القادة الألمان السابقون يعيشون في رفاه

مداخيل بالملايين.. وأسراب من السيارات الفاخرة في خدمتهم

TT

لا يعارض الألمان أن يتمتع القادة السابقون بشيء من الرفاهية بعد «خلعهم» من مناصبهم، أو بعد تقاعدهم، لكن الجميع يعترض بالطبع على المبالغة في رعاية هؤلاء القادة، لأنها تأتي على حساب دافعي الضرائب من الشعب. وإذا كان المواطن الألماني يرضى بهذه الرفاهية لمستشار «مثقف» مثل شميدت، ولمستشار الوحدة الألمانية هيلموت كول، وللمستشار «المزواج» جيرهارد شرودر، فإنه رفع صوت الاعتراض على تمتع الرئيس السابق كريستيان فولف، بكامل مزايا الرئيس «المتقاعد»، رغم أنه لم يحكم في قصر الرئاسة «شلوس بيليفو» أكثر من 18 شهرا، وأطاحت به فضائح استغلال المنصب والتلاعب.

وردا على استفسار برلماني وجه إلى وزارة الداخلية الألمانية، كشفت الوزارة عن بعض ما يتمتع به المستشارون السابقون من «رعاية». واتضح من خلالها أن إجراءات الرعاية وضعت تحت تصرف المستشار الأسبق هيلموت شميدت سيارتي «بي إم دبليو».

أما سرب السيارات الذي وضع تحت تصرف المستشار الأسبق هيلموت كول، رغم أنه مقعد ويتحرك على كرسي المقعدين، فعبارة عن 6 سيارات «مرسيدس» فاخرة. ويتفوق عليه جيرهارد شرودر، الذي هزم كول عام 1998 في الانتخابات، لأنه يتمتع بسبع سيارات فاخرة، منها خمس سيارات «مرسيدس» فاخرة، وحافلتا «فولكس فاغن» مجهزتان أحسن تجهيز.

ويشير تقرير وزارة الداخلية إلى أن حركة وصيانة وشحن هذه السيارات كلفت دافعي الضرائب حتى الآن 1.256 مليون يورو. ولا يشمل هذا الرقم تكلفة سائقي السيارات، وقيمة التأمين، وتكاليف الوقود، ومرتبات الحرس الخاصين (بودي غاردز). وعدا عن مرتب تقاعدي صاف يتراوح ما بين 100 و150 ألف يورو سنويا، ينال رؤساء الحكومات السابقة مئات الآلاف الأخرى عن مشاركاتهم في المناسبات، وإلقاء المحاضرات، وعقود الاستشارات، وبيع الكتب، والمناصب «الفخرية» التي ترد الملايين سنويا.

طواقم السكرتيرات والموظفين والعاملين في المكاتب تستهلك مليون يورو كل سنة من خزينة الدولة. ويشمل هذا الرقم طواقم عمل المستشارين العجائز الثلاثة مجتمعين.