المعارك مستمرة في العاصمة ومحيطها.. وتوقف محطات كهربائية في حلب

مصادر قيادية لـ«الشرق الأوسط»: اجتماعات مكثفة بين قيادات غربية والجيش الحر لتوحيد الكتائب العسكرية

TT

أكدت مصادر قيادية لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماعات مكثفة تعقد في اليومين الأخيرين في العاصمة التركية إسطنبول، بين قيادات من الجيش الحر وأخرى عسكرية غربية، لتوحيد صفوف الكتائب في شمال سوريا، فيما لا تزال العمليات العسكرية والمعارك في الداخل تشهد تطورا في العاصمة دمشق ريفها في موازاة القصف المستمر الذي يستهدف مناطق سورية عدة، في حين لم تتوقف المعارك على أطراف طريق مطار دمشق الدولي.

وأمام هذا الواقع، لا يزال هاجس استخدام «الأسلحة الكيماوية» يؤرق المعارضين والناشطين السوريين.. وفي هذا الإطار، قال فهد المصري، مسؤول الإعلام المركزي في الجيش السوري الحر، إن هناك معلومات أكيدة وتحركات تشير إلى احتمال استخدام النظام لهذا النوع من الأسلحة خلال الأيام القليلة المقبلة، لا سيما في منطقة الغوطة الشرقية حيث توجد معاقل كثيرة للجيش الحر الذي سيطر على 10 قواعد دفاع جوي، مضيفا «العاصمة دمشق تعيش حالة حرب حقيقية، ينتشر فيها أكثر من 450 حاجزا ينفذ عناصرها عمليات تفتيش ومداهمات».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية نفذت حملة «دهم وتفتيش في أحياء قبر عاتكة والمجتهد والسويقة» الواقعة وسط المدينة، وذكرت شبكة «شام» أن القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة تجدد على أحياء دمشق الجنوبية. وقال المرصد «إن أطراف بلدتي المليحة وزبدين في ريف دمشق تعرضت للقصف بالطيران الحربي» الذي حلق أيضا في سماء الغوطة الشرقية. وأضاف أن مدينة داريا، جنوب غربي دمشق، تعرضت للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع الثوار في بلدة سقبا شرق العاصمة السورية.

وكما في العاصمة كذلك في ريفها، أشار المرصد إلى أن مناطق عدة تعرضت للقصف من القوات النظامية، منها يلدا ويبرود والسبينة وحران العواميد، لافتا إلى أن القصف بالمدفعية والطائرات استهدف مدينتي داريا والزبداني، وبلدة المليحة ومدنا عدة في الغوطة الشرقية.

وفي حلب، أعلنت لجان التنسيق عن توقف المحطة الحرارية في السفيرة بعد قصفها من قبل قوات النظام السوري. وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات النظام قصفت محطة حرارية لتوليد الكهرباء في بلدة السفيرة بريف حلب، مما أدى إلى توقفها عن العمل، فيما تعرضت بلدة تل رفعت بريف حلب وحي السكري بمدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية وتجددت الاشتباكات في حي الصاخور، ورافقها سقوط قذائف على الحي، وتم استهداف منطقة تل رفعت من قوات النظام الموجودة في مطار «مينغ».

وأشار المصري إلى توقف عمل المحولات الكهربائية في سد تشرين في منبج بريف حلب، وانخفاض منسوب مياهه، بسبب احتجاز السلطات التركية أكثر من الكمية المسموح بها من المياه عن السد، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشكلة اجتماعية، كون السد هو المصدر الوحيد للكهرباء في حلب وريفها بعد توقف المحطات الحرارية في دير حافر عن العمل.

أما في دير الزور شرق البلاد، فقد ذكر المرصد أن النيران اندلعت بطائرة حوامة كانت تحاول الإقلاع من مطار دير الزور العسكري الذي يحاصره مقاتلون ويتعرض للقصف بقذائف الهاون منذ أيام. وقال نشطاء من المنطقة إن الطائرة أصيبت بقذيفة لدى محاولتها الإقلاع.

وقالت شبكة «سوريا مباشر» إن قوات النظام قصفت حي الحميدة، وبلدتي الخريطة والمربعية، بينما شهدت أحياء الجبيلة والموظفين والرشدية اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر.

وكانت قوات جيش النظام قصفت قرية الحسينة في ريف دير الزور. أما الجيش الحر فأكد أنه يواصل حصار مطار دير الزور العسكري منذ عدة أيام. كما أعلن أنه بدأ معركة للسيطرة على مطار «مينغ» في حلب.

كذلك، تعرضت قرية الخريطة بريف دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية، مما أدى لسقوط عدد من الجرحى وتضرر بعض المنازل. كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب في منطقة شارع الملعب بمدينة دير الزور.

كما شهدت درعا حملة دهم وخلع للمحال التجارية واعتقالات شنتها قوات النظام في شارع هنانو وسوق الشهداء بدرعا المحطة، كما سمعت أصوات إطلاق رصاص في سوق المدينة، بحسب المرصد. وتجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدة الكرك الشرقي بريف درعا. واستهدف القصف العنيف بالصواريخ والمدفعية الثقيلة منطقة كحيل، فيما قالت لجان التنسيق إن اشتباكات عنيفة دارت في بصرى الشام بين الجيش الحر وجيش النظام ترافقت مع قصف من حاجز برد. وفي حمص تجدد القصف العنيف براجمات الصواريخ على حي جوبر، وقالت الهيئة العامة للثورة في وقت سابق إن الجيش النظامي قصف بالمدفعية مدينة القصير بحمص، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل في حي دير بعلبة.

وفي إدلب، أشار المرصد إلى مقتل سبعة عناصر من القوات النظامية «إثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على حاجزهم في قرية بابولين الواقعة جنوب مدينة معرة النعمان على طريق حلب دمشق» في محافظة إدلب (شمال غرب)، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف ومحيط حاجز الحامدية للقوات النظامية. أما في حماه فقد اقتحمت قوات النظام قرية «الشير» حيث شنت حملة اعتقالات ومداهمات طالت عددا من الشبان، وسرقة ونهب وحرق عدد من المنازل، فيما استهدف القصف بطيران الـ«ميغ» جسر العسيلة الأثري. وفي محافظة الرقة استهدف القصف بالطيران تل أبيض التي شهدت حركه نزوح كبيرة، وألقيت البراميل المتفجرة في جبل التركمان.

على صعيد آخر، أفادت تقارير البرنامج العالمي للتغذية بأن الاقتتال المستمر في سوريا أصبح عائقا حقيقيا أمام عملياتها، وأن عمليات توصيل المساعدات الغذائية للمحتاجين لم تعد ممكنة. وقال ناطق باسم الأمم المتحدة إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمؤن داخل سوريا وفي الدول المجاورة أصبح يهدد الأمن الغذائي بالمنطقة.