ليبرمان يقيل نائبه «الاستفزازي» بسبب تسريباته للصحافة

داني أيالون يتذوق طعم إهانته للسفير التركي

TT

صدمت الحلبة الحزبية الإسرائيلية، أمس، من القرار الفردي الذي اتخذه وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بعزل نائبه عضو الكنيست داني أيالون من قائمة حزب «إسرائيل بيتنا»، التي تخوض الانتخابات القادمة. وقد انضم أيالون بذلك إلى وزير السياحة، ستاس مسيجنيكوف، والنائبة أنستاسيا ميخائيلي، اللذين أعلنا عن استقالتهما من قائمة الحزب بعدما علما بأن ليبرمان سيطيح بهما.

وليبرمان هو رئيس هذا الحزب، الذي يمنح لنفسه صلاحيات مطلقة فيه. فهو لا يجري انتخابات داخلية في الحزب ولا يسمح للمرشحين بالتنافس ويقرر لوحده تركيبة القائمة الانتخابية. ونشر ليبرمان، الليلة قبل الماضية قائمة حزبه، وقبل النشر بساعتين أعلن كل من مسجينيكوف وميخائيلي انسحابهما، فلم يفاجأ أحد بذلك. فقد اشتهرت ميخائيلي بتصرفات معيبة في الكنيست. فهجمت على عضو الكنيست العربية، حنين زعبي، لتضربها. ودلقت كأسا من الماء على النائب غالب مجادلة خلال جلسة برلمانية أخرى. وسمعت عدة مرات وهي تشتم. أما الوزير مسيجنيكوف، فقد عرف عنه أنه يسهر كثيرا في النوادي الليلية الحمراء وشرب الكحول لدرجة السكر وعدم القدرة على المشي.

أما داني أيالون، فإن ما عرف عنه من تطرف واستعلاء، كان مدعوما من ليبرمان من دون تحفظ. واعتقد البعض أن ليبرمان يقيله بسبب قيامه قبل نحو ثلاث سنوات، وتحديدا في يناير (كانون الثاني) من سنة 2010. بإهانة السفير التركي في تل أبيب، حيث إنه استدعاه إلى مكتبه وأجلسه على مقعد منخفض ولم يقدم له أي تضييفات ولا حتى كأس ماء ولم يضع العلم التركي، كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية. لكن المقربين من ليبرمان قالوا: إن مثل هذا التصرف يلقى جائزة عنده وليس عقابا.

يذكر أن ليبرمان يتخذ موقفا أكثر تطرفا في الموضوع التركي وهو الذي يمنع اعتذار الحكومة الإسرائيلية لتركيا على قتل تسعة من مواطنيها على متن سفينة «مرمرة» سنة 2010، وبذلك يمنع مصالحة بين البلدين.

من هنا، فقد اتضح، وفقا لمصادر سياسية وإعلامية، أن سبب إقالة أيالون يتعلق بشيء آخر. وأن الاعتقاد الأكبر هو أن ليبرمان اكتشف أن أيالون يقيم علاقات وطيدة مع عدد من الصحافيين الذين اعتاد أن يسرب لهم أخبارا سرية، خصوصا تلك الأخبار التي تجعله ذا حظوة لدى بعض الصحافيين.

يشار إلى أن أيالون كان سفيرا لإسرائيل في الولايات المتحدة. وقد جلبه ليبرمان في الانتخابات الأخيرة قبل أربع سنوات، لأنه أراد تزيين قائمته الانتخابية بشخصية معتدلة. ولكن أيالون عرف ما يحبه رئيسه، فتبنى كل مواقفه المتطرفة، بل صار متطرفا أكثر منه. بيد أن النفاق للرئيس لم يفده بشيء، إذ أن ليبرمان رمى به إلى خارج الحلبة الحزبية في اللحظة الأخيرة، بحيث لم يستطع الانتقال إلى حزب آخر. وأبلغه قراره بمكالمة هاتفية دامت دقيقة واحدة، وذلك قبل بضع دقائق من عقده المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه عن تشكيل القائمة. وعقب أحد المقربين من أيالون على هذه الطريقة، بالقول: «ليبرمان يتصرف مثل الرئيس السوري في السياسة». وقال: إن ليبرمان تعامل مع أيالون، نائبه المخلص، مثلما تعامل أيالون مع السفير التركي في حينه. فقد أهانه على رؤوس الأشهاد. إلا أن أيالون نفسه رفض الإساءة إلى ليبرمان وقال معقبا على قرار عزله: «هذه هي قوانين السياسة الحزبية في بلادنا، وليس لي إلا أن أقبلها وأن أفتش عن موقع آخر أخدم فيه وطني».

وجدير بالذكر أن ليبرمان وضع في المرتبة الثانية من القائمة، شخصية جديدة في السياسة الإسرائيلية، وهو الجنرال يائير شمير، ابن رئيس الحكومة الأسبق يتسحاك شمير. وشمير الابن متطرف أكثر من أبيه، فقد رفض عرضا من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ليخوض الانتخابات في لائحة الليكود لأنه غير راض عن قبول نتنياهو بتسوية مع الفلسطينيين على أساس الدولتين. وهو طيار في سلاح الجو في جيش الاحتياط الإسرائيلي.