الرئيس الإيراني يعين مدير مكتبه المثير للجدل رئيسا لأمانة «عدم الانحياز»

البرلمان يفرض مزيدا من القيود على المرشحين للرئاسة

أسفنديار رحيم مشائي
TT

قرر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تعيين مساعده ومدير مكتبه وصهره أسفنديار رحيم مشائي مديرا لسكرتارية حركة عدم الانحياز التي تترأسها إيران، في خطوة لتعزيز مكانة مشائي الذي يعتقد على نطاق واسع بأنه مرشح محتمل لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران المقررة في يونيو (حزيران) 2013.

وقال أحمدي نجاد على موقعه الرسمي على الإنترنت مساء أول من أمس إنه نقل مدير مكتبه أسفنديار مشائي، الشخصية المثيرة للجدل والذي تعرض لانتقادات متواصلة من المحافظين المتشددين، إلى منصب جديد.

وكان مشائي أثار غضب المنافسين المحافظين لأحمدي نجاد الذين يتهمونه بمحاولة تقويض نظام الحكم الديني في إيران بعد دعواته المتكررة إلى تعزيز الهوية القومية الفارسية لإيران على حساب الهوية الإسلامية التي قام على أساسها نظام الجمهورية الإسلامية بعد الثورة الإسلامية التي قادها الخميني وأطاحت بآخر ملوك إيران الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.

واعتبر المحافظون، من حلفاء المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، مشائي خطرا على الجمهورية الإسلامية واتهموه بأنه يقود «تيارا منحرفا» يهدف إلى تقويض الدور السياسي لرجال الدين وهم أصحاب السلطات العليا في إيران. كما يأخذون عليه تصريحاته المثيرة للجدل في 2008 والتي قال من خلالها إن إيران «صديقة للشعب الأميركي والشعب الإسرائيلي» في مخالفة واضحة للخط الذي تنتهجه الجمهورية الإسلامية ومواقفها تجاه الولايات المتحدة والدولة العبرية. إلا أن أحمدي نجاد دافع عن مشائي، الذي يعتبر من أشد المقربين منه فابنة الأخيرة متزوجة من نجل الرئيس الإيراني.

وفي البيان الذي صدر مساء أول من أمس شكر الرئيس الإيراني مشائي على عمله وعينه رئيسا للأمانة العامة لحركة عدم الانحياز التي تضم 120 عضوا وتتولى إيران رئاستها الدورية بعد أن تسلمتها من مصر هذا العام وتستمر 3 أعوام. وكتب أحمدي نجاد في البيان الموجه إلى مشائي «إنني أعتبر معرفتك والعمل معك منحة إلهية وشرفا عظيما». وفي بيان آخر مقتضب عين أحمدي نجاد نائبه حسن موسوي مديرا جديدا لمكتبه خليفة لمشائي. ويقضي أحمدي نجاد، الذي واجه انتقادات من منافسيه المحافظين في البرلمان بسبب أدائه الاقتصادي، عامه الأخير في منصبه وبموجب القانون لا يمكنه الترشح مجددا لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) 2013.

ويرى بعض المحللين وكذا منافسو أحمدي نجاد أن الرئيس الإيراني يجهز مشائي ليخلفه في منصبه، وأن قرار الرئيس إسناد رئاسة أمانة حركة عدم الانحياز إلى مشائي إنما يرمي إلى تعزيز خبرات الأخير على الصعيد الدولي وتقديمه إلى واجهة العمل الخارجي. وذكرت وسائل إعلام إيرانية الأسبوع الماضي أن مشائي ألقى كلمة مؤخرا أشاد فيها بأحمدي نجاد وأعرب فيها عن أمله في إجراء انتخابات «مفعمة بالحماس»، مما دفع للتكهن بأنه يفكر في الترشح للرئاسة. وربما يأتي قرار تعيين مشائي في المنصب الجديد بغرض ضمان استمراره في العمل بمنصب رفيع (رئاسة أمانة عدم الانحياز) حتى بعد رحيل نجاد عن الرئاسة بانتهاء ولايته، إذ من المستبعد أن يبقي الرئيس الإيراني المقبل على مشائي في منصبه الحالي.

وحسب مراقبين فإنه من المستبعد أن يصل مشائي إلى سدة الرئاسة حتى مع دعم أحمدي نجاد له، فجميع المرشحين يجب أن تمر أوراق قبولهم من خلال لجنة من المحافظين المعينين من خامنئي شخصيا، والتي من المرجح أن ترفض ترشيحه للانتخابات.

وبينما من المتوقع أن يكون علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الحالي، وغلام علي حداد، النائب البارز ومستشار خامنئي، أبرز المرشحين لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، صوت البرلمان الإيراني أمس على مزيد من القيود على المرشحين لخوض الانتخابات.

وحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) فقد صادق نواب مجلس الشور ف جلسته العلنة أمس بـ144 صوتا عل الخطوط العرضة لمشروع تعدل مواد من قانون الانتخابات الرئاسة، من أصل 253 صوتا، بينما عارض 91 نائبا المشروع وامتنع 11 نائبا عن التصوت. وضم المشروع الجدد لتعدل قانون الانتخابات الرئاسة 11 بندا، ينص أهمها على أن المرشح لتول رئاسة الجمهورة جب ألا قل عمره عن 45 عاما وألا زد على 75 عاما وأن حمل في الحد الأدن شهادة الماجستر، وأن حظ بتأييد 100 من كبار الشخصات الساسة ف البلاد. ويعتقد أن الشرط الأخير قد يستبعد الكثيرين عن الترشح للمنصب في مقدمتهم مشائي وبقية أنصار الرئيس عموما.