البنتاغون يكرر نفي فقدان طائرة «درون» وطهران تدعوه لتعداد طائراته بدقة

مصادر أميركية: قد تكون إيران حصلت على واحدة من قاع الخليج أو طائرة تابعة لدولة خليجية

TT

بينما كرر البنتاغون، أمس، نفي فقد أي «درون» (طائرة من دون طيار) في الخليج، ومع تكرار تصريحات إيرانية بأن إيران حصلت على طائرة «درون»، ونشرهم صورا للطائرة - قالت مصادر أميركية إن إيران ربما حصلت على الطائرة من قاع الخليج بسبب أخبار سابقة عن سقوط أكثر من طائرة هناك، أو أن إيران حصلت على طائرة تابعة لدولة خليجية.

وقالت المصادر إن الإمارات والكويت من الدول التي تملك طائرات «سكان إيغل» (صقر المراقبة)، وإن الإيرانيين ربما حصلوا على واحدة من هذه، وهي أقل فعالية من طائرات «بريديتور» التي تقدر على حمل صواريخ، منها صواريخ «هيل فايار» (نار الجحيم)، وإن «سكان إيغل» تستعمل عادة لالتقاط صور وفيديو.

وقال خبراء في التكنولوجيا الجوية العسكرية، بعضهم عمل في شركة «بوينغ» الأميركية التي تنتج هذه الطائرات حسب عقود مع البنتاغون، إن كاميرات التصوير والفيديو في طائرات «سكان إيغل» ليست فيها تكنولوجيا سرية تؤذي الأمن الوطني الأميركي إذا حصلت عليها دولة معادية.

وقال بول أيدي، خبير في نفس المجال: «تقدر على أن تقذف بطائرة (سكان إيغل) من زورق، لتطير نحو الأفق البعيد، وتصور أشياء، وتعود إليك. ليست طائرة معقدة». وأضاف: «من وجهة نظر عسكرية، حتى إذا فقد العسكريون الأميركيون هذه الطائرة، يقدرون على الضحك التهكمي بسبب مبالغة الإيرانيين في تصوير أهميتها».

واستبعد أيدي أن الإيرانيين أسقطوا الطائرة، وقال إنها مثل «طائر نورس عملاق»، بطيئة صغيرة جدا، وليس سهلا إسقاطها.

وقال هيو ويليامز، أيضا، خبير في هذا المجال: «إذا ضرب صاروخ واحدة من هذه الطائرات، فلن يبقى فيها شيء كبير».

وكان جاسون سالاتا، متحدث باسم البحرية الأميركية في قاعدة الأسطول الخامس في البحرين، قال إن بعض هذا النوع من الطائرات «فقد في الماء خلال سنوات. لكن، ليست لدينا أدلة بأن هذا حدث مؤخرا».

وبالإضافة إلى نفي البنتاغون فقد أي طائرة «درون»، نفي ذلك أيضا جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، وقال: «ليست عندنا أدلة على أن ما يقوله الإيرانيون صحيح».

وفي طهران، دعا مسؤول عسكري إيراني أمس الولايات المتحدة إلى «إعادة تعداد طائراتها من دون طيار»، وقال الجنرال رمضان شريف، المتحدث باسم الحرس الثوري، ساخرا - كما نقلت عنه وسائل إعلامية محلية: «أقترح على القائد الأميركي أن يعيد تعداد طائراته من دون طيار بدقة».

وكانت قوات النخبة في الجيش الإيراني، المسؤولة خصوصا عن أمن الحدود البحرية في الخليج، أكدت الثلاثاء أنها نجحت مؤخرا في إنزال طائرة مراقبة تكتيكية صغيرة من دون طيار من طراز «سكان إيغل» تستخدمها البحرية الأميركية في مهمات مراقبة على طول السواحل الإيرانية.

وبث التلفزيون الإيراني صورا قال إنها لهذه الطائرة وهي رمادية اللون، من دون أي إشارة مميزة، وتبدو في حالة سليمة.

وقال الجنرال شريف: «إن الأميركيين لا يريدون الإقرار بنكساتهم، لكنهم سيضطرون إلى الاعتراف عاجلا أم آجلا بخسارة طائرة من دون طيار».

وأضاف: «إن دعت الضرورة، فسننشر معلومات أخرى حول أسر الطائرة من دون طيار».

وصرح المتحدث باسم الحرس الثوري أيضا، في مقابلة مع صحيفة «اعتماد»، بأن الطائرة الأميركية من دون طيار «كانت تجمع معلومات استخباراتية حول مواقع عسكرية وحول نشاط مصاف نفطية» إيرانية عندما وقعت «في الأسر، مع حد أدنى من الأضرار».

وأضاف: «استحوذنا على المعطيات التي سجلتها الطائرة، وهي تظهر نوع المعلومات التي يبحث عنها الأميركيون». وأكد أيضا «إنهم لن يستطيعوا بسهولة دحض أسر هذه الطائرة».

في نفس الوقت، نشرت مصادر إخبارية أميركية شريط فيديو، وزعه الحرس الثوري الإيراني، يوضح اثنين من رجال الحرس يفتشون ما تبدو أنها طائرة «سكان إيغل». ولا تظهر على الطائرة آثار أضرار بالغة، وليست عليها علامات عسكرية.

وكان البنتاغون نفى أول مرة فقد طائرة «سكان إيغل» يوم الثلاثاء، بعد ساعات قليلة من تصريحات مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني. وكان هؤلاء قالوا إن الطائرة «دخلت المجال الجوي الإيراني»، ثم «قبض عليها»، من دون تقديم تفاصيل.

وقال بيان البنتاغون الأول: «تأكد الأسطول البحري من سلامة كل طائرات (يو آي في)، ذات الدفع غير البشري (درون)، التي تعمل في الشرق الأوسط. وتظل عملياتنا في الخليج تنحصر في المياه الدولية المعترف بها، وفي الفضاء الجوي الدولي المعترف به». وأضاف البيان: «ليست لدينا أي معلومات بأننا فقدنا طائرات «سكان إيغل» (نسر المراقبة) مؤخرا».

وكان مسؤولون استخباراتيون أميركيون قالوا، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة زادت عمليات التجسس على مفاعل بوشهر الإيراني، وذلك باستخدام طائرات «درون»، وبسبب زيادة القلق من تصنيع أسلحة نووية باستخدام البلوتونيوم، بعد تقارير عن قيام إيران بتفريغ قضبان وقود نووي في المفاعل.

وفي الشهر الماضي، كانت الولايات المتحدة أعلنت أن إيران حاولت إسقاط طائرات «درون»، في المجال الجوي الدولي بالقرب من بوشهر. وهددت الولايات المتحدة بحماية طائراتها، بينما قالت إيران إنها ستضرب أي طائرة تعتدي على أراضيها.