لماذا غالبية الطهاة في العالم رجال؟

المرأة طاهية في المنزل والرجل يحلق في سماء الشهرة

TT

يعيش العالم اليوم فورة ملحوظة في عالم الطعام، وهنا لا نتكلم فقط عن العالم الغربي إنما نتكلم عن العالم العربي أيضا، التلفزيونات تخصص ساعات متواصلة على الهواء لتقديم برامج الطهي التي يقدمها أشهر طهاة العالم، وتلفزيونات خصصت بالكامل لبث برامج الطهي، وهنا نقول «طهاة» العالم وليس «طاهيات» العالم لأن عدد الطاهيات لا يمكن مقارنته بعدد الطهاة، وهذه قد لا تكون ظاهرة اجتماعية جديدة إنما هي حالة تفرض نفسها على المهنة التي نراها ملاصقة للنساء ولكنها في الواقع مهنة الرجال بلا منازع.

المرأة، الأم، الزوجة، الجدة، هي من يتولى في غالبية الأحيان مهمة تحضير الطعام في المنزل، فهي ربة وقائدة المنزل، تقوم بمهام الطهي إلى جانب أشياء أخرى كثيرة تقع في نطاق الزوجية والأمومة، فالمعروف عن المرأة أنها تستطيع تأدية أكثر من عمل في نفس الوقت، فمهمة الطهي ليست صعبة بالنسبة إلى المرأة الماكثة في البيت أو المرأة العاملة، ولكن وفي جميع الأحوال تقوم المرأة بتحضير الطعام في مطبخ منزلها بكثير من الحب، فلا عجب أن يكون طهي المرأة هو الطريق الأقصر لقلب الرجل.

ولكن إذا ما نظرنا من حولنا إلى ألمع أسماء نجوم الطهي في العالم أمثال الشيف غوردن رامسي وجايمي أوليفر وميشال رو الكبير والصغير وبيير غانيير وتييري ماركس وجويل روبوشون وألين دوكاس وإيريك فريشون وهيستون بلومنتال والشيف البارع أسامة السيد والشيف رمزي الشويري... نلاحظ الشح في أسماء الطاهيات، ففي بريطانيا لا يتعدى عدد الطاهيات اللامعات أمثال الطاهية الحسناء نايجيلا لوسن وأنجيلا هارتنت وديليا سميث عدد أصابع اليد، وبعضهن شهيرات على مستوى بريطانيا فقط وليس على الصعيد العالمي، وقد تكون الطاهية الأسطورة جوليا تشايلد حالة خاصة كونها استطاعت خرق الجدار الذي يحد من شهرة النساء في هذا المجال منذ أكثر من 100 عام.

الموضوع هنا ليس بهدف التمييز على أساس الجنس، انما السؤال الذي لا بد أن خطر على بال الجميع هو: لماذا غالبية الطهاة المشاهير رجال وليسوا نساء؟