محكمة طرابلس تعيد وزير الداخلية إلى حكومة زيدان.. وهيئة النزاهة تطعن في الحكم

متحدث يشيد بثورة القذافي بالخطأ في مراسم دفن الكيخيا

TT

رغم أن محكمة استئناف طرابلس ألغت أمس حكما قضائيا أصدرته قرار الهيئة العليا لتطبيق معايير النزاهة والوطنية بشأن عدم انطباق معاييرها على وزير الداخلية عاشور شوايل، فإن الهيئة أعلنت في المقابل أنها ستطعن في هذا الحكم أمام المحكمة العليا.

وباشرت حكومة رئيس الوزراء الانتقالي الدكتور علي زيدان والمكونة من 29 وزيرا، مهام عملها اعتبارا من الأسبوع الحالي باستثناء بعض الوزارات من بينها الداخلية. وقال ناصر بالنور، الناطق الرسمي باسم هيئة معايير النزاهة والوطنية في تصريحات لوكالة الأنباء الحكومية، إن الهيئة ستقوم بالطعن في الحكم الصادر عن المحكمة، علما بأن الهيئة المنوط بها ضمان إقصاء المحسوبين على نظام العقيد الراحل معمر القذافي من تولي أي مناصب سياسية أو تنفيذية في الدولة الليبية، كانت قد أعلنت أن قراراتها بعدم انطباق معايير النزاهة والوطنية ليست نهائية.

وبينما منح القانون للمستبعدين بسبب عدم انطباق معايير النزاهة والوطنية عليهم، حق الطعن فيها أمام القضاء الإداري، فإن للهيئة الحق في الطعن في أحكام المحكمة الإدارية أمام المحكمة العليا. وكانت الهيئة قد أعلنت قبل أيام قليلة انطباق معاييرها على أربعة وزراء في حكومة زيدان من بينهم علي الأوجلي، سفير ليبيا السابق لدى الولايات المتحدة، ووزير الخارجية الجديد.

بموازاة ذلك، سعى محمد المقريف، رئيس المؤتمر الوطني العام إلى طمأنة الرأي العام بعد موافقة المؤتمر على إنشاء وزارة جديدة للإعلام، حيث تعهد المقريف أمس في كلمة ألقاها لدى حضوره أعمال اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الأول للإعلام بطرابلس بأن الإعلام لن تسلط عليه أي رقابة بعد السابع عشر من فبراير (شباط)، وسيتمتع بحريته الكاملة وستوفر له الإمكانات التي تؤهله للقيام بواجباته.

وأعلن المقريف أن المؤتمر الذي أقر وزارة للإعلام يتدارس إمكانية الإبقاء على المجلس الأعلى للإعلام أو إلغائه، وذلك حسب ما تقتضيه مصلحة العاملين في هذا القطاع الهام، على حد تعبيره.

إلى ذلك، وقع أمس حادث دراماتيكي خلال تشييع جثمان منصور الكيخيا، وزير الخارجية الليبي الأسبق، وأحد أبرز معارضي نظام القذافي، عندما حيا أحد المتحدثين في مراسم دفن الكيخيا ثورة الفاتح التي قادها القذافي عام 1969 ضد العاهل الليبي الراحل إدريس السنوسي.

وأظهرت لقطات مصورة بثتها عدة قنوات تلفزيونية ليبية أمس المتحدث وهو يشيد عن طريق الخطأ بما وصفه بـ«ثورة الفاتح العظيمة» قبل أن يستهجن الحضور هذا الخطأ، مما اضطر المتحدث إلى الإشادة بثورة التكبير في إشارة إلى ثورة السابع عشر من فبراير التي أطاحت العام الماضي بنظام القذافي.

وأدى المئات من سكان مدينة بنغازي في شرق ليبيا صلاة الجنازة بساحة التحرير على جثمان الكيخيا الذي عثر على رفاته مؤخرا بعد أن غيبه نظام القذافي بعد اختطافه عام 1993 من مصر.

وعقب الصلاة تم تشييع جثمان الكيخيا إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه في موكب جنائزي مهيب شارك فيه علي زيدان رئيس الوزراء الانتقالي وعدد من أعضاء المؤتمر الوطني العام واللواء يوسف المنقوش، رئيس الأركان العامة للجيش الليبي بالإضافة لعائلة الكيخيا وممثلي مؤسسات المجتمع المدني.

وكان جثمان الكيخيا قد وصل إلى مدينة بنغازي مساء أول من أمس بعد حفل تأبين رسمي أقيم له تحت إشراف الدولة الليبية في طرابلس.

إلى ذلك، دعا مسؤول عسكري ليبي إلى استكمال مسيرة التعاون العسكرية التي بدأت قبل سبعة عقودٍ مضت مع بريطانيا، مشيدا بجهود إعادة بناء الجيش الليبي وتدريب كوادره. وحسب ما بثته وكالة الأنباء الحكومية الليبية فقد لفت العقيد عبد السلام الحاسي رئيس هيئة العمليات المشتركة بالجيش الليبي خلال لقائه أمس بطرابلس مع وفد عسكري بريطاني إلى الدعم والمساندة التي أبداها الجانب البريطاني في مساعدة ليبيا في بناء كوادر جيشها الحديث.

في المقابل، أبدى مايكل آرون، السفير البريطاني المعتمد لدى طرابلس ترحيب بلاده بإعادة دفع سبل التعاون مع ليبيا عبر التدريب وتبادل الخبرات وإيفاد أفراد الجيش الليبي والثوار في دوراتٍ تدريبية عسكرية في بريطانيا.

وقال مايكل «إننا نتطلع إلى مستقبل ليبيا وحاجة كل الليبيين المُلحة إلى استتباب الأمن والآمان، وخاصة عملية نزع الأسلحة، بالإضافة إلى إمكانية دمج الثوار الحقيقيين بالجيش الليبي»، لافتا إلى أهمية استخدام التكنولوجيا في حراسة الحدود الليبية وحمايتها.