مصادر معارضة: قوات الأسد تحرق منزل جهاد مقدسي في دمشق

مقربون منه لـ «الشرق الأوسط»: كان يتحين الفرصة.. وأمن والديه وعائلته ثم نفذ

TT

قال مقربون من المتحدث «السابق» باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الأخير كان يتحين منذ فترة طويلة الرحيل من سوريا، لكنه كان ينتظر تأمين عائلته قبل القيام بأي خطوة. وأوضح هؤلاء أن مقدسي استطاع نقل عائلته، وبينهم أبواه إلى بيروت ثم إلى لندن، ليغادر بعدها بنفسه إلى الخارج. متوقعين قيامه بعقد مؤتمر صحافي في وقت قريب جدا للإعلان عن انشقاقه عن النظام.

وفي رد فعل سريع على خبر انشقاقه، أشارت مصادر معارضة إلى أن عناصر تابعة للنظام السوري أقدمت مساء أول من أمس على إحراق منزله. وأكد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري الخبر، مشيرا في بيان مقتضب له إلى أنّ «قوات النظام أحرقت منزل المتحدث باسم الخارجيّة السورية الكائن في حي المزة الراقي وسط دمشق».

وبعد أن كان مقدسي يوصف من قبل المؤيدين للنظام الحاكم بألقاب عدة، منها «فتى النظام» و«رجل الدبلوماسية المقاوم» و«جيمس بوند الأسد» تحوّل بعد انشقاقه إلى خائن وعميل ولص. حيث حفلت صفحات المؤيدين على «فيس بوك» بالتعليقات الساخطة من سلوك المقدسي.

وكان مقدسي ومنذ تقلده منصبه في وزارة الخارجية ومن خلال صفحته على موقع «فيس بوك» صنع لنفسه شعبية واسعة في أوساط الموالين للنظام، حيث تم تداول منشوراته وتعميمها على صفحاتهم. فصعد نجمه بين الموالين للأسد الذين رأوا فيه ناطقا عصريا، ورأوا فيه نموذجا «للشخصية الناجحة والواثقة»، كما جذبت وسامته الصبايا، لا سيما بنات منطقة القصاع ذات الأغلبية المسيحية التي نشأ مقدسي فيها وتعلم في مدارسها.

هؤلاء لمسوا في مقدسي «سلوكا اجتماعيا شبابيا» غير معهود في المؤسسة الرسمية السورية، تمثل في التواصل مع الجمهور من خلال صفحته على موقع «فيس بوك»، ويكاد يكون المسؤول السوري الوحيد الذي لديه صفحة شخصية في هذا الموقع. فأنشأ معجبون صفحة غير رسمية باسمه تنشر أخباره وصوره، ووصفه أنصار النظام بـ«رجل الدبلوماسية المقاوم».. غير أن هذه الصفحة تم إلغاؤها مساء أول من أمس بعد شيوع خبر الانشقاق.

ويعتبر العديد من الناشطين «أن انشقاق المقدسي يحمل رمزية كبيرة باعتباره أحد أبناء الطائفة المسيحية وواحدا من أرفع الشخصيات التي تنتمي إلى هذه الطائفة داخل مؤسسة الحكم». ويلفت الناشطون إلى أن إقدام ميليشيات النظام على إحراق منزل مقدسي في العاصمة دمشق سيؤثر على موقف المسيحيين المتردد حيال الثورة السورية ويدفعهم للابتعاد أكثر عن النظام الحاكم؛ فمقدسي وفقا للناشطين يتحدر من «منطقة القصاع ذات الأغلبية المسيحية حيث نشأ فيها وتعلم في مدارسها. وأن معاقل المسيحيين في دمشق ستتأثر بخطوة إحراق بيت أحد أبنائها مهما كان موقفه السياسي».

وهذه ليست المرة الأولى التي يعمد فيها نظام الأسد من الانتقام من معارضيه أو المنشقين عليه بإحراق وتخريب منازلهم وأملاكهم الخاصة. فقد قام قوات الأمن السوري بمساعدة فرقة «الشبيحة»، فور إعلان المعارض جورج صبرا رئيسا للمجلس الوطني السوري باقتحام منازل عائلة صبرا في مدينة قطنا بريف دمشق، ولم تكتف العناصر باقتحام المنازل وإنما استخدموا أدوات لتخريب منزل والدته وأخويه. وأكد آنذاك شقيق صبرا أن «قوات الأمن والشبيحة تعاملوا مع محتويات وجدران المنازل بطريقة انتقامية، إذ لم يكتفوا بنهب المحتويات وتكسير الأثاث وإنما تعدى فعلهم إلى تكسير الحيطان».