.

وقبل صدور الحكم، طالب المحامي سفين ماري ببراءة موكله بلقاسمي، مشيرا إلى أن ما جاء في شريط الفيديو عبارة عن عبارات يرددها أئمة المساجد على المنابر يوم الجمعة، للدعاء على من يريد الشر بالمسلمين. وقال المحامي إن الشريط جرى بثه في الأول من يونيو، واعتبرته السلطات الدافع لأعمال الشغب التي وقعت بعد ذلك. وتساءل المحامي قائلا: «إن أعمال الشغب وقعت يوم 31 مايو (أيار) فمن كان السبب في التحريض عليها؟». وسبق أن نفت جماعة الشريعة في بلجيكا، أن يكون مسؤول الجماعة بلقاسمي قد دعا إلى العنف. وجاء إعلان الجماعة خلال مؤتمر صحافي قصير لأحد أفراد الجماعة، يدعى مجاهد، عقده بعد ساعات من إلقاء السلطات البلجيكية القبض على أبو عمران. وقال مكتب التحقيق البلجيكي إن اعتقال الأخير جاء بناء على عدة أمور سبقت الاعتقال ومنها تصريحات تتضمن التحريض على العنف وتظهر العنصرية ضد أتباع ديانات أخرى. وقال مجاهد في المؤتمر الصحافي إن الجماعة تستنكر دعوة وجهها زعيم اليمين المتشدد فيليب ديونتر تتضمن تخصيص مكافأة مالية لمن يبلغ عن سيدة منتقبة وشبه هذا الأمر بما كان يحدث في عهد هتلر ضد اليهود.