طباخ العائلة الحاكمة في كوريا الشمالية يكشف دوافع الإطلاق المزمع للصاروخ

أميركا تنشر سفنها وترسل مدمرتين إلى المنطقة قبل العملية الصاروخية المرتقبة

الطباخ فوجيموتو يتحدث للصحافيين لدى وصوله إلى طوكيو قادما من بيونغ يانغ في سبتمبر الماضي (أ.ب)
TT

صرح الياباني كينجي فوجيموتو، الطباخ السابق لكيم جونغ إيل، بأن الزعيم الكوري الشمالي الحالي قرر إطلاق صاروخ جديد لإحياء ذكرى والده في 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وكانت كوريا الشمالية أعلنت عزمها إطلاق صاروخ بين 10 و22 ديسمبر لوضع قمر صناعي لمراقبة الأرض في المدار، لكن الأسرة الدولية تشتبه في أنه اختبار جديد لصاروخ باليستي خلافا لما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة.

وقال فوجيموتو في مؤتمر صحافي في طوكيو «أعتقد أن الصاروخ سيطلق في 17 ديسمبر لإحياء ذكرى» وفاة كيم جونغ إيل والد الزعيم الكوري الشمالي الحالي كيم جونغ أون. وقد عمل هذا الطباخ البارع في إعداد أطباق السوشي، عشر سنوات وحتى 2001، في خدمة كيم جونغ إيل، وكان من النادرين الذين التقوا كيم جونغ أون خلال زيارة لبيونغ يانغ في يوليو (تموز) الماضي. وقال «أعتقد أنه متردد في إطلاق الصاروخ لأنه يريد تغيير صورة بلده المتطرف، وفي الوقت نفسه يرغب في إحياء ذكرى وفاة والده». ورأى هذا الطباخ أن كيم جونغ أون قد لا يكون متحمسا لفكرة إطلاق الصاروخ خلال مناقشات مع المسؤولين السابقين في النظام، خصوصا قادة الجيش الذين يتمتعون بصلاحيات واسعة.

لكن فوجيموتو قال إن إطلاق الصاروخ قد يكون ضروريا لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية، إذ إن عليه أن «يعرض قوته لشعبه» لإرساء سلطته. والتقى الطباخ الياباني الزعيم الكوري الشمالي الشاب بعد أحد عشر عاما على مغادرته نهائيا كوريا الشمالية بعد رحلة إلى اليابان. وقد عرض للصحافيين صورة له وهو يعانق كيم جونغ أون خلال زيارته الأخيرة لبيونغ يانغ.

وروى الطباخ السابق أنه دعي إلى بيونغ يانغ بموجب وعد يعود إلى 2001 اتفق عليه مع كيم جونغ أون. فقد قال له مبعوث من الزعيم الكوري الشمالي جاء لدعوته إلى بيونغ يانغ «لننفذ الوعد الذي قطعناه في 2001». وتحدث عن قصة هذا الوعد قائلا إنه أصيب بجروح طفيفة إثر سقوطه عن حصان، فاتصل به كيم جونغ أون نحو منتصف الليل ليطمئن على صحته. وأضاف أنه قال له إنه «في صحة جيدة»، موضحا أنه زاره بعد ذلك وأكد له بأسلوب استعراضي أن «فوجيموتو حي». وتابع «ضحكنا ودعاني إلى شرب الفودكا الروسية مع لاعبي كرة السلة الأربعة المفضلين لديه، ثم قال لي: (ستعود من رحلتك إلى اليابان؟ عليك أن تعود)».

لكن ما كان يفترض أن تتحول زيارة قصيرة لمسقط رأسه إلى عودة نهائية، ولم يطأ فوجيموتو أرض كوريا الشمالية لعشر سنوات، إلى أن تلقى دعوة من كيم جونغ أون. وفي هذه الأثناء أجرى عدة مقابلات وعقد مؤتمرات وكتب مواضيع في اليابان عن إقامته في كوريا الشمالية، إحدى الدول الأكثر عزلة في العالم. وهذا الطباخ لا يظهر علنا إلا بنظارات سوداء ومعصوب الرأس لأسباب أمنية، على حد قوله.

من جهة أخرى، نشرت الولايات المتحدة عددا من سفنها الحربية المجهزة بصواريخ دفاعية باليستية، كما تراقب كوريا الشمالية «عن كثب» قبل الإطلاق المزمع لصاروخها، بحسب ما أفادت قيادة القوات الأميركية في المحيط الهادي أمس. وصرح الأميرال صاموئيل لوكلير، للصحافيين في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع، بأنه من المنطقي نشر سفن القوات الحربية الأميركية في المنطقة لرصد عملية الإطلاق التي تعتزم كوريا الشمالية القيام بها «وسننشر هذه السفن بحسب قدرتها على المشاركة في عملية دفاع صاروخية باليستية». وأكد أن البحرية الأميركية فعلت الشيء نفسه «في آخر مرة أجرت فيها (كوريا الشمالية) عملية إطلاق».

وقالت شبكة «سي إن إن» إنه تم إرسال مدمرتين هما «يو إس إس بينفولند» و«يو إس إس فتزجيرالد» المجهزتان بصواريخ موجهة إلى المنطقة قبل عملية الإطلاق. وأضاف لوكلير أن سفن القوات البحرية الأميركية أرسلت إلى المنطقة «لنعرف في حال انتهكت (كوريا الشمالية) قرار مجلس الأمن الدولي، وأطلقت الصاروخ، ما هو نوع هذا الصاروخ، وما هدفه، وأين سيذهب، ومن هي الجهة المهددة». وأضاف الأميرال أن القوات الأميركية سترصد كذلك أي قطع من الصاروخ يمكن أن تسقط.