مقتل اثنين في اشتباكات بين جماعة أصولية متطرفة والقوات السودانية

وزير الإعلام السوداني يكشف وجود اتصالات بين عناصر المحاولة الانقلابية وحركة العدل والمساواة وحزب سياسي بالداخل

TT

اشتبكت جماعة أصولية متطرفة مع القوات السودانية لست ساعات مساء الجمعة الماضي، في منطقة حدودية جنوب شرقي الخرطوم، أدت إلى مقتل اثنين أحدهما من الجماعة وآخر من الشرطة وجرح 4 آخرين.

وتتكتم السلطات في الكشف عن هذه المجموعة التي تطلق على نفسها (حول الرسول). وقالت مصادر رفضت الكشف عن هويتها لـ«الشرق الأوسط» أن الاشتباكات التي وقعت الجمعة الماضي في منطقة الدندر أسفرت عن سقوط قتلى من الطرفين، وتقع منطقة الدندر السياحية جنوب شرقي السودان وعلى الحدود مع دولة إثيوبيا، وأضافت المصادر أن المنطقة كانت تشهد وجود مجموعات إسلامية اتخذت من المنطقة قاعدة لها وأقامت معسكرا للتدريب. ورفض والي القضارف المكلف الضو محمد الماحي في اتصال أجرته «الشرق الأوسط» إعطاء تفاصيل حيث وقع جزء من الاشتباكات في ولايته، وقال «لا علم لي بما حدث لأنني كنت خارج الولاية لأسباب عائلية والتفاصيل كلها لدى الشرطة والأجهزة الأمنية»، كما رفض مدير شرطة ولاية القضارف برتبة لواء الإدلاء بأي معلومات، وقال إن المتحدث باسم الشرطة في وزارة الداخلية هو الذي سيدلي ببيان عن تفاصيل الحادث.

وقالت المصادر إن الأجهزة الأمنية كانت تتابع وجود معسكر للجماعات المتطرفة ويصل عددهم نحو (60) من الشباب، وأشارت إلى أن مداهمة مماثلة تمت قبل أشهر في الخرطوم وأنها هي التي قادت إلى المجموعة الأخرى في منطقة الدندر وهي تمتد بين ثلاث ولايات تقع جنوب شرقي الخرطوم وهي (القضارف، سنار، والنيل الأزرق)، وأضافت أن العملية الأخيرة التي أدت إلى مقتل شخصين شرطي وآخر من المجموعة وجرح (4) آخرين كشفت استعداد الجماعة المتطرفة والتدريب العالي الذي نالته في العمليات العسكرية، وقالت المصادر إن جماعة (حول الرسول) قبض عليها ومعها أجهزة اتصال حديثة، وأضافت أن عمليات المطاردة امتدت حتى الأمس حيث هربت الجماعة المسلحة إلى مناطق متفرقة.

وكان زعيم القاعدة أسامة بن لادن قد أقام معسكرات عند إقامته في السودان في الفترة من (1991 وحتى 1996) منها مناطق تقع في الدندر والنيل الأزرق، وتردد أن الجماعات المتطرفة تخرجت من تلك المعسكرات إلى عدد من الدول العربية وأفغانستان، وهذا ما دفع إلى توقيع عقوبات ضد الخرطوم بسبب إيوائها تلك الجماعات الإسلامية المتطرفة، وما زال السودان يخضع لعقوبات اقتصادية من قبل الولايات المتحدة ومنذ عام 1997 لاتهامه بدعم الإرهاب الدولي، وتم تجديد العقوبات الشهر الماضي من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، على الرغم من أن واشنطن تصف السودان بالشريك المتعاون في محاربة الإرهاب.

إلى ذلك، قال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، الدكتور أحمد بلال في برنامج تلفزيوني أول من أمس إن التحقيقات التي تجريها حكومته مع المتهمين بالمحاولة التي تصفها الخرطوم التخريبية، كشفت عن وجود اتصالات مع حركة العدل والمساواة، وحزب سياسي بالداخل رفض الكشف عنه، مشيرا إلى أن بعض من المقبوض عليهم أدلوا باعترافات قضائية بمشاركتهم في المحاولة، نافيا استخدام السلطات أي شكل من أشكال العنف مع المتهمين، وقال إن المحاولة لا علاقة لها بتصفية حسابات داخل الحركة الإسلامية السودانية أو الحزب الحاكم.

من جانبه أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد في ذات البرنامج التلفزيوني، أن التحقيقات مع المتهمين مستمرة صباحا ومساء، وأنها كشفت عن أسماء جديدة من الضباط يجري تقييمها حاليا، نافيا وجود أي معلومات عن اتصالات للمعتقلين مع أي أحزاب أو جهات أخرى، داعيا إلى الانتظار إلى حين انتهاء التحقيقات، وقال إن العمل الاستخباراتي كان دقيقا وأن ساعة الصفر كانت معلومة لدى تلك الأجهزة، وأضاف أن القبض على المتهمين قبل بدء التنفيذ كان إكراما لهم، وقال: «المتهم برئ حتى تثبت إدانته».