إعصار يقتل العشرات ويشرد الآلاف في جنوب الفلبين المسلم

رياح عاتية تأتي على المنازل وتغرق أجزاء من مينداناو في المياه والظلام

رجل ينظر إلى منزله المدمر بفعل الإعصار في مدينة نيو باتان بجزيرة مينداناو الفلبينية أمس (أ.ف.ب)
TT

لجأ عشرات آلاف الفلبينيين إلى ملاجئ حكومية صباح أمس مع وصول الإعصار «بوفا»، وهو الأقوى هذه السنة الذي يضرب جزيرة مينداناو الجنوبية ذات الغالبية المسلمة، مع زخات قوية من المطر على المدن وظلام يعم المناطق. ووصل الإعصار «بوفا» أمس إلى الأرض في شرق مينداناو مع رياح عاتية وصلت سرعتها إلى 210 كلم في الساعة وأمطار غزيرة، حسب وكالة الأرصاد الجوية التي حذرت من خطر كبير لحصول فيضانات.

وتحدثت مصادر إعلامية محلية عن تسبب الإعصار في مقتل 43 شخصا، وأضرار مادية تمثلت في اقتلاع أشجار وسقوف منازل حملتها الرياح. وقالت صحافية تدعى فينا أرانيتا، كانت موجودة في مبنى رسمي في مدينة نيو باتان في مينداناو: «أحصيت 43 جثة على الأرض»، مشيرة إلى رئيس البلدية أبلغها بأن الكثير من هذه الجثث تعود لأبناء بلدة قريبة اجتاحتها سيول مفاجئة جرفت منشآت للجيش. وبدوره، قال متحدث باسم الجيش في المنطقة الجنوبية، إن جنديا مات غرقا، مضيفا أن قاعدة تنطق منها الدوريات في تلك المنطقة الجبلية أصيبت بالإعصار. وأعلن حاكم إقليم أرتورو وي أن المياه جرفت شاحنة للجيش تنقل جنودا ومدنيين.

وغرقت المدن والقرى بالظلام بعد أن قطعت السلطات التيار الكهربائي لتحاشي اندلاع حرائق أو صعق بالتيار. وقالت ليزا مازو من الدفاع المدني في مدينة مينداناو، إن «التيار الكهربائي قطع قبل الفجر تحسبا للرياح العاتية والأمواج العالية وتحسبا لعاصفة مع وضع خطير بالنسبة للمناطق الساحلية». وأضافت: «نأمل ونصلي أن لا تكون هناك ضحايا». واضطر أكثر من 40 ألف شخص إلى إخلاء منازلهم التي تقع على شاطئ البحر على طول مجاري المياه المعرضة لتراكم الوحل وفي مناطق مهددة بانزلاقات أرضية.

وتشهد الفلبين نحو عشرين عاصفة أو إعصارا كل سنة يحدث معظمها في موسم الأمطار بين يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول). و«بوفا» هو الإعصار السادس عشر هذه السنة. وكانت سيول نجمت عن سلسلة عواصف أسفرت في أغسطس (آب) الماضي عن سقوط نحو مائة قتيل وتشريد أكثر من مليون شخص. وفي عام 2011 أسفر 29 إعصارا عن مقتل 1500 وأثر بدرجات متفاوتة على نحو عشرة في المائة من سكان الفلبين البالغ عددهم نحو تسعين مليون نسمة، حسب الحكومة.