المعارضة تؤكد انشقاق المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي

الوادي لـ «الشرق الأوسط»: لم ينسق معنا لتأمينه.. وغادر بيروت إلى جهة مجهولة

صورة أرشيفية للمتحدث «السابق» باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي (رويترز)
TT

أكد مدير مكتب الحراك الثوري في المجلس الوطني السوري جمال الوادي «انشقاق المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي عن النظام السوري»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن المقدسي «غادر سوريا عبر بيروت إلى جهة مجهولة».

وقال الوادي: «معلوماتنا تؤكد أنه دخل إلى بيروت قبل أيام، وغادرها إلى جهة مجهولة»، مشيرا إلى تقاطع هذه المعلومات «مع ما ذكرته وسائل الإعلام المقربة من النظام بأنه تم إعفاؤه من منصبه»، لافتا إلى أن الإعلان الرسمي عن إقالته من منصبه «يتشابه مع ما تعاملت فيه مع انشقاق رئيس الوزراء السابق رياض حجاب».

وإذ أكد الوادي أنه «لم يجرِ أي تواصل حتى الآن (مساء أمس) بين المقدسي وأي من المعارضين السوريين»، أكد «إننا نتابع الموضوع، وهناك من يحاول التواصل معه»، نافيا أن يكون المقدسي نسّق قبل انشقاقه مع مكتب الحراك الثوري لتأمين خروجه من دمشق.

ويعد المقدسي ثاني أرفع شخصية سوريا تنشق عن النظام، بعد انشقاق رئيس مجلس الوزراء السابق رياض حجاب.

وأكدت مصادر دبلوماسية لوكالة «رويترز» انشقاق مقدسي، مشيرة إلى أن «هاتف مقدسي الجوال كان مغلقا مساء اليوم (أمس) الاثنين».

وكان تلفزيون «المنار» اللبناني التابع لحزب الله، قد أكد أن مقدسي «أقيل من منصبه لإدلائه بتصريحات لا تعكس المواقف الرسمية للحكومة»، مشيرا إلى «إعفائه بسبب ارتجاله مواقف خارج النص الرسمي السوري»، دون ذكر تفاصيل أخرى. بدورها، أفادت قناة «العالم» الإيرانية أنه «تم إعفاء المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي من منصبه»، فيما أشارت قناة «الجديد» اللبنانية إلى أن المقدسي «غادر إلى بريطانيا عبر مطار بيروت الدولي».

مقدسي، الذي يشبهه المعارضون بمحمد سعيد الصحاف وزير إعلام صدام حسين، وبالناطق الإعلامي سابقا باسم القذافي موسى إبراهيم، دأب على الحديث في مؤتمرات صحافية في دمشق لشرح تعامل سوريا مع الانتفاضة ضد بشار الأسد، لكنه نادرا ما شوهد في وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة؛ مما أثار تكهنات باحتمال انشقاقه عن النظام السوري.

جهاد مقدسي الذي منحه الموالون للنظام ألقاب «فتى النظام» و«رجل الدبلوماسية المقاوم»، يتحدر من أسرة مسيحية دمشقية، حائز على دكتوراه في الدراسات الإعلامية من الجامعة الأميركية - لندن. حصل على عمل في وزارة الخارجية عام 1998 من خلال صلات والدته مع زوجات كبار المسؤولين في الدولة والقصر الرئاسي، وقد عُيّن في عام 2000 في السفارة السورية في واشنطن، قبل أن ينقل إلى السفارة السورية في بروكسل ثم لندن.

وعُيّن المقدسي ناطقا رسميا باسم وزارة الخارجية في عام 2011، وقيل إن هذا المنصب وصل إليه «نتيجة علاقاته الجيدة داخل النظام»، كما قيل أن اختياره «جاء بناء على اقتراح من أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد»؛ على الرغم من عدم أحقيته بذلك حسب القوانين والأنظمة المعمول بها في الوزارة وعلى الرغم من وجود عقوبة مسلكية في سجله المهني.

وبرز مقدسي كبديل في الإعلام لسد تغييب المستشارة الإعلامية في القصر الرئاسي بثينة شعبان ووزير الخارجية وليد المعلم، بعد تنامي الهجوم عليهما من قبل المعارضة لضعف أدائهما الإعلامي، والإدلاء بتصريحات تحولت إلى نكات للتندر على النظام السوري.. إلا أن أداء مقدسي لم يكن أفضل بكثير، إذ أقر في تصريح شهير له بوجود سلاح كيماوي في سوريا ولكنه لن يستخدم إلا في حال التدخل الخارجي، كما أثارت تصريحاته حول مجزرة الحولة - والتي اتسمت بالاستخفاف - الكثير من ردود الفعل السلبية.

وعقب الإعلان عن انشقاق مقدسي أمس، امتلأت صفحات موقع «فيس بوك» المؤيدة للنظام السوري بالاتهامات والسباب الموجه للمتحدث الإعلامي السابق. وقال عدد من رواد «صفحة بشار الأسد» إن «سوريا لا تريد الخونة»، وأن «الفار جهاد مقدسي تم إبلاغه من يوم أمس (أول من أمس) بقرار اعفائه»، مشيرين إلى «معلومات عن مغادرته هاربا إلى لندن عبر الحدود اللبنانية ثم مطار بيروت برفقة عائلته».