بعد تردد ونفي خلال حملة الانتخابات الرئاسية.. واشنطن مستعدة لمفاوضات ثنائية مع إيران

كلينتون حذرت بأن نافذة الحوار لن تظل مفتوحة إلى الأبد

TT

بعد نفي وتردد أميركي لإجراء مفاوضات ثنائية مباشرة مع إيران خصوصا خلال حملة الانتخابات الرئاسية التي انتهت بالتجديد للرئيس باراك أوباما، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن بلادها مستعدة لإجراء محادثات ثنائية مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني إذا كانت طهران «مستعدة دائما».

وجاء إعلان كلينتون خلال خطاب ألقته أثناء دعوة عشاء في مركز سابان للشرق الأوسط في فندق «ويلارد» مساء أول من أمس.

وبعد أن أشادت الوزيرة الأميركية، في بداية خطابها، بالعلاقات الأميركية - الإسرائيلية وبحاييم سابان، اليهودي الأميركي الذي أسس المركز، وبمسؤولين إسرائيليين حضروا العشاء، منهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ونائب رئيس الوزراء دان ميدور، قالت كلينتون إن حركة حماس حصلت على الصواريخ من إيران، وحذرت من أن إيران ستقدر على مد حماس بصواريخ نووية إذا لم يتم منعها من إنتاج قنبلة نووية.

وقالت: «ليست سياستنا احتواء إيران، سياستنا منع إيران» من إنتاج قنبلة نووية، وهي سياسة تعتمد على «الضغط والتفاوض».

وأشادت كلينتون بقدرة الولايات المتحدة على إقناع 27 دولة أوروبية بوقف استيراد النفط الإيراني، وإقناع 20 دولة رئيسية تستورد النفط الإيراني بتخفيض وارداتها.

لكنها استدركت قائلة: «لسنا سعداء بالمعاناة التي يواجهها الشعب الإيراني» بسبب هذه الضغوط، وأضافت: «نبذل كل ما نستطيع لعدم منع الشعب الإيراني من الطعام، والأدوية والمنتوجات الإنسانية الأخرى. أنا أطوف حول العالم لضمان الرخاء للشعوب، ولا أنسى أن الشعب الإيراني يستحق ذلك أيضا».

وبالإضافة إلى دور الولايات المتحدة في مفاوضات مجموعة «5+1»، الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، قالت كلينتون، في إشارة إلى مفاوضات ثنائية مباشرة: «إذا كان هناك طريق دبلوماسي مفيد، فنحن مستعدون لسلوكه. إذا قال الإيرانيون إنهم مستعدون لمفاوضات جادة، فنحن مستعدون». لكن، حذرت كلينتون من أن «نافذة المفاوضات لن تظل مفتوحة إلى الأبد».

وقالت إن الرئيس أوباما «منذ البداية، قال إنه مستعد لمفاوضات ثنائية. ونحن حاولنا، وشاهدي هنا في هذه القاعة هو دينس روس (كان مستشارا في وزارة الخارجية وفي البيت الأبيض). حتى الآن، لم يوافق الإيرانيون، ونحن مستعدون».

وقالت كلينتون إن إيران «أصعب قضية تعاملت معها كوزيرة للخارجية، وذلك بسبب الأخطار التي يمثلها سلوك إيران، وبسبب الخطر الأكبر الذي ستشكله إيران المسلحة نوويا».

وكانت مصادر أميركية أشارت، قبل موعد الانتخابات الرئاسية في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى أن أوباما وافق على إجراء محادثات ثنائية مع إيران. لكن البيت الأبيض تردد في تأكيد أو نفي تلك الأخبار، وسعى إلى التفريق بين «موافقة» على المحادثات الثنائية، وبين «استعداد» لها. وفي ذلك الوقت، قال بيان أصدره تومي فيتور، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: «ليس صحيحا أن الولايات المتحدة وإيران اتفقتا على إجراء محادثات ثنائية، أو أي مفاوضات، بعد الانتخابات الأميركية». وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع مجموعة «5 + 1». لكن البيان أضاف: «قلنا منذ البداية إننا سنكون على استعداد للقاء ثنائي».

وكانت «نيويورك تايمز» قالت، في ذلك الوقت، على ألسنة مسؤولين في إدارة أوباما، طلبوا عدم نشر أسمائهم أو وظائفهم، إن الولايات المتحدة وإيران «اتفقتا، للمرة الأولى، على مفاوضات ثنائية حول البرنامج النووي الإيراني»، وإن هذه المفاوضات «ستتم مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية»، وإن هذا الاتفاق «الذي لا مثيل له، تم الوصول إليه بعد محادثات سرية ومكثفة بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين».

وقالت الصحيفة إن الإيرانيين هم الذين أصروا على أن تبدأ المفاوضات المباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك «لأنهم يريدون أن يعرفوا أي رئيس أميركي سوف يتفاوضون معه».

ورغم أن الصحيفة نشرت في طبعتها الورقية نفي البيت الأبيض (بعد أن كانت نشرت الخبر في موقعها على الإنترنت)، لكنها أكدت صحة خبرها، وقالت إن تصريحات المسؤولين الأميركيين لها عن المفاوضات المباشرة بعد الانتخابات ربما تعني أن الرئيس أوباما، بعد أن يفوز في الانتخابات، سيكون أكثر حرية في التصرف «لأنه لن يقدر على ترشيح نفسه مرة ثالثة».

وتشتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أن إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية تحت ستار برنامجها النووي المدني. وتنفي إيران هذا وتقول إن برنامجها لأغراض سلمية مثل توليد الكهرباء وإنتاج نظائر مشعة طبية.

وبموجب سياسة «المسارين» تسعى الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى للتفاوض للتوصل لحل دبلوماسي في الوقت الذي تزيد فيه تدريجيا العقوبات الاقتصادية ضد إيران في محاولة لإجبارها على التوصل لتفاهم.