إسلاميو مصر يحتشدون لنصرة مرسي.. ويهتفون «الشعب يؤيد قرارات الرئيس»

«التحرير» يهدد بـ«الزحف» إلى قصر الرئاسة لإسقاط الإعلان الدستوري

TT

احتشد مئات الألوف من الإسلاميين في محافظة الجيزة ومحافظات مصر في مليونية «نصرة الشرعية والشريعة» أمس (السبت)، لتأييد الإعلان الدستوري الأخير الذي أصدره الرئيس محمد مرسي المحسوب على الإسلاميين في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتأييد مسودة مشروع أول دستور لمصر بعد ثورة «25 يناير»، وذلك بعد يوم واحد من مليونية معارضي مرسي التي حملت اسم «حلم الشهيد» في ميدان التحرير بوسط القاهرة، للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.

ونظمت القوى والتيارات الإسلامية في مقدمتها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، مظاهرة حاشدة أمام جامعة القاهرة وتمثال النهضة الشهير بمحافظة الجيزة، مقبلين من عدة محافظات وضواح بالقاهرة في مسيرات كبيرة طافت أرجاء المناطق المحيطة، وقادها عدد من الدعاة التابعين للتيار السلفي، ملوحين بالأعلام واللافتات الكبيرة التي كتب عليها الشعب «يريد تطبيق الشريعة ويقف مع الرئيس في قراراته الأخيرة». وتجمع المتظاهرون الذين غلب عليهم أعداد مقبلة من أقاليم مصرية مختلفة لإظهار أكبر تأييد للرئيس مرسي والذي يواجه جبهة معارضة قوية عقب إصداره للإعلان الدستوري، والذي منحه صلاحيات قضائية بالإضافة إلى تحصين الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى من الحل. وهتف مئات الألوف في ميدان «نهضة مصر» أمام جامعة القاهرة قائلين «الشعب يريد تطبيق شرع الله» و«الشعب يؤيد قرارات الرئيس»، و«ثوار أحرار هنكمل المشوار»، و«أهل الدعوة أهل الدين حراس مصر ليوم الدين».

وقال الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف، إن «متظاهرا لقي مصرعه وأصيب 24 شخصا في حادث سقوط شجرة وسط ميدان نهضة مصر، وأصيب 5 آخرون في مظاهرات جامعة القاهرة وميدان التحرير». وقاد الداعية الإسلامي صفوت حجازي مسيرة مقبلة من ميدان الجيزة (جنوب القاهرة) واعتلى المنصة المواجهة للنصب التذكاري أمام جامعة القاهرة موجها رسالة قوية إلى متظاهري التحرير، بأن أغلبية الشعب خرجت لتأييد الرئيس وتؤكد أن الشرعية مع الرئيس وليس معارضيه، داعيا الرئيس إلى عدم التراجع قيد أنملة عن قراراته لأنه المؤسسة الشرعية الوحيدة في البلاد. واعتبر البرلماني السابق ممدوح إسماعيل، يوم أمس هو يوم مشهود في تاريخ مصر، مخاطبا الرئيس، قائلا: «تأخرت في الضرب على فلول النظام السابق، والتطهير من الفاسدين.. نحن معك في الإعلان الدستوري وتطهير الإعلام والداخلية والقضاء».

وزادت مظاهرات أمس من حدة الاستقطاب في الشارع الذي انقسم ما بين مؤيدين ومعارضين للرئيس، وشهدت المقاهي المجاورة لمظاهرات أمس نقاشات ساخنة امتد البعض منها إلى مشادات كلامية بين مؤيدي الرئيس وعدد من المواطنين الذين انتقدوا ما أسموه التأييد الأعمى للمنتمين للتيار السلفي والإخواني.

ويرى مراقبون أن «طرح مشروع الدستور الجديد للاستفتاء سيزيد من حدة الاستقطاب بين الطرفين وأنه قد يستمر لفترات أكبر إذا لم يتم إيجاد حل سياسي للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد بعيدا عن حشد كل فصيل لأنصاره في الميادين لتأييد أو معارضة القرارات».

وراح المتظاهرون ينشدون أغاني وأهازيج إسلامية تؤيد الرئيس وتغني باسم الشريعة وحكم الله في الأرض، واستغل عدد من الدعاة والشيوخ وجودهم في المظاهرة وراحوا يخطبون في المتظاهرين مبينين، أنه لا حكم لأي قانون أو دستور وضعي، وأن التمزق الذي تشهده البلاد حاليا سيخرج من رحمه بلد موحد على حب شريعة الله، لكن إذا ابتعد الشعب عن الشريعة سيكون مصيره مصير الأمم السابقة التي غضب الله عليها، على حد قول الدعاة. وقال المتظاهرون أمس، إنهم «يحترمون الشرعية الانتخابية للرئيس والقانون الذي يؤيد قرارات الرئيس ضد هيئات اعتبرها المتظاهرون ممثلة للنظام السابق». بينما يرى معارضو قرارات مرسي، إن «الإعلان الدستوري يعطي مرسي سلطات واسعة تنذر بعودة الحكم السلطوي للبلاد». ولأول مرة نظم إخوان صعيد مصر مظاهرة حاشدة لدعم مرسي في محافظة أسيوط (على بعد نحو 440 كلم في الجنوب من القاهرة)، وأكد عمار حسن المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان في محافظة قنا، أن «جميع التيارات الإسلامية من 7 محافظات بصعيد مصر شاركت في أول مليونية بجنوب البلاد أمس»، مشيرا إلى أن اختيار أسيوط لتنظيم المليونية، لتوصيل صوت الصعيد ليكون في بؤرة الاهتمام، وتجميع أكبر عدد ممن يرغب في تأييد الرئيس وليس لديه القدرة على السفر إلى القاهرة. وفي الإسكندرية، قام مؤيدون للرئيس مرسي برشق معارضين له أمام مسجد القائد إبراهيم بالحجارة ودارت معارك كر وفر بين الجانين. وفي المنصورة تجمعت الحافلات أمام استاد المنصورة لنقل المشاركين إلى القاهرة. في السويس قررت الأحزاب الدينية تعليق مظاهراتها المؤيدة للرئيس مرسى داخل الميادين أمس. في سياق آخر، توافدت مجموعات من المتظاهرين على ميدان التحرير أمس، للتعبير عن استمرار رفضهم للإعلان الدستوري والمطالبة بإسقاطه والجمعية التأسيسية، بينما قام عدد من المعتصمين المنتمين للتيارات والحركات السياسية بالتشاور حول مقترح بالزحف إلى قصر الاتحادية لإسقاط الإعلان الدستوري، موضحين أن تلك الخطوة ستكون الأخيرة بعد استنفاد جميع الطرق السلمية التي أعلنت عنها رموز المعارضة أول من أمس في مليونية «حلم الشهيد». وأكدوا أن المعتصمين بالميدان، لم يتخذوا أي قرار إلا بعد الإعلان عنها من قبل جبهة الإنقاذ الوطني التي أكدت أول من أمس، أن العصيان المدني هو أولى خطوات التصعيد؛ ولم يحدد المتظاهرون موعد الزحف إلى قصر الاتحادية الرئاسي في حي مصر الجديدة (شرق القاهرة). من جانب آخر، قرر مجلس نقابة الصحافيين أمس، إحالة ممدوح الولي نقيب الصحافيين إلى التأديب، لمخالفته قرار مجلس النقابة بالانسحاب من الجمعية التأسيسية، احتجاجا على رفض مقترحات النقابة بشأن حرية الرأي والتعبير، مع إعلان قائمة سوداء لكل من شارك فيما وصفته بـ«العدوان على حرية المصريين في التعبير، وعلى رأسهم المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية». وقال جمال فهمي، عضو مجلس نقابة الصحافيين: «سيتم تقديم بلاغ ضد التأسيسية لقيام (الولي) بالتصويت باسم النقابة، في حين أن المجلس قرر الانسحاب»، ووجه فهمي الشكر لكافة الصحافيين الذين استجابوا لقرار المجلس بالانسحاب وعلى رأسهم الكاتب الصحافي فاروق جويدة، وأيمن نور. ورحب المجلس بقرار الصحف الحزبية والخاصة بالاحتجاب عن الصدور بعد غد (الثلاثاء) وكذلك تسويد الفضائيات لشاشتها (الأربعاء) المقبل، احتجاجا على الإعلان الدستوري ومواد الحريات في الدستور، محملة الرئيس محمد مرسي المسؤولية كاملة تجاه ذلك. كما دعا المجلس جميع الصحافيين لتنظيم مسيرة احتجاجية بعد غد (الثلاثاء) من مقر النقابة لميدان التحرير، احتجاجا على مسودة الدستور.