عباس يؤكد أولوية المصالحة الفلسطينية بعد النجاح في الأمم المتحدة

نبيل العربي يدعو إلى تجاوز الرباعية.. والرئيس الفلسطيني مستعد للتفاوض

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (إ.ب.أ)
TT

أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، على أولوية تحقيق المصالحة الداخلية بعد رفع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة. وقال عباس للصحافيين عقب استقباله وفدا من البرلمان الإندونيسي في رام الله، إن الشعب الفلسطيني يسير بخطوات ثابتة نحو نيل الاستقلال، ولديه خطوات كثيرة تلي خطوة الأمم المتحدة، أهمها تحقيق المصالحة الفلسطينية. وذكر عباس أن «هناك أرضية للمصالحة واتفاقات موجودة تحتاج فقط للتنفيذ».

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الرئيس الفلسطيني قوله، إن أهم نقطة في هذه التفاهمات، هي إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية «خاصة أنه لا يوجد سبب يعيق إجراءها، وانتخاباتنا مشهود لها بالشفافية والنزاهة».

وكانت جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس تعثرت على الرغم من عشرات المبادرات العربية والمحلية علما بأن الانقسام الداخلي بدأ منتصف 2007 إثر سيطرة الحركة الإسلامية على قطاع غزة بالقوة.

من جهة أخرى، جدد عباس استعداده لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل في حال التزامها بالشرعية الدولية، مشددا على أن هدف الفلسطينيين هو الوصول إلى الاستقلال من خلال المفاوضات القائمة على أساس الشرعية الدولية. ودعا عباس المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للقبول بالشرعية الدولية «لأنه لا يجوز أن تبقى إسرائيل دولة فوق القانون».

وتابع: «لقد شاهدنا التأييد الدولي في الأمم المتحدة بتصويت 138 دولة إلى جانبنا ومعارضة 9 دول فقط، على الرغم من الضغوط الكبيرة التي مورست لعدم التصويت إلى جانب القرار الفلسطيني». وأضاف: «هذه كانت رسالة للإسرائيليين بأن عليهم أن يفهموا بأن العالم لا يريد أن يقف إلى جانب الظلم والاحتلال وأنها تعيش في منطقة الشرق الأوسط، لذلك عليها أن تعيش بسلام مع دول المنطقة».

من جهة أخرى، دعا الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إلى طي صفحة اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط، معتبرا أنها صيغة تبقي على «عملية» قائمة لكنها لا تحقق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال العربي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، في مقر الجامعة العربية في القاهرة: «ما أريده هو التوصل إلى السلام، السلام العادل وليس مجرد عملية».

وأضاف العربي الذي كان يتحدث بالإنجليزية، أنه بشكل شخصي لا يستخدم مطلقا تعبير «عملية السلام» التي تعني في واقع الأمر، وفقا له «عملية وليس سلاما». واعتبر أن مجلس الأمن الدولي يكتفي بالقول: إنه «لا بد من مزيد من اللجان لمتابعة كل هذا خلف أبواب مغلقة من دون أن يعرف أحد ماذا يحدث (داخلها) وفي الواقع لا يحدث شيء، هذه هي اللجنة الرباعية» التي شكلت في عام 2002 لمتابعة عملية السلام في الشرق الأوسط وتضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.

وأكد العربي أنه سيقترح خلال اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام في الدوحة الأحد المقبل، أن يعلن العرب أنهم «لا يريدون كل ذلك».

وتابع: «كل هذا سيتم بحثه وآمل أن تتغير الأمور» معربا عن اعتقاده بأن على العرب التوجه إلى مجلس الأمن للمطالبة بتطبيق القرار 242 الذي يقضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967.

وأضاف: «إذا لم يقم مجلس الأمن بمسؤولياته فيمكننا المطالبة بمؤتمر دولي» لتسوية النزاع موضحا أن «الفكرة مطروحة في الأجواء» وأنه سيقترحها.