كلينتون: ما نراه في شوارع القاهرة يؤكد الحاجة إلى الحوار ودستور يحمي حقوق كل المصريين

وزيرة الخارجية الأميركية تشدد على أهمية حقوق الأقليات والمرأة وحرية الإنترنت ومنظمات المجتمع المدني

TT

كررت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قلق بلادها مما يدور في شوارع القاهرة من عنف وقالت خلال خطابها أمام جامعة دبلن بآيرلندا حول حقوق الإنسان صباح أمس (الخميس): «إننا نشاهد الأحداث في مصر بقلق كبير، وقد نزل الشباب إلى الشوارع منذ عامين لأنهم أرادوا تحقيق تغيير ديمقراطي حقيقي وهم الآن يستحقون دستورا يحمي حقوق جميع المصريين رجالا ونساء، مسلمين ومسيحيين ويضمن التزام مصر بالتزاماتها الدولية». وأضافت: «المصريون يستحقون أن يروا علمية دستورية مفتوحة وشفافة وعادلة ونزول الشباب مرة أخرى إلى الشوارع، والاضطرابات التي نشهدها الآن تعني أن الحوار مطلوب، ويجب على القادة ضمان تحقيق النتائج الديمقراطية التي طالبت بها الثورة».

وركزت كلينتون في خطابها حول حقوق الإنسان على أربع نقاط اعتبرها ركائز أساسية لحقوق الإنسان في دول العالم وهي الحقوق الدينية وحقوق الأقليات وحرية الإنترنت وحرية منظمات المجتمع المدني، وأخيرا حرية المرأة والفتيات.

وقالت كلينتون إن تلك المناطق الأربع لحقوق الإنسان تشهد مخاطر عالية، حيث تواجه الأقليات الدينية مخاوف من استهدافها وتتزايد عليها الضغوط والمخاوف من مستقبل مجتمعاتهم، والكراهية ضدهم. وأشارت وزيرة الخارجية إلى أن بلادها تتواصل مع مختلف الأقليات الدينية في العالم وتستمع لمخاوفهم وتدرك المخاطر التي يواجهونها.

وأكدت كلينتون على أهمية دعم حرية الإنترنت وأنه من مصلحة الحكومات أن تستجيب للانتقادات ولا تقمعها، ونصحت القادة أن يأخذوا الانتقادات المنشورة على الإنترنت على محمل الجدية ولا يأخذونا بشكل شخصي قائلة: «النقد قد يصبح أفضل صديق للقائد». وأدانت كلينتون قيام بعض الدول بالحد من حرية الإنترنت وقمع المدونين والتجسس على المدونات والرسائل الإلكترونية واعتقال النشطاء السياسيين.

وأيدت كلينتون حق منظمات المجتمع المدني في الحصول على قدر كبير من حرية العمل لتشجيع الحكومات على القيام بأداء جيد وترسيخ قيم الحوكمة وحل المشكلات المجتمعية. وركزت كلينتون بشكل كبير على حقوق المرأة والفتاة وأدانت تعامل بعض الدول مع المرأة كمواطن من الدرجة الثانية حيث ينتقص حقها أو يسلب بالكامل، وقالت: «في عدد كبير من الدول لا تملك المرأة حقوقا أو لديها حقوق أقل من الرجل وتعامل بشكل سيئ وتجبر على الزواج في سن صغيرة». وأشارت إلى دراسة للبنك الدولي يؤكد فيها أنه إذا عوملت المرأة بمساواة كالرجل فإن الوضع الاقتصادي لأي دولة يتحسن، وأنه بإزالة العوائق أمام المرأة يزيد الدخل القومي للدولة.

وأشارت وزيرة الخارجية الأميركية إلى أن حقوق الإنسان تعد من أولويات السياسة الخارجية الأميركية لمواجهة التحديات في العالم، وقالت: «قيم ومبادئ حقوق الإنسان تشكل هويتنا ومصدر نفوذنا في العالم وجوهر التحديات التي تواجهنا في العالم ولا يمكننا القيادة بفاعلية دون قيمنا». وأكدت كلينتون أن مستقبل شباب العالم يتشكل بالكيفية التي يستجيب لها قادة العالم في تعاملهم مع قضية حقوق الإنسان، وقالت: «ليس مصادفة أن الدول التي تهدد الأمن والسلام العالمي تغيب فيها مبادئ حقوق الإنسان»، وطالبت القادة في دول العالم بأن يضعوا حقوق الإنسان كأولوية في سياساتهم في تعاملهم مع الدول الأخرى التي تفتقد إلى إقرار حقوق الإنسان.