تضارب في المعلومات بشأن مصير اللبنانيين الذين تعرضوا لكمين نظامي في تلكلخ.. وشقيقان منهما اتصلا بأهلهما

الضاهر لـ «الشرق الأوسط»: الشبان في العشرينات من العمر ولا علاقة لـ«تيار المستقبل» بهم

TT

تضاربت المعلومات لليوم الثاني على التوالي أمس بشأن مصير 17 إسلاميا لبنانيا يتحدرون من شمال لبنان، قيل إنهم قتلوا قرب الحدود اللبنانية - السورية، قرب بلدة تلكلخ السورية، بكمين نصبته لهم القوات السورية النظامية، خلال توجههم إلى حمص، لمساندة «الجيش السوري الحر» في قتاله ضد النظام.

وبينما لم يتبين مصير الشبان، الذين طال التضارب في الروايات عددهم أيضا مع تأكيد مصادر شمالية أن المجموعة ضمت 25 شابا لبنانيا، أفادت معلومات بأن أفراد المجموعة لم يقتلوا جميعهم، في وقت حرص فيه «تيار المستقبل»، ذو الغالبية الشعبية في منطقة طرابلس وعكار، على التأكيد على أنه لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالشبان الذين لا ينتمون إلى أي تيار حزبي أو سياسي.

ونقلت «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، في معلومات قالت إنها «غير مؤكدة»، أن «العدد الأكبر منهم ما زال حيا ومنهم من عادوا إلى لبنان، وعرف منهم شابان من آل سرور وآخر يدعى عبد الرحمن الأيوبي من مدينة طرابلس». وذكرت أن «الشابين حسان سرور وشقيقه اتصلا بأهلهما وأكدا أنهما نجيا من كمين القوات السورية الذي نصب داخل الأراضي اللبنانية»، بحسب تعبيرهما.

وقال سرور للقناة عينها، خلال اتصال هاتفي مباشر معه، إن «الكمين للمجموعة اللبنانية حصل داخل الأراضي اللبنانية وإنه يوجد في منطقة حدودية»، بينما نفى شاب يدعى لقمان الأيوبي أنه كان في عداد المجموعة وتمكن من الفرار وأخبر بما حصل مع الشبان، موضحا أنه «لم يذهب إلى سوريا وهو موجود في طرابلس ولم يغادر لبنان».

وفي سياق متصل، أكد عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ نبيل رحيم، أنه «لا معلومات مؤكدة عن عدد القتلى، غير أن ما هو مؤكد أن عدد القتلى أقل بكثير من الذي يتم تداوله، وأن عددا كبيرا منهم وصل إلى أيد أمينة من الجيش السوري الحر».

وشدد، خلال حديث تلفزيوني، على أن «الشبان اللبنانيين الذين قتلوا في سوريا ذهبوا إليها بطريقة فردية أو بطريقة عشوائية أو بتنسيق في ما بينهم وليس هناك أي جهة إسلامية تحتضنهم أو تدربهم أو تسلحهم». وأعرب عن اعتقاده بأنهم «ذهبوا لأن لديهم أقرباء هناك، ولما رأوا المجازر التي يرتكبها النظام تحركت فيهم الغيرة على إخوانهم السوريين فذهبوا لنصرتهم»، لافتا إلى «وجود شكوك حول بعض الأشخاص من عكار وشوا بهم إلى النظام السوري فتم التنكيل بهم».

وبينما لم يصدر أي موقف لبناني رسمي تعليقا على هذه الحادثة، تطرق الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس إلى الموضوع من دون أن يسميه، فدعا الشباب اللبناني إلى «عدم تكرار ما فعله جيل الشباب من قبل وألا يتورطوا في مغامرات عسكرية خارج لبنان، لأهداف عير متوافق عليها وطنيا». وقال، خلال إطلاق «الوثيقة السياسية الشبابية في لبنان»: «آن الأوان لتخلي الشباب عن العيش بالولاء للآخرين، سواء كان الولاء للأحزاب أو لدولة أخرى، كما أنه لا يجوز أن يهدر الشباب عمرهم ليعلقوا ورقة على الجدار، ولا يمكن أن يطالب الشباب بالكرامة داخل فكر أحادي، لذا يجب التخلص من الخوف».

من ناحيته، أوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد الضاهر لـ«الشرق الأوسط» أمس أن المجموعة «ضمت قرابة 25 شابا، تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة، يتحدرون من طرابلس، تحديدا من باب التبانة وأبو سمرا وباب الرمل، إضافة إلى آخرين من عكار والضنية»، مشددا على أنهم «لا ينتمون لأي تنظيم سياسي أو حزبي، لكنهم يعرفون بعضهم البعض وقرروا الذهاب من تلقاء أنفسهم».

وأشار الضاهر إلى معلومات عن «مقتل أربعة منهم، واعتقال اثنين، وبينما مصير أربعة منهم لا يزال مجهولا، وصل بقية أفراد المجموعة إلى الجيش السوري الحر»، لافتا إلى أن المجموعة «ذهبت إلى سوريا لمناصرة الشعب السوري والوقوف إلى جانبه في وجه الجرائم التي يرتكبها النظام السوري». وقال إن «إعلان حزب الله موقفه علنيا بدعم النظام السوري وقتاله إلى جانبه، خلق ردود فعل سلبية لدى شريحة واسعة من مناصري ثورة الشعب السوري، وهو ما دفع هؤلاء الشباب المتحمسين للذهاب إلى سوريا»، معتبرا أن «عملهم يشرف أهلهم ومنطقتهم وكل مناصر ومؤيد للشعب السوري في وجه آلة القتل».

ويتزامن مقتل الشبان اللبنانيين مع بث وسائل إعلام لبنانية، ناطقة باسم فريق «8 آذار»، تسجيلات صوتية للنائب في «كتلة المستقبل» عقاب صقر، المقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، يتحدث فيها عن تمرير أسلحة للمعارضة السورية. لكن الضاهر شدد على أن «موقف (تيار المستقبل) من ثورة الشعب السوري واضح جدا، بحيث أعلن أنه يقف إلى جانب الشعب في مواجهة النظام إعلاميا وسياسيا ومن خلال المساعدات الإنسانية والتحركات التضامنية. أما في ما يتعلق بموضوع السلاح فموقفه كذلك واضح وما يتم تسريبه عن النائب صقر ربما جاء في إطار المفاوضات لإطلاق سراح اللبنانيين المختطفين في سوريا وكلنا نعلم الجهود التي يقوم بها صقر مكلفا من الرئيس الحريري في هذا السياق». وقال الضاهر إن «صقر سيعلن موقفه في الأيام القليلة المقبلة وسيكون له رد شاف».

وفي سياق متصل، أشار عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل»، النائب الأسبق مصطفى علوش، إلى أن هناك «تضاربا» بشأن أسماء اللبنانيين الذين قتلوا في تلكلخ، ولفت إلى أن «الوضع في سوريا أصبح مفتوحا لتدخل الجميع وهناك أذى كبير قام به النظام السوري تجاه اللبنانيين وبالأخص في طرابلس والشمال»، نافيا نفيا قاطعا وجود «أي اسم من عناصر (تيار المستقبل)، فهناك قرار بعدم المشاركة المباشرة في القتال في سوريا». وشدد على أنه «من المهم ألا نستدرج إلى وضع يريده النظام السوري، وفتح الجبهة هو خدمة لبشار الأسد ويقضي على ما يراد له معنى من استشهاد أبناء المدينة».

وقال عضو «كتلة المستقبل» النائب معين المرعبي إن «عددا من الشبان من أبناء مدينة طرابلس المتحمسين جدا لنصرة أهلهم من الشعب السوري الحر قرروا الذهاب إلى سوريا لمساندة أهلهم هناك وتعرضوا لكمين نصبته لهم القوات النظامية السورية مما أدى إلى مقتل العديد منهم، بينما نجا آخرون».

وأكد، في تصريح لوكالة «كونا»، أن الشبان «لا ينتمون إلى (تيار المستقبل)، وهم غادروا لبنان بطريقة غير منظمة وغير مخطط لها وباستخفاف ولم يكونوا مسلحين ونصب لهم الكمين وهم داخل حافلة لنقل الركاب».