اشتباكات عنيفة في محيط مطار دمشق.. وحصار ريفها مستمر

الأمم المتحدة تسحب موظفيها.. و«مصر للطيران» تعيد رحلتها من الجو * غارة جوية تستهدف رأس العين بالحسكة

TT

بينما أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها قررت تعليق أنشطتها في سوريا وسوف تسحب العاملين غير الأساسيين بسبب تصاعد أعمال العنف هناك، واصلت قوات الأمن السورية عملياتها العسكرية ضد عدد من المناطق السورية أمس؛ حيث تخطى عدد القتلى وفق حصيلة أولية 100 قتيل، بحسب المعارضة السورية. وطال القصف بشكل خاص أحياء دمشق الجنوبية أمس، بينما تابعت القوات النظامية حملتها العسكرية الموسعة في ريف دمشق منذ الخميس الفائت وفي محيط مطار دمشق الدولي.. وقال مسؤول بشركة «مصر للطيران» إن الشركة أمرت طائرة تابعة لها كانت في طريقها من القاهرة إلى دمشق بالعودة أمس بسبب «سوء الأوضاع الأمنية» عند مطار العاصمة السورية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن بعثة الأمم المتحدة في سوريا قد قررت تعليق جميع الأنشطة على الأرض. وأضاف: «الموقف في دمشق بصفة خاصة وفي عموم البلاد أيضا أصبح غير آمن على نحو متزايد». وقال نيسيركي إن رؤساء بعثة الأمم المتحدة في دمشق سوف يلتقون لتقييم الموقف وليتخذوا قرارا بشأن الأشخاص الذين يتعين عليهم المغادرة.

من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض الأحياء الجنوبية من دمشق للقصف، وعن دوي انفجارات في حيي التضامن والحجر الأسود، بينما أشار ناشطون إلى أن «قوات النظام قصفت فجر أمس حي التضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقعين أيضا في جنوب العاصمة»، إلى جانب استهداف مدينة داريا وبلدتي بيت سحم ويلدا ومناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بينما استمرت المعارك بين الجيشين النظامي والحر قرب طريق مطار دمشق الدولي.

وقال ناشطون سوريون، إن محيط مطار دمشق الدولي شهد اشتباكات عنيفة وقصفا مكثفا من جانب القوات الحكومية التي تسعى إلى إحكام السيطرة على هذه المنطقة الحيوية، في موازاة إشارة المرصد السوري إلى أن «القوات الحكومية تحاول دفع قوات المعارضة بعيدا عن العاصمة دمشق، بعد أن شنت غارتين جويتين على بلدة بيت سحم القريبة من الطريق السريع المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، حيث اشتبك الجانبان الأسبوع الماضي». كذلك، دارت اشتباكات في مدينة النبك بين القوات النظامية ومقاتلين من «الجيش الحر»، بالتزامن مع قصف نظامي للمزارع الواقعة على أطراف الطريق الدولي. كما طال القصف بلدة مسرابا ما أسفر عن مقتل 6 مواطنين وإصابة آخرين.

وفي سياق ذي صلة، نقلت «رويترز» عن مسؤول بشركة «مصر للطيران» إن الشركة أمرت طائرة تابعة لها كانت في طريقها من القاهرة إلى دمشق بالعودة أمس بسبب «سوء الأوضاع الأمنية»، وقال المسؤول: «طلبت السلطات المصرية من الرحلة رقم 721 العودة إلى القاهرة بناء على معلومات تلقتها من دمشق».

إلى ذلك، تجدد القصف أمس على مدينة راس العين، الواقعة في محافظة الحسكة، حيف أفاد المرصد السوري عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من ثلاثين إثر غارة جوية نفذتها طائرة حربية على حي المحطة بمدينة راس العين. أما في حلب، فقد أفاد ناشطون عن سماع دوي انفجارات قرب مطار حلب، في موازاة تجدد القصف من الطيران الحربي على حي اليرموك في حلب، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء الصاخور والعرقوب. وذكر المرصد السوري أن اشتباكات وقعت في حيي بستان الباشا والصاخور رافقها أصوات انفجارات وخسائر في صفوف القوات النظامية، في موازاة تعرض بلدتي حريتان وعزيزة بريف للقصف ووقوع اشتباكات قرب مخيم حندرات بريف حلب.

في موازاة ذلك، لا يزال القصف العشوائي يطال قرى عدة بريف اللاذقية، كما قال عمار الحسن، الناشط في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية لـ«الشرق الأوسط»، إن «المدينة تعاني نقصا حادا في الطحين والخبز، بينما يزداد الازدحام على الأفران يوما بعد آخر نتيجة عدم توافر المحروقات، لا سيما المازوت». وأشار إلى أن «خروج مظاهرة في حي العوينة، حيت (الجيش الحر) وهتفت للريف الصامد، قبل أن تفرقها عصابات الأمن والشبيحة».

وفي ريف اللاذقية، قصفت الدبابات قرى عدة في منطقة جبل الأكراد، وتحديدا مصيف سلمى وقراها. وأفاد الحسن عن أن «النظام حشد أمس قواته وآلياته على أطراف جبل التركمان بالتزامن مع قصف مدفعي متقطع استهدف قرى ناحية ربيعة». وأشار إلى أن «قوات الأمن وعناصر من شبيحة النظام وشبان القرى الموالية أقدموا على حرق الأراضي الزراعية وعدد من المنازل في قريتي دفيل وبكاس قرب مدينة الحفة، التي وصلتها تعزيزات عسكرية أمس».

وفي دير الزور، أفادت شبكة «شام» الإخبارية عن «قصف الجيش النظامي أحياء الموظفين والجبيلة والرشدية والعرفي، كما شهدت هذه الأحياء اشتباكات بين قوات النظام و(الجيش الحر)، بينما أكد ناشطون تمكن عناصر «الجيش الحر» من حصار مطار دير الزور العسكري.

وفي حمص، تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة على أحياء المدينة المحاصرة مع سماع دوي انفجارات كبيرة هزت المنطقة. وأفادت لجان التنسيق المحلية أن الجيش النظامي قصف بقذائف الهاون أحياء جوبر والسلطانية وجورة الشياح. كما قصفت قوات النظام بالمدفعية مدينتي الحولة والرستن في ريف حمص، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص وتدمير عدد من المباني السكنية. كما تعرضت مدينة الحولة وبلدة عقرب لقصف عنيف من الطيران الحربي بالتزامن مع قصف براجمات الصواريخ على المنطقة.