تصعيد العمليات العسكرية في ريف دمشق.. ومجزرة تودي بحياة 25 شخصا ببيت سحم

«الجيش الحر» يستفيد من غنائم الفوج 46 في حلب

سوري يجلس على كرسي وسط الطريق أول من أمس بعد أن دمرت قوات النظام بيته (أ.ب)
TT

واصلت قوات النظام السورية أمس قصفها لمناطق عدة في ريف دمشق، لا سيما البلدات الواقعة قرب الطريق المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، مستمرة في محاولاتها للسيطرة على معاقل المعارضين و«الجيش السوري الحر». وتتعرض منطقة ريف دمشق منذ أسابيع لعمليات عسكرية متصاعدة، لا سيما في اليومين الماضيين، مع بدء القوات النظامية حملة واسعة أدت إلى إغلاق طريق مطار دمشق الدولي، في موازاة استهداف طائرات الـ«ميغ» أحياء في جنوب دمشق، وتحديدا حي الحجر الأسود.

وأدى قصف عنيف استهدف منطقة بيت سحم بضواحي دمشق إلى مقتل 25 شخصا على الأقل، وفق لجان التنسيق المحلية في سوريا، التي أفادت عن استمرار القصف على جميع مناطق الريف براجمات الصواريخ المتمركزة في مطار المزة. وأشارت إلى وقوع مجزرة في حي البحدلية في بلدة الذيابية بريف دمشق، حيث أدى القصف العشوائي براجمات الصواريخ ومدافع الهاون إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات الجرحى.

وفي مدينة المعظمية، استمر القصف المدفعي والصاروخي طيلة يوم أمس، مستهدفا الأحياء السكنية الآمنة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وإصابة عدد من الجرحى. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قصفا عنيفا براجمات الصواريخ ومدافع الهاون استهدف كذلك الأحياء السكنية في مدينة حمورية، فيما أدى قصف بطيران الـ«ميغ» إلى مقتل شابين اثنين على الأقل في مدينة دوما.

وفي دير الزور، عادت القوات النظامية السورية إلى حقل نفطي كانت انسحب منه مساء الخميس، بحسب المرصد السوري، الذي أفاد بأن القوات النظامية انسحبت الخميس الماضي من هذا الحقل الذي يعد «آخر مركز وجود لها شرق مدينة دير الزور»، موضحا أن المقاتلين المعارضين «يوجدون على بعد كيلومترات منه ولم يدخلوا إليه خشية أن يكون ملغما». وأفاد بأن القوات التي أعادت الانتشار «هي نفسها التي انسحبت وعادت معززة بدبابات وناقلات جند مدرعة».

وفي حلب، كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من أربعة أشهر، أشار المرصد السوري إلى اشتباكات في محيط مدرسة المشاة بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب عدة من «الجيش الحر»، يحاولون اقتحامها بعد حصار مستمر منذ أيام. كذلك، تعرضت أحياء بستان القصر والسكري في جنوب مدينة حلب والحيدرية لقصف نظامي.

من ناحيتها، أفادت لجان «التنسيق المحلية» باستهداف قصف عشوائي السوق الرئيسية في مدينة السفيرة، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة عشرات الجرحى.

إلى ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أبو عمر، أحد مقاتلي كتيبة «أحرار دارة عزة» التابعة للجيش السوري الحر، إسقاطه مستخدما صاروخين «أرض جو» من نوع «إس إيه 16» لمروحية نظامية وطائرة مقاتلة من طراز «ميغ 23» خلال الأسبوع الحالي في المنطقة المحيطة بكتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي في ريف حلب الغربي، وهي قاعدة نظامية يحاصرها المقاتلون. وكشف المقاتل أن «الجيش الحر» حصل على الصاروخين من الفوج 46 الذي سيطر عليه قبل نحو أسبوعين، وهو قاعدة نظامية كبيرة في شمال غربي سوريا. وأشار إلى أن المقاتلين «يملكون ما يكفي من الصواريخ المضادة للطيران لإسقاط كل طائرات الجيش السوري»، مؤكدا استعداد الجيش الحر خلال 24 ساعة لفرض منطقة حظر طيران بنفسه من دون أي مساعدة من الدول الغربية.

وفي محافظة حمص، تعرضت مدينة القصير للقصف من قبل القوات النظامية التي حاولت استعادة أحياء في مدينة حمص ومناطق في ريفها تخضع لسيطرة «الجيش الحر». وذكرت لجان التنسيق المحلية أن عناصر من «الجيش الحر» سيطروا على حاجز شركس الحيوي داخل مدينة القصير. وذكر المرصد السوري أن «ثلاثة أشخاص قتلوا في القصير بينهم جنديان منشقان خلال اشتباكات مع القوات النظامية في المدينة، وسيدة قضت جراء القصف، فيما تعرضت بلدتا آبل والبويضة الشرقية لقصف مروحي».

أما في إدلب، فقد استمرت الغارات الجوية التي شنتها المروحيات العسكرية على مدينة تفتناز، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، بالتزامن مع قصف عنيف استهدف ريف إدلب الجنوبي براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، على وقع اشتباكات عنيفة في بعض المناطق القريبة من الأوتوستراد الدولي. كما طال القصف المدفعي بلدة الزيادية في جسر الشغور جراء القصف العنيف الذي استهدفها بالمدفعيات والدبابات، رغم أنها مليئة بالنازحين، وفق ما أوردته لجان التنسيق المحلية. وفي سراقب، بث ناشطون شريط فيديو يظهر رفع علم الثورة السورية على عمود الإذاعة الذي يبلغ ارتفاعه 218 مترا ويُعد النقطة الأعلى في سوريا.

وفي درعا، ذكر المرصد السوري أن «قريتي صور وحامر في منطقة اللجاة بريف درعا تعرضتا للقصف، في حين نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال طالت عددا من المواطنين في بلدة عقربا، رافقتها عمليات تخريب للممتلكات. وفي الحراك، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي (الجيش الحر)، رافقها قصف نظامي على المنطقة».

من جهة أخرى، أوقفت شركة أميركية أمس استضافة الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا»، بالتزامن مع بدء عودة خدمات الإنترنت بعد ظهر أمس. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر في «سانا» أن القرار «اتخذ بناء على ضغوطات دولية»، مشيرة إلى إطلاق «موقع آخر قريبا في بلد صديق». وأوضحت هذه المصادر أن هذه الخطوة «تمنع الدخول إلى الموقع الإلكتروني للوكالة»، واضعة إياها في إطار «سلسلة العقوبات التي فرضت على وسائل الإعلام السورية».