نواب إيرانيون يقررون زيارة سجن إيفين لبحث قضية محامية مضربة عن الطعام

ضغوط دولية للإفراج عن نسرين سوتودة

المحامية الإيرانية نسرين سوتودة
TT

مع تصاعد الضغوط على إيران بسبب قضايا التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان التي تفاقمت مع وفاة المدون ستار بهشتي وهو في محبسه، قرر نواب إيرانيون زيارة سجن إيفين في طهران لبحث قضية المحامية الإيرانية نسرين سوتودة المضربة عن الطعام داخل السجن وسط مخاوف بشأن تدهور حالتها.

وتقضي المحامية سوتودة وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان عقوبة السجن لست سنوات بعدما اعتقلت في سبتمبر (أيلول) من عام 2010 للاشتباه في نشرها دعاية كاذبة والتآمر للإضرار بأمن الدولة.

وذكرت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران أن سوتودة بدأت إضرابا عن الطعام يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) احتجاجا على حظر سفر فرض على ابنتها وقيود على زيارات أفراد أسرتها لها.

ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء عن النائب محمد حسن اصفري أمس الأحد قوله: إن اللجنة البرلمانية قررت زيارة سجن إيفين الذي تحتجز به سوتودة لتحديد ما إذا كانت الظروف هناك متماشية مع القانون.

ونسبت الوكالة إليه قوله «إذا كانت الروايات الخاصة بالسيدة سوتودة حقيقية فسنطلب تفسيرا» من وزارة العدل.

وأضاف اصفري أن اللجنة ستتدخل في القضية إذا كانت رواية سوتودة حقيقية لكنها لن تفعل شيئا إذا كان الهدف منها «إثارة الجدل».

وقال رضا خاندان زوج سوتودة في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة رويترز أمس إنه يرحب بزيارة النواب لسجن إيفين، وأضاف أنه زار سوتودة أول من أمس وأنه قلق للغاية بشأن صحتها وأن نزلاء أبلغوه أن جسدها لن يقبل السوائل بعد ذلك. وتابع قائلا: «الأرجح أنهم سيضطرون لنقلها إلى المستشفى في الأيام القليلة المقبلة».

وقالت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران إن سوتودة مضربة عن الطعام منذ 50 يوما تقريبا وفقدت الكثير من وزنها واضطرت السلطات إلى نقلها إلى مستشفى السجن عدة مرات.

ومنحت سوتودة والمخرج الإيراني جعفر بانهي جائزة ساخاروف التي يمنحها الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان وحرية التعبير الشهر الماضي.

ودافعت سوتودة عن الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان ومن بينهم شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام وزهرة بهرمي الهولندية التي أعدمت شنقا في يناير (كانون الثاني) 2011 بتهم تهريب المخدرات.

وطالبت الولايات المتحدة إيران الجمعة بالإفراج عن سوتودة وانتقدت بشدة معاملة السلطات الإيرانية لها. كما طالبت شيرين عبادي الناشطة والمحامية البارزة من خلال تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» بإطلاق سراح سوتودة، موجهة انتقادات إلى الغرب بسبب اهتمامه بالملف النووي الإيراني على حساب ملف حقوق الإنسان.

وكان البرلمان الإيراني قرر إجراء تحقيق في وفاة الناشط والمدون ستار بهشتي (35 عاما) الذي اعتقل في الثلاثين من أكتوبر، وعثر عليه ميتا في زنزانته في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك بعد أن وجه انتقادات للسلطات عبر مدونته.

وتمت إقالة قائد شرطة الإنترنت في طهران «بسبب الإهمال والضعف وعدم سيطرته على العاملين معه».

وأجرى البرلمان الإيراني تحقيقا خاصا حول الموضوع، بينما قال رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بوروجردي إن بهشتي تعرض «بكل تأكيد» للضرب في السجن. ونقل عنه الموقع الرسمي للبرلمان «بكل تأكيد تم ضربه أثناء اعتقاله من قبل شرطة الإنترنت حتى وإن كان الطب الشرعي أكد أن وفاة ستار بهشتي ليس سببها الضرب لكن الصدمة والخوف»، وأضاف: «على شرطة الإنترنت أن تراجع بجدية وسائل عملها».

وكان مهدي دوتغاري النائب العضو في لجنة التحقيق التي تشكلت بعد الوفاة اتهم شرطة الإنترنت المكلفة مراقبة الإنترنت وطلب إقالة رئيسها.

ورجحت منظمة العفو الدولية أن يكون توفي إثر تعرضه للتعذيب بعد أن رفع شكوى ضد المظالم التي تعرض لها. ودعا خبراء من الأمم المتحدة وعدة دول غربية الحكومة الإيرانية إلى إلقاء كل الضوء حول هذه القضية.