ليبرمان: الفقر هو المشكلة لا المستوطنات.. ونحن مع حل الدولتين

السفير المصري في واشنطن: أنتم من يخنق الاقتصاد الفلسطيني ويمنع النمو ويسبب الفقر

TT

بعد ساعات من حصول فلسطين على صفقة دولة مراقب في الأمم المتحدة، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، الأكثر تطرفا، أفيغدور ليبرمان، أن حكومته الحالية ملتزمة بحل الدولتين وبالاتفاقات السابقة المبرمة مع السلطة، حتى وإن كانت غير سعيدة بها. وقال ليبرمان أمام منتدى «سابان» الدبلوماسي في واشنطن، «إن إسرائيل مستعدة لإطلاق المفاوضات مع الفلسطينيين فورا دون شروط مسبقة، بل وتقديم بوادر حسن النية لهم»، متهما السلطة بأنها من يعرقل جميع المحاولات لدفع عملية السلام وليس إسرائيل.

وكعادته هاجم ليبرمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بشدة، وقال إنه فشل في مواجهات المشكلات الداخلية لديه ويقود حكومة فاسدة.

وأضاف: «لقد خسر (أبو مازن) سيطرته على قطاع غزة بسبب إخفاقه في مواجهة المشكلات الفلسطينية والفقر، بالإضافة إلى فساد حكومته، وهو سيخسر الانتخابات في الأراضي الفلسطينية لو جرت الآن». وتابع القول «دائما يتهم إسرائيل بتنفيذ عملية تطهير عرقي عصري، لكن الحقيقة أنه عدو لا يوجد لديه رغبة في السلام. إن لديه إدارة فاسدة في الضفة الغربية، لقد اشترى طائرة خاصة بقيمة 53 مليون دولار في حين أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ليس لديه طائرة خاصة».

ودافع ليبرمان في كلمته، عن إعلان إسرائيل بناء 3000 وحدة استيطانية جديدة في القدس، بعد قليل من حصول فلسطين على الدولة المراقب، قائلا «يحق لإسرائيل القيام بمشاريع معمارية في عاصمتها»، متهما أبو مازن والسلطة، باستخدام قضية المستوطنات «ذريعة لتبرير رفضهم التفاوض مع إسرائيل»، كما هاجم الدور الدولي المساند للفلسطينيين في هذه المسألة، قائلا إنه «يأتي تعويضا عن الإخفاقات المتوالية للمجتمع الدولي في جميع الساحات الساخنة الأخرى وفي مقدمتها إيران».

ويرى ليبرمان أن المستوطنات ليست المشكلة، بل الفقر والاقتصاد المتردي في الأراضي الفلسطينية، وهو رأي سبب تلاسنا كلاميا بينه وبين السفير المصري في واشنطن. وقال ردا على سؤال من السفير المصري محمد توفيق حول الاستيطان، «المشكلة في الأراضي الفلسطينية، والشرق الأوسط بشكل عام، ليست البناء في القدس، وإنما الفقر الكبير».

وعندها رد السفير المصري بالقول «صحيح يوجد فقر ويوجد مشكلات في المنطقة، ولكن الوضع الاقتصادي الصعب في الأراضي الفلسطينية نابع من الاحتلال، أنتم من يخنق الاقتصاد الفلسطيني ويمنع النمو ويسبب الفقر»، فعلق ليبرمان قائلا، «من الصعب الحديث عن السلام والناس تعيش في الفقر، ولا تصل إلى ناتج سنوي بقيمة 10 آلاف دولار للفرد، أنا أقول إن تنمية الاقتصاد الفلسطيني، هو مفتاح حقيقي لتحقيق الحل السلمي».

وحينها رد السفير ساخرا «هل تريد أن تقول إنكم لن تكونوا مهتمين بالسلام إلا حين ينتج كل فلسطيني 10 آلاف دولار»؟. فأجاب ليبرمان، «كل ما أتمناه أن تتغلبوا على مشكلاتكم الآن، نحن جيران، ونريد أن تكون هذه الجيرة مفيدة، ونريد شرق أوسط هادئا وخاليا من الفقر والمشكلات الاقتصادية والمشكلات الأخرى».

وواصل ليبرمان حديثه «أريد القول أيضا، إن حكومتنا كانت معنية بتجديد المحادثات المباشرة منذ اليوم الأول لها، لقد وافقنا على محادثات تقريبية وعلى تجميد الاستيطان، حضرنا لقاءات في الأردن، وكنا ننوي تقديم بوادر حسنة وفعلنا ذلك، ولكن اللقاءات فشلت، وهذا بالتأكيد ليس بسببنا، بسبب الآخرين». وتابع «نحن مع تحقيق السلام، ونحن نعترف بحل الدولتين وفق خطاب نتنياهو في بار ايلان».

وشارك إلى جانب ليبرمان في منتدى سابان الذي يموله الثري الإسرائيلي - الأميركي، حاييم سابان، وينعقد سنويا في الولايات المتحدة، للتداول حول فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وزير الدفاع إيهود باراك، والنائب الأول لرئيس الوزراء سلفان شالوم، ووزير الشؤون الاستراتيجية دان مريدور، ورئيسة حركة «الوسطية» تسيبي ليفني.