خطوط طيران عالمية وعربية تعلق رحلاتها إلى سوريا حتى «إشعار آخر»

السلطات السورية تؤكد أن طريق مطار دمشق «آمن» وحركة الملاحة «طبيعية» على الرغم من إلغاء رحلات واشتباكات قريبة

TT

شهدت الطريق المؤدية إلى مطار دمشق الدولي في اليومين الأخيرين حركة خجولة تكاد تكون معدمة، مع استقدام النظام السوري تعزيزات أمنية مكثفة وإقدامه على إغلاق طريق المطار بشكل كامل منذ الخميس الماضي، بينما أعلنت شركات طيران عدة وقف رحلاتها من وإلى دمشق، حفاظا على سلامة طواقمها وركابها.

وبينما تتجنب شركات الطيران العالمية تسيير رحلاتها إلى سوريا، نقل التلفزيون الحكومي السوري عن رئيس مؤسسة الطيران العربية السورية قوله، إن «الخدمات جارية بشكل منتظم وطبقا للجدول المقرر»، لكن شركتي مصر للطيران وطيران الإمارات استمرتا بتعليق رحلاتهما إلى دمشق.

وفي حين لم يظهر على الموقع الإلكتروني لمطار دبي الدولي أي مؤشرات لتسيير أي رحلات أمس إلى دمشق، بعدما أعلنت الخطوط «العربية للطيران» و«فلاي دبي» إلغاء رحلاتهما المقررة إلى دمشق في اليومين الأخيرين، نشرت خطوط «مصر للطيران» على موقعها الإلكتروني خبرا عن «إيقاف تشغيل رحلات الشركة المتجهة إلى دمشق وحلب اعتبارا من يوم الجمعة الماضي ولحين إشعار آخر، نتيجة للتدهور الحالي في الأوضاع الأمنية في الجمهورية العربية السورية، وحرصا من مصر للطيران على سلامة ركابها». وذكرت أن «مركز العمليات الجوية التابع للشركة يتابع تطورات الوضع الأمني في دمشق وحلب لاستئناف الرحلات بمجرد تحسن الأوضاع»، وأهابت «بعملائها ضرورة مراجعة حجوزاتهم ومواعيد رحلاتهم التي كانت متجهة إلى هاتين النقطتين».

وكانت مديرة مؤسسة الطيران السوري غيداء عبد اللطيف قد أعادت أمس التأكيد على أن «الحركة في المطار طبيعية وأن الشارع المؤدي إليه آمن تماما»، في حين جددت وزارة الإعلام السورية التأكيد على أن «مطار دمشق الدولي يعمل بصورة منتظمة وطريق المطار آمن كليا، بعدما ترددت أنباء عن قيام (مسلحين) بالسيطرة على جزء من المطار».

من ناحيته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «المنطقة المحيطة بالمطار شهدت فجر أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من (الجيش السوري الحر)»، لافتا إلى أن «القوات الحكومية قصفت منطقة البساتين على ضواحي دمشق، في محاولة لتأمين المناطق المحيطة بالمطار». وأوضح أن «الاشتباكات التي أعلن عنها الناشطون وكذلك المرصد، تحصل في القرى الواقعة على طريق المطار، وليس على طريق المطار بعينه»، مشيرا إلى «قصف نظامي استهدف قرى ببيلا وعقربا ويلدا وبيت سحم».

وأكد عبد الرحمن أن «المطار كان مفتوحا يوم أمس، لكن الحركة بطيئة جدا مقارنة بالأيام السابقة ليوم الخميس الماضي»، لافتا إلى أن «أحدا لن يجرؤ على التوجه إلى المطار في ظل الاشتباكات القريبة والتعزيزات النظامية على الرغم من إعلان النظام أن الطريق باتت آمنة إلى المطار». ونقلت وكالة «رويترز» عن «معارض سوري مسلح»، قوله، إن «مقاتليه لن يسمحوا بأن يواصل المطار العمل». وقال: «لن نفتح الطريق أبدا. لا يزال مغلقا وسيظل مغلقا. ولن نسمح للطائرات بالوصول»، في إشارة إلى وصول طائرات مدنية إلى مطار دمشق يشتبه المعارضون بأنها تنقل أسلحة إلى النظام السوري.

وأفادت الوكالة، نقلا عن ناشطين وشهود عيان، إن «طائرات حربية سوريا قصفت أهدافا تابعة لمسلحي المعارضة قرب الطريق السريع المؤدي إلى مطار دمشق، وأن العنف تسبب في تعطيل رحلات جوية كثيرة إلى العاصمة». وذكرت أن «اشتباكات وقعت بين قوات الأمن ومقاتلين مسلحين في محيط بلدتي ببيلا وعقربا جنوب شرقي دمشق»، مشيرة إلى أن «التلفزيون السوري الرسمي أكد تواصل المعارك بين الجيش ومجموعات مسلحة في تلك المناطق».