الحكومة المغربية مستعدة لبحث أي شكوى بشأن انتهاكات ضد مهاجرين أفارقة

تقارير منظمات حقوقية تتحدث عن حالات تعذيب داخل مفوضيات الشرطة

TT

قدر نشطاء حقوقيون عدد المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء في المغرب بنحو 12 ألف مهاجر أفريقي من جنوب الصحراء، معظمهم يحاولون الهجرة إلى إسبانيا عن طريق مليلية، لكنهم فشلوا في ذلك، مما أدى إلى حملات لترحيلهم من المغرب، وقالت جمعيات حقوقية مغربية إن هناك عدة انتهاكات ترتكب ضدهم خلال هذه الحملات.

بيد أن مصطفى الخلفي وزير الاتصال (الإعلام) والناطق الرسمي باسم الحكومة قال في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول موضوع انتهاكات حقوق المهاجرين الأفارقة: «إن كل القضايا التي تثار حول انتهاكات لحقوق الإنسان في بلادنا، أؤكد أمرين؛ أولهما أن المغرب منخرط في دينامية مؤسساتية كفيلة بمعالجة أي انتهاكات، وثانيهما أشدد على أن وزارة العدل والحريات تبحث في أي شكاية تقدم بشكل رسمي بخصوص أي حالة من حالات انتهاك لحقوق الإنسان في إطار مهامها المرتبطة بالحريات». وأشار الخلفي إلى أن مصطفى الرميد وزير العدل والحريات قال في عدة مناسبات إنه سيبحث في أي شكوى ستقدم حول انتهاكات ضد مهاجرين أفارقة، وقال الخلفي إن هذا يأتي في انسجام مع الالتزامات الدولية ومع المقتضيات الدستورية، وخاصة ما يتعلق بالحقوق والحريات الأساسية.

وكان نشطاء حقوقيون قد نشروا تقريرا يقولون فيه إن أفارقة جنوب الصحراء يتعرضون لانتهاكات خطيرة تصل أحيانا إلى حد تعذيبهم داخل مفوضيات الشرطة، وأوردت الجمعيات الحقوقية ما حدث لكمارا لاي المنسق الحالي لجمعية «مجلس المهاجرين جنوب الصحراء بالمغرب» نموذجا، حيث اعتقلته السلطات المغربية في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأطلقت سراحه لاحقا، واعتبر اعتقال كمارا مرتبطا بـ«مجموعة من الحملات التعسفية غير المبررة التي كانت عرفتها عدة مدن مغربية» واستهدفت المهاجرين، واتسمت بالاستعمال المفرط للقوة معهم، على حد قولهم.

وكانت ست جمعيات حقوقية نظمت ندوة تحت شعار «أطلقوا سراح كمارا، أوقفوا قمع المهاجرات والمهاجرين» بالإطلاق الفوري لسراح «كمارا لاي»، المعتقل بسجن سلا، مع رد الاعتبار له وتوفير الحماية له «باعتباره مدافعا عن حقوق الإنسان؛ تفعيلا لإعلان الأمم المتحدة حول حماية المدافعين عن حقوق الإنسان».

وفي السياق نفسه قالت منظمة «أطباء بلا حدود» التي نشرت في يوليو (تموز) الماضي تقريرا قالت فيه إنها عالجت مجموعة من أفارقة جنوب الصحراء بسبب استعمال العنف ضدهم. ومن جهتها نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا مطولا الأربعاء الماضي حول مجموعة من الانتهاكات تعرض لها أفارقة جنوب الصحراء في المغرب.