اليمن: نجاة قائد عسكري «كبير» من محاولة اغتيال

الجيش يستهدف منزل أحد «المخربين» والأخير يرد باستهداف أبراج الكهرباء

TT

قال مصدر في أجهزة الأمن اليمنية إن ضابطا رفيع المستوى في الجيش نجا أمس من محاولة اغتيال في الحوطة، كبرى مدن محافظة لحج الجنوبية. وأضاف المصدر أن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة أطلقوا النار على سيارة اللواء محمود الصبيحي قرب مقر المخابرات في الحوطة». مؤكدا أن الأخير «لم يصب بأي أذى». وتابع: أن «مرافقي اللواء لاحقوا مطلقي النار فجرت اشتباكات أسفرت عن اعتقال أحد المهاجمين إثر إصابته بجروح، فضلا عن جرح أحد المدنيين». ولم يكشف المصدر عن دوافع المهاجمين أو انتماءاتهم السياسية. ويتولى اللواء الصبيحي قيادة منطقة العند العسكرية، حيث توجد أكبر قاعدة جوية في اليمن (70 كم شمال الحوطة)، وشارك بقوة في الحملة التي طردت القاعدة من المحافظات المجاورة في يونيو (حزيران) الماضي. وضاعفت القاعدة منذ الصيف الماضي هجماتها على المسؤولين في الجيش والأجهزة الأمنية.

إلى ذلك، تعرضت الدائرة رقم 2 في منطقة الدماشقة بمحافظة مأرب صباح أمس لإطلاق نار كثيف أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة وحدوث عجز في المنظومة الكهربائية في عدة محافظات. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مدير عام خطوط النقل ومحطات التحويل بمؤسسة الكهرباء المهندس محمد الشيباني قوله: «إن الدائرة الأولى من خطوط النقل مأرب - صنعاء تعرضت هي الأخرى لإطلاق نار أدى إلى سقوطها»، مشيرا إلى أن الفرق الهندسية ستعمل على إصلاحها في أسرع وقت ممكن. وقال مصدر في وزارة الكهرباء إن خطوط نقل الطاقة الكهربائية تعرضت لعمل تخريبي أمس ما أدى إلى خروج محطة مأرب لتوليد الطاقة عن الخدمة. وأضاف المصدر: أن مسلحين استهدفوا الدائرتين الأولى والثانية ما أسفر عن توقف المحطة التي تولد نحو 400 ميغاوات عن العمل وانطفاء أجزاء واسعة من اليمن بينها العاصمة صنعاء.

وكان الجيش اليمني قد نفذ هجوما صاروخيا على منزل أحد المطلوبين الذين تتهمهم أجهزة الأمن باستهداف أنابيب النفط، وذكرت وسائل إعلام يمنية أن منطقة الدماشقة في وادي عبيدة من محافظة مأرب تعرضت لقصف صاروي ومكثف في وقت مبكر من صباح أمس على خلفية التفجير الذي استهدف الأنبوب في كيلو 39 بمنطقة «الحوي» دون سقوط ضحايا، واستهدف القصف منزل أحد مفجري أنابيب النفط الذي قام برد عنيف على استهداف منزله بضرب أبراج الضغط العالي لتحويل الطاقة في المنطقة ما أدى إلى توقفها بالكامل، ومن ثم انقطاع الكهرباء عن العاصمة صنعاء. وتوقف الأنبوب - الذي ينقل النفط من حقول النفط في صافر بمأرب إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر - عن ضخ الخام بسبب أعمال تخريب استهدفته في أكثر من منطقة بمأرب.

وفشلت السلطات الحكومية في إجبار المسلحين القبليين على وقف استهداف الأنبوب، أو تمكين الفرق الهندسية من الوصول إلى مناطق التفجيرات لإصلاحها. وتتعرض خطوط نقل الطاقة لأعمال تخريبية متكررة على يد مسلحين قبليين يحاولون ابتزاز السلطات الحكومية لتنفيذ مطالب لهم. وتعاني اليمن من عجز شديد في القدرة التوليدية للطاقة الكهربائية؛ حيث تولد المحطات الحكومية ما لا يقل عن ألف ميغاوات، وهي كمية قليلة مقارنة باحتياجات البلاد من الطاقة.

وفي الشأن ذاته أقر مجلس النواب في جلسته المنعقدة أمس تكليف وزيري الدفاع والداخلية بتقديم تقرير مفصل خلال أسبوعين يتضمن إيضاحات حول القضايا الواردة في تقرير اللجنة البرلمانية المكلفة بتحديد القضايا الأمنية في البلاد. جاء ذلك بعد استماع المجلس إلى تقرير اللجنة البرلمانية المكلفة بتحديد القضايا الأمنية المطلوب الإيضاح عنها من قبل وزيري الداخلية والدفاع.