عودة خدمة الإنترنت جزئيا إلى دمشق والمناطق المحيطة بها عقب انقطاع 3 أيام

حملة تضامن على مواقع التواصل الاجتماعي

TT

عادت خدمة الإنترنت إلى العاصمة السورية دمشق وعدد من المناطق المحيطة بها مساء أول من أمس، بعد انقطاع لثلاثة أيام، أوقع سوريا في عزلة حقيقية عن العالم الخارجي، حيث قطعت خدمات الإنترنت وتوقفت شبكات الاتصال كافة عن العمل. وأثار الأمر حالة من القلق الدولي وخشية من أن يكون انقطاع الإنترنت مقدمة لخطوات ما يخطط النظام السوري للقيام بها، بعدما جزمت مصادر معنية دولية أن قطع الإنترنت لا يمكن أن يكون ناتجا عن المعارضين نظرا للإمكانات التقنية التي يتطلبها ذلك.

وكان قطع الإنترنت قد أثار مخاوف الناشطين السوريين، لا سيما الموجودين في الخارج بعدما تعذر عليهم الاتصال بعائلاتهم والاطمئنان عليهم في ظل معارك واشتباكات عنيفة في أكثر من منطقة سورية. وفي هذا السياق، قال علي، وهو شاب سوري مقيم منذ فترة طويلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لـ«الشرق الأوسط» قبل عودة خدمة الإنترنت جزئيا: «أحاول الاتصال بعائلتي المقيمة في دمشق، منذ الخميس الماضي، لكن محاولاتي باءت بالفشل»، لافتا إلى أنه يشعر بالقلق على مصير زوجته وأولاده؛ إذ يقع منزله في منطقة القابون التي تشهد اشتباكات متواصلة بين الجيشين الحر والنظامي. وأشار إلى أنه «منذ يوم الخميس لم أحصل على خبر أو معلومة عن عائلتي المحاصرة بالمعارك».

ولم يختلف حال نهى الناشطة المقيمة في السويد عن حال علي، فالشابة الثلاثينية التي تركت والدتها وحيدة في سوريا وغادرت البلاد بعد التضييق الأمني على نشاطاتها عاشت لحظات طويلة من القلق والتوتر. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يصعب تصور الشعور الذي ينتاب المرء حين يعلم أن بلده معزول وكأنه جزيرة نائية، أشعر أنني فقدت أمي ولم يعد يمكنني التواصل معها، أخشى أن تكون ماتت».

وفي حين اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي «العصابات الإرهابية» بضرب خطوط الإنترنت في البلاد، رجح ناشطون معارضون أن يكون النظام السوري هو من يقف وراء هذه الخطوة. يؤكد عماد، أحد منسقي عمليات الاتصال مع الداخل السوري، لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام الحاكم هو المسؤول عن عملية قطع الإنترنت والاتصالات، فالثوار لا يملكون القدرة على قطع كابل الشبكة الافتراضية الذي يمر عبر البحر، والنظام هو عادة من يتحكم بهذا الموضوع». ويلفت عماد، الذي يتخذ إحدى الشقق في بلدة أنطاكيا التركية مقرا له، إلى «أن النظام بدأ يشعر بقرب نهايته مما يدفعه للقيام بخطوات مماثلة»، معتبرا أن «النظام لا يريد للناشطين في سوريا أن ينقلوا (فيديوهات) هزائمه التي تتحقق على يد (الجيش السوري الحر) إلى وسائل الإعلام العالمية والعربية».

وقد تزامن قطع خدمات الإنترنت والاتصالات عن سوريا مع إحراز مجموعات من «الجيش الحر» المقاتلة في العاصمة السورية دمشق تقدما عسكريا ملحوظا؛ إذ وصلت المعارك إلى قرب مطار دمشق الدولي حيث استولت المعارضة المسلحة على الجزء الأكبر من المساحات المحيطة به.