النائب اللبناني صقر: التسجيلات مجتزأة والأشرطة مسروقة وجرى تزويرها

قال: فخورون بتقديم الحليب للاجئين السوريين

TT

أكد النائب اللبناني عقاب صقر، أن التسجيلات الصوتية التي نشرت له وتظهر تواصله مع مقاتلين سوريين معارضين لتزويدهم بالسلاح، كانت مجتزأة.

وفي مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول ونقلته قنوات تلفزيونية لبنانية مباشرة على الهواء، قال النائب إن التسجيلات «هي أكبر فضيحة سياسية أخلاقية» لأن ما نشر منها أجزاء مقتطعة تلمح إلى أنه يزود المعارضين السوريين بالسلاح.

وأشار إلى أنه سيسلم التسجيلات التي نشرتها الأسبوع الماضي صحيفة «الأخبار» وقناة «أو تي في» اللبنانيتان المؤيدتان لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، كاملة إلى وسائل الإعلام «ويمكنكم أن تأخذوها إلى كل مختبرات العالم لتثبتوا صحتها».

وقد أجرى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اتصالا هاتفيا بالنائب عقاب صقر، هنأه خلاله على مؤتمره الصحافي ردا على اتهامه بتهريب السلاح إلى المعارضة السورية. وأكد الحريري أن «دعم الشعب السوري سوف يستمر لانتصار الثورة، وهو مسؤولية أخلاقية ووطنية وعربية لن يتخلى عنها أي لبناني شريف» وذلك وفقا لبيان أصدره مكتب الحريري في بيروت.

وفي مؤتمره الصحافي في إسطنبول، قال صقر إنه «تمت سرقة أشرطة تسجيل تعود لي من جهاز الكومبيوتر الخاص بي وعرفنا عن العملية بتفاصيلها، والآن في حوزتهم اتصالات نحو الـ500 دقيقة وصور فوتوغرافية»، معلنا أنه سيتقدم «بدعوى قضائية، مستندا إلى الأشرطة ضد كل من تدخل بعملية التزوير».

وأعرب صقر عن سعادته لكون «سوريا الأسد ولأول مرة تلجأ إلى القضاء». وقال: «أتحداكم يا مجلس الدمى السوري أن تلجأوا إلى القضاء، وغدا ستبتلعون ألسنتكم ولن تكملوا بهذا الادعاء». واعتبر أن في «التسجيلات ثغرات كثيرة، وهي فضيحة بل أم الفضائح»، مشيرا إلى أن «الغباء والحقد ونية الاغتيال المبيتة جعلهم يقصّون الشريط، وسأسلمكم التسجيلات كاملة ولا يمكن لهذه الأشرطة أن تكذب لأنها دليل على تزويرهم». وأوضح أنه قال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا صوتي وهذه كلماتي ولم أقل إن التسجيلات صحيحة».

وبعدما عرض صقر مقاطع من التسجيلات على هامش المساعي التي يقوم بها في إطار المفاوضات لإطلاق سراح اللبنانيين المختطفين في سوريا، أخذت منها التسريبات المنشورة، يقول صقر في إحداها بشكل واضح لأحد محدثيه: «يمكنني أن أؤمن لك التواصل مع أي كان ولكن لا يمكنني أن أؤمن لكم سلاحا».

وقال صقر: «نعم نحن نزوّد سوريا بحليب الأطفال وهذا سلاح خطير، ولأن بشار الأسد يسقي أطفال سوريا الدم، ونعم أعترف أنني شاركت في إعمار بعض المباني في سوريا ونعم أرسلنا البطانيات والخيم، وأرسلنا المساعدات والأدوية لسوريا».

واتهم صقر قوى «8 آذار» بالتزوير، واصفا إياها «من الآن وصاعدا بأنها قوى الثامن من التزوير». وتوجه إلى هذا الفريق بالقول: «يا أشباه الرجال، الحقيقة بريئة منكم لأنكم تزوير ووجودكم تزوير وممانعتكم تزوير وإعلامكم تزوير»، مشددا على أنه «ليس من المنطق أن أعطي طلبية السلاح إلى لؤي المقداد، الناطق الإعلامي باسم المجلس الأعلى للجيش السوري الحر».

وأكد صقر أن «آلية التزوير موجودة لدى الإعلام والمرتزقة. والإعلام متواطئ ومشارك في عملية الاغتيال السياسي». وأضاف: «عبقرية المزورين أنهم وضعوا التسجيل نفسه للؤي المقداد ونسبوه للرئيس سعد الحريري، وعندما انكشف أمرهم قالوا إن البصمة الصوتية يرجح أنها 80% للمقداد و20% لسعد الحريري»، موضحا أنه «علميا البصمة الصوتية واحدة ولا يمكن أن تكون مجزأة، وجميع من سمع بالأمر قال إن هذا صوت لؤي المقداد».

واتهم صقر جميل السيد بأنه «مشارك في فبركة الشريط الذي استهدفني، كما أنه كان برفقة ميشال سماحة هو وشخص ثالث عندما أدخل سماحة التفجيرات إلى لبنان». وكشف عن اتصال أجراه المسؤول الأمني في حزب الله وفيق صفا برئيس فرع المعلومات العقيد عماد عثمان، قبل نشر التسجيلات، أبلغه خلاله بأن «حزب الله يملك تسجيلات بحق عقاب صقر والحريري وأنصحهم بأن نحل المسألة سويا، وكان جواب الرئيس الحريري لا نخجل بما نملك».

وإذ وضع صقر هذه المعلومات عن صفا بعهدة (الأمين العام لحزب الله) السيد (حسن) نصر الله. وقال: «من دعم المقاومة هم أشرف الناس ولكن من قام بهذا العمل يا أحمق الناس وأحقر الناس وقعتم ولن تقوموا من هذه الحفرة». وأشار إلى أن «الأغبياء قاموا بجمع أكثر من شريط للتأكيد أنني أشارك بأحداث معرة النعمان. وهناك تسجيلات مع الأغبياء لم يستطيعوا تزويرها»، لافتا إلى أن «الأشرطة سجلت منذ 7 أشهر، ومن سرق هذه التسجيلات لم يكن يعلم أن هناك نسخا احتياطية كثيرة، وأقول للبعض من أنتم لتشككوا بشيعيتي، وإن عليّا براء منكم ومن تزويركم. أنا أعطيكم شهادات وأوزعها».

كذلك، هاجم صقر رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون قائلا: «أنت انحزت للنظام السوري ضد الشعب، وأنت لست مع بشار ولا مع الشعب إنما مع الكرسي». وأعرب صقر عن خشيته من أن يكون قد تم «استدراج شبان من طرابلس إلى سوريا لقتلهم واتهامي بتحريضهم على القتال في سوريا». وكشف عن «ثلاث مجموعات أرسلت إلى تركيا لتنفيذ عملية ضدي»، تاركا للسلطات المعنية الكشف عن التفاصيل. وتوجه صقر إلى من فبرك الأشرطة بالتأكيد على أن «شريط مزور لا يقضي علي وعلى سعد الحريري، وتحتاجون إلى عبوة أكبر من تلك التي وضعتموها لوسام الحسن». ودعا إلى أن «تؤخذ الأشرطة التي لدينا إلى كل مخابرات العالم وإذا ثبت وجود أي تزوير فيها فأنا مسؤول عن ذلك».

وأوضح أن «خاطفي اللبنانيين في أعزاز طلبوا أمورا تعجيزية لكننا ما زلنا في عملية تفاوض معهم»، منتقدا «الإعلام الرخيص الذي ساهم بتعقيد قضية اللبنانيين المخطوفين في أعزاز».