كاتب إسرائيلي يدعو إلى الاعتراف بحماس ويؤيد المصالحة

مصطلح الإرهاب المضخم الذي يحبه نتنياهو يعرقل التوصل إلى اتفاق هدنة طويل

TT

دعا أحد كبار الأدباء الإسرائيليين، أ.ب. يهوشواع، حكومة بنيامين نتنياهو، إلى الاعتراف بحركة حماس وإدارة مفاوضات مباشرة معها، بهدف التوصل إلى هدنة طويلة المدى تتطور إلى اتفاق سلام شامل مع كل الفصائل الفلسطينية، مؤكدا تأييده للمصالحة الفلسطينية.

وقال يهوشواع، المعروف بأنه كان من أوائل الشخصيات الإسرائيلية التي دعت في الثمانين من القرن الماضي، إلى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، إن تسمية حماس منظمة إرهابية هو خطأ ينبغي تصحيحه، فهي عدو ومع الأعداء تدار مفاوضات.

وجاء في مقال نشره الأديب يهوشواع في صحيفة «هآرتس»: «في حرب التحرير في 1948 قصف الأردنيون القدس الغربية عدة شهور، وضربوا عليها حصارا، ومنعوا عن سكانها الماء والوقود. وقُتل في القصف وجرح مئات المدنيين، لكنهم في إسرائيل لم يسموا الأردنيين إرهابيين بل أعداء. وبعد أن أُحرز وقف إطلاق نار، بدأت إسرائيل تفاوضا معلنا مع الأردنيين انتهى إلى التوقيع على اتفاق الهدنة. وقبل حرب الأيام الستة (سنة 1967)، قصف السوريون بلدات الجليل مدة سنين وقتلوا وجرحوا كثيرين؛ بل إنه توجد في دستور حزب البعث السوري مادة تتحدث عن القضاء على إسرائيل، ومع كل ذلك لم يُسم الإسرائيليون السوريين قط إرهابيين بل أعداء، لا بل توصلوا معهم إلى اتفاقات منها اتفاق الفصل بين القوات بعد حرب يوم الغفران (1973). ودعا المصريون بزعامة عبد الناصر مرارا إلى القضاء على إسرائيل، بل كانوا يقصدون ذلك قُبيل حرب الأيام الستة، لكن المستبد المصري لم يكن قط إرهابيا بل عدوا فقط. بل إن النازيين لم يُسموا إرهابيين، وقد نفذوا أعمالهم الفظيعة وهم يرتدون الملابس العسكرية مكشوفين ظاهرين ومتصلين بسلطة واضحة ذات هوية. وقد كانوا أقسى عدو في تاريخ البشرية لكنهم لم يكونوا إرهابيين. لذلك، حان وقت أن نكف عن تسمية حماس منظمة إرهاب وأن نُعرفها بأنها عدو. إن استعمال مصطلح الإرهاب المضخم الذي يحبه رئيس الوزراء بصورة مميزة، يشوش على القدرة على التوصل إلى اتفاق طويل مع العدو اللدود هذا. إن حماس تسيطر اليوم على أرض ولها جيش ومؤسسات حكم ومحطة إذاعة، بل إن دولا كثيرة في العالم تعترف بها. فالمنظمة التي توجد لها دولة هي عدو لا منظمة إرهاب».

وأضاف الكاتب: «أهذا اصطلاح لغوي فقط؟ لا، لأنه يمكن أن نحادث العدو وأن نتوصل إلى اتفاقات معه أيضا في حين لا يوجد معنى لمحادثة (منظمة إرهاب) ولا أمل في اتفاق. ولهذا توجد حاجة ملحة إلى إعطاء شرعية مبدئية لمحاولة التوصل إلى اتفاق مباشر ما مع حماس لأن الفلسطينيين جيراننا إلى الأبد. وهم جيراننا القريبون، وإذا لم نتوصل معهم إلى اتفاق فصل معقول، فسنؤدي بأنفسنا إلى اختيار حياة مشتركة في دولة ثنائية القومية تكون سيئة وخطيرة بالنسبة للطرفين. ولهذا فإن التسوية مع حماس مهمة لا من أجل الهدوء على حدود غزة فقط بل من أجل إحداث أساس لإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل».

ويقترح الكاتب الإسرائيلي أن تدور المفاوضات مع حماس حول أربعة محاور، هي: «موافقة حماس على رقابة دولية متشددة على نزع كل سلاح هجومي مائل المسار من غزة. وفتح الممر بين قطاع غزة ومصر. فتح الحدود مع إسرائيل من أجل عبور مراقب للعمال الفلسطينيين. فتح تدريجي للممر الآمن بين غزة والضفة بحسب القواعد التي تم إقرارها في أوسلو من أجل البدء في إعادة بناء الوحدة الفلسطينية تمهيدا لتفاوض مع إسرائيل، لأن السلطة الفلسطينية لا تستطيع التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل من غير مشاركة حماس».

ويختتم مقاله قائلا: «إن قرارات على مسائل قومية ذات أهمية رفيعة، تقتضي تأييدا وطنيا واسعا. هكذا كانت الحال في إسرائيل أيضا فيما يتعلق بالخروج للحرب وفيما يتعلق بتسويات السلام، وهكذا هي الحال عند شعوب كثيرة في التاريخ. ولهذا فإن محادثة حماس وإعادة ربطها التدريجي بالشعب الفلسطيني في الضفة الغربية حيوي، كي نستطيع التوصل بعد ذلك إلى اتفاق على دولتين للشعبين، كما يأمل أكثر الشعب في إسرائيل، وأن نمنع بذلك التدهور البطيء لكن الدائم نحو دولة ثنائية القومية».