واشنطن تنفي فقد طائرة «درون»

عكس تصريحات الحرس الثوري الإيراني

لقطات من قناة «العالم» الإيرانية عن مزاعم إسقاط طائرة «درون» من دون طيار أميركية (أ.ف.ب)
TT

عكس تصريحات أمس من مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني بأن الحرس استولى على «درون» (طائرة من دون طيار)، قال البنتاغون، بعد ساعات قليلة من التصريحات، إن القوات الأميركية لم تفقد أي «درون». وكان الإيرانيون قالوا إن الطائرة «دخلت المجال الجوي الإيراني»، ثم «قبض عليها»، من دون تقديم تفاصيل. غير أن بيان البنتاغون قال: «تأكد الأسطول البحري الأميركي من سلامة كل طائرات (يو اي في)، ذات الدفع غير البشري (درون)، التي تعمل في الشرق الأوسط. وتظل علمياتنا في الخليج تنحصر في المياه الدولية المعترف بها، والفضاء الجوي الدولي المعترف به». وأضاف البيان: «ليس لدينا أي معلومات بأننا فقدنا طائرات (سكان غيل /نسر المراقبة) مؤخرا».

جاءت التصريحات الإيرانية بعد تفاقم مشكلة «درون»، بالإضافة إلى المشكلات الأخرى بين البلدين، مثل برنامج إيران النووي، ودعم الإرهاب، ومساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان مسؤولون استخباراتيون أميركيون قالوا، أول من أمس، إن الولايات المتحدة زادت التجسس على مفاعل بوشهر الإيراني، وذلك باستخدام طائرات «درون»، وبسبب زيادة القلق من تصنيع أسلحة نووية باستخدام البلوتونيوم، بعد تقارير عن قيام إيران بتفريغ قضبان وقود نووي في المفاعل. من جهته أكدت إيران أمس أنها تمكنت من إنزال طائرة استطلاع أميركية من دون طيار اعترضتها في مجالها الجوي فوق مياه الخليج إلا أن القائد الإقليمي للبحرية الأميركية نفى ذلك مؤكدا عدم فقد أي طائرة تابعة له. وأوضح بيان للحرس الثوري بثه موقعه «سباه نيوز.ار» أن «طائرة أميركية من دون طيار كانت تحلق فوق منطقة الخليج الفارسي بهدف رصد وجمع معلومات، تم أسرها في الأيام الأخيرة بفضل منظومة المراقبة التابعة للقوات البحرية للحرس الثوري فور دخولها المجال الجوي» الإيراني. ولم يحدد بيان الحرس الثوري، قوات النخبة في القوات الإيرانية، المكان المحدد لاعتراض الطائرة أو ظروف أسرها. إلا أن الأسطول الخامس الأميركي نفى فقد أي طائرة من دون طيار له في الخليج. وقال المتحدث باسم هذا الأسطول القومندان جيسون سالاتا لوكالة الصحافة الفرنسية إن «جميع الطائرات من دون طيار العاملة هنا موجودة لدينا». وأضاف «لم نفقد شيئا طوال أشهر مضت» في منطقة عمليات الأسطول الأميركي الخامس الممتدة من الخليج إلى منطقة القرن الأفريقي.

إلى ذلك أوضح قائد القوات البحرية للحرس الثوري الأميرال علي فدوي أن الطائرة من دون طيار هي طائرة صغيرة من طراز «سكان إيغل» التي «توجد عامة على السفن» التابعة للبحرية الأميركية. وعرض التلفزيون الإيراني صورا قال إنها لهذه الطائرة وهي رمادية اللون وتبدو في حالة سليمة. ونقلت شبكة «العالم» الإيرانية باللغة العربية عن إسماعيل قسري رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشورى الإيراني، أن «عملية السيطرة على هذه الطائرة! على الرغم من التكنولوجيا المتطورة للطائرة! مبعث فخر لقواتنا المسلحة» التي أظهرت «قدرتها على مواجهة كل الانتهاكات لحدودنا من أجل جمع المعلومات». وفي الشهر الماضي، كانت الولايات المتحدة أعلنت أن إيران حاولت إسقاط طائرات «درون»، في المجال الجوى الدولي بالقرب من بوشهر. وهددت الولايات المتحدة بحماية طائراتها، بينما قالت إيران إنها ستضرب أي طائرة تعتدي على أراضيها.

وكان التوتر زاد بسبب أخبار بأن الوقود الذي كان فرغ من المفاعل النووي هناك أعيد إلى المفاعل كاملا. وأن ذلك تم بحضور ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولم ينف ذلك ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية. وقال إن تفريغ الوقود من المحطة كان لبعض الوقت. وكان «إجراء فنيا عاديا للتأكد من كل عوامل الأمان والضمان». وكانت تقارير إخبارية أميركية نقلت، على لسان خبير من الخبراء الروس الذين ساعدوا الإيرانيين في بناء المفاعل أن تفريغ الوقود «إجراء مخطط له لفحص حالة المفاعل قبل تسليمه إلى الجانب الإيراني». وأنه، حسب خطة مسبقة تم الاتفاق عليها بين الحكومتين الروسية والإيرانية، ستنتقل «نهائيا» مهمة تشغيل المحطة من الخبراء الروس إلى الخبراء الإيرانيين قبل مارس (آذار) المقبل.