اليمن: إحياء ذكرى «الاستقلال» ودعوة لإنصاف «الجنوب» والحفاظ على الوحدة

جنود من الحرس الجمهوري يستولون على مقر قيادة معسكرهم في البيضاء وتفجير أنبوب نفط في مأرب

TT

أحيا آلاف اليمنيين ذكرى استقلال جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني في الثلاثين من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1967 داعين إلى إنصاف الجنوبيين والحفاظ على الوحدة، في حين سيطر جنود من الحرس الجمهوري على مقر قيادة معسكرهم بعد طرد قادة المعسكر في محافظة البيضاء.

وخرج الآلاف في مسيرات جماهيرية في تعز جنوب غربي اليمن لإحياء الذكرى الـ«45» لاستقلال الجنوب اليمني من المستعمر البريطاني بمسيرة شارك فيها مختلف المكونات الثورية وقادة الأحزاب السياسية من أحزاب المشترك والأحزاب المنظمة للثورة الشعبية والشخصيات الاجتماعية ومختلف شرائح المجتمع. ورفع المتظاهرون اللافتات التي تدعو إلى استكمال أهداف الثورة وسرعة هيكلة الجيش ومحاكمة من قتل المتظاهرين وإقالة الفاسدين. كما ردد المتظاهرون هتافات تؤكد على وحدة اليمن وتدعو إلى حل القضية الجنوبية حلا عادلا يعيد لأبناء الجنوب حقوقهم وإعادتهم إلى وظائفهم. ودعا محمد غالب أحمد رئيس دائرة العلاقات الخارجية عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمنى المشاركين في المسيرات التي خرجت في تعز إلى «الوقوف مع إخوانهم في المحافظات الجنوبية من أجل حل قضيتهم». وقال: «إذا وقفت تعز مع أبناء الجنوب في مطالبهم الحقوقية سنضمن يمنا واحدا». وقال غالب في كلمة أمام المحتشدين أمام مبنى محافظة تعز «إن اليمنيين لم يكونوا يعرفون شمالا ولا جنوبا حتى جاء حرب صيف 94 التي زرعت الأحقاد بين أبناء الوطن الواحد»، حسب تعبيره، مضيفا أن «أبناء الحراك الجنوبي السلمي هم أصحاب قضية وهناك بعض القيادات الجنوبية استغلت هذا الحراك السلمي لتحقيق بعض المصالح الشخصية الضيقة على حساب الوطن ووحدته».

وفي محافظة إب احتشد الآلاف في ساحة خليج الحرية صباح أمس للاحتفال بعيد الاستقلال الخامس والأربعين. وبدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم أعقبها النشيد الوطني ورددت هتافات تطالب بسرعة اتخاذ قرارات شجاعة تؤدي إلى توحيد وهيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية في البلاد وتحريرها من الولاءات العائلية والشخصية وكذا تصحيح الجهاز الإداري ومؤسسات الدولة المختلفة وتطهيرها من أذناب الفساد والمفسدين.

وفي جزيرة سقطرى، نظم مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية أمس مهرجانا خطابيا بمناسبة ذكرى الاستقلال، وردد المشاركون شعارات تحيي الذين ناضلوا وصمدوا في وجه الاحتلال البريطاني الذي دام لأكثر من 120 سنة.

وعلى الصعيد الأمني سيطر مئات من جنود الحرس الجمهوري في محافظة البيضاء أمس على مقر قيادة أحد معسكرات الحرس الجمهوري بالمحافظة للمطالبة بنقلهم من قوات الحرس وإلحاقهم بوزارة الدفاع بعدما اتهموا قيادتهم «باختلاس مستحقاتهم».

ونقلت مصادر يمنية أن أكثر من 300 جندي من أفراد المعسكر 26 حرس جمهوري سيطروا على مقر قيادة المعسكر الواقع في مديرية مكيراس.

وأضافت أن المعسكر شهد مظاهرات أول من أمس للمطالبة بمستحقات الجنود، وأنهم يطالبون بضمهم إلى وزارة الدفاع. وقال أحد الجنود إنهم لن يسلموا المعسكر إلا لوزير الدفاع شخصيا، وإن مطلبهم الوحيد هو ضمهم إلى وزارة الدفاع. وأعلن ملتقى أبناء مكيراس تأييده لمطالب الأفراد التي اعتبرها الملتقى «شرعية وفي طريق توحيد الجيش اليمني».

كما أصدر قادة الملتقى العسكري بمحافظة البيضاء بيانا تناقلته وسائل إعلام يمنية يؤيد مطالب الجنود العسكريين باللواء 26 حرس جمهوري في مكيراس الذين «ثاروا ضد قطع مستحقاتهم». وأكد بيان الملتقى وقوفه مع الجنود المحتجين «إلى أن يحصلوا على حقوقهم التي يطالبون بها ويدين أي محاولة لقمع العسكريين اللذين يطالبون بحقوقهم المشروعة».

إلى ذلك قالت وزارة الداخلية اليمنية إن مسلحين قبليين فجروا أنبوبا رئيسيا لنقل النفط في محافظة مأرب بعد نصف ساعة من إصلاحه أول من أمس.

وذكرت في بيان نشر على موقعها الإلكتروني أن فريق المهندسين كان توجه الخميس مع المعدات لإصلاح أنبوب النفط عند نقطتي كيلو 39 و40 والذي كان تعرض للتفجير في الحادي عشر من نوفمبر الماضي. وأضافت أنهم بعد أن انتهوا من إصلاح الأنبوب في نقطة كيلو 39 تم تفجير بتفجيره مجددا في نفس النقطة التي تم إصلاحها وبعد نصف من إصلاحه. ويتكبد اليمن خسائر بعشرات ملايين الدولارات جراء توقف ضخ النفط، عدا عن أن استمرار توقفه قد يهدد بأزمة وقود في السوق اليمنية باعتبار أن إنتاج هذا الخط يعاد تكريره لتزويد السوق المحلية بالمشتقات النفطية.