تونس: انتقادات لطريقة قوات الأمن في مواجهة المتظاهرين بمدينة سليانة

مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تدين «الاستخدام المفرط للقوة».. وباريس «تأسف» لسقوط جرحى

آلاف التونسيين يسيرون في مظاهرة في مدينة سليانة احتجاجا على الظروف المعيشية (أ.ب)
TT

تجددت أمس في ولاية سليانة التونسية (شمال غرب) ولليوم الرابع على التوالي المواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين يطالبون بعزل الوالي المحسوب على حركة النهضة الإسلامية، والتنمية الاقتصادية وإطلاق سراح معتقلين.

وقالت صحافية بوكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة استخدمت وبشكل مكثف قنابل الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص في الهواء لتفريق مئات من المتظاهرين أغلبهم من الشبان، رشقوا مقر مديرية الأمن في مركز الولاية بالحجارة، ورموا زجاجات حارقة على عناصر الأمن. وقال عنصر أمن طلب عدم نشر اسمه «لن نتردد في استعمال الرصاص الحي إن تلقينا تعليمات بذلك».

كما أفاد مصدر طبي في مستشفى سليانة أن متظاهرين أصيبا بجراح في الرأس بعد أن سقطت عليهما عبوتا قنبلتين مسيلتين للدموع.

ودعا نقابي بالمكتب الجهوي للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمال في تونس) عبر مكبر صوت المتظاهرين إلى التفرق. وقال: «عودوا إلى منازلكم، الأمر خطير سيطلقون الرصاص الحي» لكن المتظاهرين تجاهلوا تحذيراته.

وأسفرت المواجهات التي بدأت منذ الثلاثاء الماضي بين الشرطة وآلاف من المتظاهرين في ولاية سليانة عن إصابة نحو 300 شخص وفق مصادر طبية.

ويطالب المحتجون بعزل الوالي وبالتنمية الاقتصادية وبالإفراج عن 14 شابا اعتقلوا في أبريل (نيسان) 2011 خلال أعمال عنف بسليانة وما زالوا دون محاكمات حتى الآن، بحسب عائلاتهم.

ومن جهتها دانت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة: «الاستخدام المفرط للقوة» ضد المتظاهرين وحثت السلطات على «الوقف الفوري لاستخدام الخرطوش ضد المحتجين».

وقالت المفوضة في بيان إنها «تدين الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة من قبل أفراد في قوات الأمن ضد المحتجين في مظاهرة تم الإعلام عنها مسبقا، وتحث السلطات بشكل محدد، على الوقف الفوري لاستخدام الخرطوش ضد المحتجين».

وأضافت أن «الحق في حرية التعبير والرأي والتجمع السلمي هي من حقوق الإنسان الأساسية التي يجب أن تصان وتحترم».

وتابعت: «قام موظفونا بزيارة الضحايا الذين تم نقلهم إلى مستشفيات تونس العاصمة، وتم توثيق حالات إصابات من جراء استعمال طلقات الخرطوش في الرأس والظهر والوجه فضلا عن إصابات في الأعين قد تؤدي في بعض الحالات إلى فقدان البصر، ومعاناة بعض المصابين من كسور في العظام».

ولفتت إلى أن «بعض المتظاهرين يعانون من إصابات خطيرة ناجمة عن استخدام ذخيرة البارود (الرش) دون سابق إنذار».

وشددت المفوضة في المقابل على «وجوب تجنب المتظاهرين اللجوء إلى العنف في جميع الأوقات». وقالت: «علمنا أيضا بإصابة عدد من أفراد الشرطة وسيقوم موظفونا بعيادتهم في تونس اليوم». وأوردت أن مكتب المفوضية في تونس «قام بإرسال فريق إلى مدينة سليانة صبيحة هذا اليوم». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن جانبها أعربت فرنسا عن «الأسف للعدد المرتفع» للجرحى بعد مظاهرات سليانة (شمال غرب) حيث جرت مواجهات بين قوات الشرطة والمتظاهرين الجمعة لليوم الرابع على التوالي، كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ردا على سؤال خلال لقاء مع الصحافيين «إنه أمر مثير للقلق بالنسبة لنا. ونأسف للعدد المرتفع للضحايا» مذكرا بأن «عمليات الحفاظ على النظام العام يجب أن تندرج في إطار دولة القانون واحترام الحقوق المدنية والسياسية».

إلى ذلك، دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أمس الحكومة الإسلامية في تونس إلى تعيين حكومة جديدة مصغرة تقتصر على الكفاءات وتستبعد الولاءات الحزبية بعد أيام من الاحتجاجات العنيفة بسبب المشاكل الاقتصادية في مدينة سليانة في غرب البلاد.

وقال المرزوقي في كلمة موجهة للشعب التونسي بثها التلفزيون الحكومي «يجب تكوين حكومة مصغرة على أساس الكفاءة فقط وليس المحاصصة الحزبية».

ورفض رئيس الوزراء الإسلامي حمادي الجبالي الاستقالة، متهما اليساريين بالوقوف وراء الاضطرابات.