أنباء متضاربة عن عدد قتلى كمين تلكلخ اللبنانيين والتلفزيون السوري يعرض صورا لجثثهم

مصدر ميداني لـ «الشرق الأوسط»: المجموعة دخلت سوريا قبل شهرين

TT

تفاعلت قضية اللبنانيين الذين قتلوا في تلكلخ بعد تسللهم إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش السوري الحر، إذ أعلن التلفزيون السوري أن 21 لبنانيا سقطوا بين قتيل وجريح، وبث أمس صورا لهم إلى جانب صور بطاقات هوياتهم، بينما بقيت الأنباء في بيروت متضاربة حول عددهم وجنسياتهم.

وأعلن التلفزيون السوري الرسمي، أن 21 لبنانيا قضوا بين قتيل وجريح في كمين نصبه الجيش السوري بين قريتي تلسارين وبيت قارين في منطقة تلكلخ بحمص السورية القريبة من الحدود اللبنانية. وقال إن القتلى والمصابين «كانوا يحاولون التسلسل من منطقة وادي خالد الحدودية إلى سوريا»، كما بث صورا لعدد من الجثث مرفقة بهويات لبنانية.

لكن مصدرا ميدانيا من الحدود اللبنانية - السورية، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المجموعة التي وقعت في كمين «خلال عملية أمنية محكمة» للجيش السوري النظامي «لم تدخل إلى الأراضي السورية في الأمس القريب»، مشيرا إلى أن المجموعة «دخلت إلى سوريا قبل أكثر من شهرين، وجرى اكتشافها مؤخرا». وقال المصدر إن «الحدود اللبنانية - السورية مغلقة بشكل محكم، بعد انتشار الجيش اللبناني على الحدود قبل أكثر من شهرين، بحيث لا يمكن دخول أي شخص إلى داخل الأراضي السورية».

من ناحية ثانية، أكدت مصادر باب التبانة لـ«الشرق الأوسط» أن المجموعة «خرجت من المنطقة قبل فترة، حيث لم يشهد أي من هؤلاء في طرابلس أو باب التبانة خلال الفترة القريبة الماضية». وأكدت المصادر مقتل أربعة أشخاص لبنانيين «أحدهم من آل سرور، والآخر من آل زريقة، والثالث من آل علم الدين والرابع من آل الآغا، بينما المفقود هو من آل الأيوبي، ولم يعرف عن مصيره أي شيء».

وأكدت المصادر أنه «لا أحد يعرف عن المجموعة أي شيء، ولا عن عددها أو هوية أفرادها»، مشيرة إلى أن الصور التي بثها التلفزيون السوري «غير واضحة، مما جعل إمكانية تمييزها أو معرفة هوياتها مستحيلة، وهي مختلفة عن الصور التي وصلت إلى أهالي المنطقة عن جثث المفقودين». ورجحت المصادر أن يكون بعض القتلى «سوريين»، إذ «لم يعلن أي شخص عن فقدان أحد أفراد عائلته». وأكدت المصادر أن هؤلاء الأربعة «معروفون بالتزامهم الديني الإسلامي، لكنهم لا ينتمون إلى أي حزب لبناني».

إلى ذلك، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن عددا من شبان منطقة المنكوبين في طرابلس المحاذية لمنطقة جبل محسن قاموا مساء أول من أمس بنصب خيمة كبيرة على طريق فرعية بالقرب من مسجد النور، احتجاجا على الأخبار المتوافرة عن سقوط لبنانيين من طرابلس وجوارها في منطقة تلكلخ في سوريا، من دون تحديد مصيرهم إن كانوا قتلى أو أسرى أو جرحى. وأكد الشبان «استمرار نصب الخيمة لمدة يومين»، مطالبين الدولة بـ«التدخل وتحديد مصير الشبان الذين لا يتجاوز أعمار أحدهم العشرين عاما»، مهددين «بنقل هذه الخيمة إلى الطريق الدولي في منطقة البداوي التي تربط طرابلس بعكار والحدود السورية».

في هذا الوقت، نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تقريرا من بيروت أشارت فيه إلى أن «جبهة النصرة» هي التنظيم الجهادي الذي ينظم عمليات انتحارية ضد النظام السوري، مستخدما «جهاديين» سوريين وآخرين تطوعوا من بلدان عدة، إسلامية وأوروبية.

والتقت الصحيفة أحد قادة التنظيم، والذي يطلق على نفسه اسم ياسر الصباحي في مدينة طرابلس في شمال لبنان، وأوضح أنهم «يعتمدون العمليات الانتحارية حين يريدون مهاجمة هدف كبير، كسرب من الدبابات مثلا أو قاعدة محصنة».