إسرائيل تعلن مشروعا استيطانيا جديدا في القدس يهدد التسوية على أساس الدولتين

يقسم الضفة الغربية ويحول قراها إلى معازل

TT

نص واحد من المشاريع الاستيطانية التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية، أمس، في إطار العقوبات على الفلسطينيين بسبب نجاحهم في تحصيل اعتراف دولي بفلسطين كدولة مراقب، على دفع مشروع «1-E» (اي - 1) في القدس الشرقية إلى الأمام. وقد فاجأت الحكومة بذلك حتى المستوطنين في منطقة القدس، كما قالت صحيفة «معاريف» في موقعها الإلكتروني، فهو مشروع كبير وخطير، وتوجد له أبعاد استراتيجية على مستقبل السلام في المنطقة، ولذلك مارست الولايات المتحدة ضغوطا شديدة على إسرائيل كي لا تنفذه، منذ طرحه سنة 1997.

وحسب مصادر سياسية مطلعة، جاء المشروع في إطار خطة إسرائيلية استعمارية منذ احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية سنة 1967، ترمي إلى إقامة ما يسمى بـ«القدس الكبرى» (التي تصل حدودها إلى غور الأردن من الجهة الشرقية، وإلى منطقة بيتونيا ورام الله من الجهة الشمالية الغربية، وبيت لحم في المنطقة الجنوبية الغربية)، لتعزيز مكانة القدس بشقيها (الغربية والشرقية) كعاصمة لإسرائيل، وجعل مساحتها 600 كيلومتر مربع، بحيث تلتهم نحو 10 في المائة من الضفة الغربية. وقد بدأ إعداد مشروع «1-E» سنة 1994، أي بعد اتفاقيات أوسلو، لإسكات اليمين والبرهنة على أن إسرائيل ستظل متمسكة بالقدس في أي تسوية سياسية. وفي سنة 1997، إبان حكم نتنياهو في دورته الأولى، صدق وزير الدفاع آنذاك، إسحق مردخاي، على هذا المشروع.

واتضح لاحقا أنه يمتد على مساحة هائلة تبلغ 12443 دونما من أراضي قرى «الطور، وعناتا، والعيزرية، وأبو ديس». وحسب التصريحات الإسرائيلية، فإن المشروع يهدف إلى ربط المدينة الاستيطانية «معاليه أدوميم» بمدينة القدس، ويشتمل على إقامة منطقة صناعية كبيرة، وإقامة 4000 وحدة سكنية، وبناء مركز كبير يضم مدرسة للشرطة ومقر قيادة لها في مستوطنات الضفة الغربية، وإقامة 10 فنادق بسعة 2152 غرفة، وشبكة شوارع كبيرة سريعة تربط المستوطنات ببعضها من جهة، وتمزق تواصل القرى والبلدات المحيطة بالقدس وعزلها عن القدس من جهة ثانية. وحسب الفلسطينيين، يعد المشروع من أخطر المخططات الإسرائيلية في حال تنفيذه، لأنه يؤدي إلى إغلاق المنطقة الشرقية من منطقة القدس بشكل كامل، وتطويق المناطق «عناتا، والطور، وحزما»، وسيكون من الصعب وجود أي إمكانية للتوسع المستقبلي باتجاه الشرق، ومنع إقامة القدس الشرقية (كعاصمة لفلسطين) وإمكانية تطويرها باتجاه الشرق، وربط جميع المستعمرات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود «بلدية الاحتلال» في القدس مع المستعمرات داخل حدود «بلدية القدس»، وبالتالي تحويل القرى العربية إلى معازل محاصرة بالمستعمرات.

وقد أصدرت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية تقريرا حول خطورة هذا المشروع، أمس، قالت فيه إن هناك هدفا سياسيا واستراتيجيا من هذا المشروع، هو إفشال مشروع التسوية على أساس دولتين للشعبين. وأوضحت أن الهدف العملي من المشروع هو جعل مستوطنة «معاليه أدوميم» منطقة فاصلة بين شمال الضفة وجنوبها، بحجة الحاجة لتطويرها.. فعلى الرغم من أن بلدية هذه المستوطنة لا تستخدم إلا 24 في المائة من منطقة نفوذها، فإنهم يقيمون مشروع توسع خطير من دون أي حاجة.