بوتين: لسنا محامين لنظام الأسد

قال إن نشر «الباتريوت» سيزيد التوتر.. وتركيا تنشر المقاتلات على حدودها

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول أمس (إ.ب.أ)
TT

فيما تظاهر نحو 250 شخصا أمام القنصلية الروسية في إسطنبول أمس للتنديد بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبلادهم، منتقدين السياسات الروسية تجاه الوضع في سوريا.. قال بوتين إن بلاده ليست محاميا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، معلنا عدم التوصل مع تركيا إلى اتفاق حول سوريا، وملوحا أن رغبة تركيا في نشر صواريخ أرض - جو من نوع باتريوت للحلف الأطلسي على حدودها «سيزيد» التوتر مع سوريا.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «لسنا مدافعين عن النظام السوري الحالي.. لقد قلتها أكثر من مرة لسنا محامين عن النظام السوري. هناك أشياء أخرى تثير قلقنا منها على سبيل المثال ما سيحدث مستقبلا» في هذا البلد. كما نقلت وكالة أنباء إيتار - تاس قوله إن «روسيا وتركيا لم تتوصلا حتى الآن إلى رؤية مشتركة حول وسائل تسوية الوضع في سوريا».

وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده، التي تعد أحد آخر الدعائم الدولية لنظام الرئيس بشار الأسد، ستحافظ رغم هذه التباينات، على الحوار مع تركيا التي تطالب بتنحي الرئيس السوري، قائلا: «سنكون على اتصال مع تركيا لمتابعة العمل معا حول وسائل تطبيع الوضع في سوريا».

وأشار بوتين إلى أن رغبة تركيا في نشر صواريخ أرض - جو من نوع باتريوت للحلف الأطلسي على حدودها «سيزيد» التوتر مع سوريا، قائلا إن «وضع قدرات إضافية على الحدود لا يهدئ الوضع بل بالعكس يوتره».. ناصحا تركيا بـ«ضبط النفس»، مشيرا مع ذلك إلى أنه «يتفهم» هواجسها الأمنية.

ويأتي ذلك بينما أكد نشطاء أن قوات الحكومة السورية قصفت مواقع تابعة لمقاتلي المعارضة في بلدة رأس العين الحدودية مما أسفر عن سقوط 12 قتيلا ودفع تركيا إلى نشر مقاتلات بامتداد الحدود. وقالت مصادر أمن تركية إن طائرات تركية إف - 16 انطلقت من قاعدتها في مدينة ديار بكر في جنوب شرقي البلاد بعد الغارات الجوية على مقر الجيش السوري الحر في رأس العين في تحذير لدمشق بعدم تجاوز الحدود مع تركيا. وسيطر مقاتلو المعارضة السورية على رأس العين قبل نحو شهر في معركة تسببت في تدفق أكبر حركة للاجئين خلال الصراع القائم منذ 20 شهرا واختبرت مدى عزم تركيا على الدفاع عن نفسها في مواجهة أي امتداد للعنف.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤولين الأتراك قالوا لبوتين إن عملية نشر صواريخ «باتريوت» تهدف إلى حفظ أمن تركيا ومواطنيها تحسبا لأي تطور سلبي في الوضع السوري، مشيرين إلى أن أنقرة تلاحظ ازديادا في المخاوف من انعكاسات سلبية للأزمة السورية، خصوصا بعد تساقط القذائف السورية على الأراضي التركية ومقتل المواطنين الأتراك.

وأشار المسؤول إلى أن المحادثات تطرقت إلى مؤتمر المعارضة في الدوحة، وخروجه بهيئة موحدة «بما في ذلك من فائدة لجهة توحيد جهود المعارضة وكلمتها» وأوضح المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن «المسؤولين الأتراك اتفقوا مع بوتين على أن الأمور تتجه في سوريا نحو الأسوأ، وأن هدف البلدين هو وقف شلال الدم في سوريا، لكن بطريقتين مختلفتين، وفي المستقبل لا بد أن نعمل على تغيير الأمور لكن طرقنا للتغيير مختلفة». وأضاف أن «الروس يعتقدون أن التغيير لا يزال ممكنا بواسطة الأسد، لكننا لا نرى ذلك، وكذلك قسم كبير من المجتمع الدولي، وأيضا المعارضة السورية التي ليست في وارد التعاون مع الأسد بأي شكل من الأشكال»، وأوضح المسؤول التركي أن «الجانبين اتفقا على ضرورة السعي والعمل لوقف نزف الدم السوري، وإن كانت الأمور ستجري بوسائل مختلفة».

وعما إذا كان المسؤولون الأتراك لاحظوا «تغييرا في الموقف الروسي»، قال: «مع (وزير الخارجية سيرغي) لافروف كلا، لكن مع الرئيس بوتين كانت بالتأكيد هناك مقاربة مختلفة، وقد أبدى بوتين انفتاحه على كل الأفكار والمقترحات للخروج من الأزمة».