أوقفت فرق الإغاثة الهولندية بعد ظهر أمس عمليات البحث عن سبعة بحارة مفقودين منذ غرق سفينة شحن على أثر اصطدامها بسفينة أخرى في بحر الشمال قبالة شواطئ هولندا. وأعلن الناطق باسم خفر السواحل بيتر فيستنبرغ عن «وقف عمليات البحث»، لافتا إلى أن فرص نجاة المفقودين «معدومة». وبذلك يكون أحد عشر شخصا قد قضوا أو اعتبروا في عداد المفقودين جراء هذا الحادث.
وكان خفر السواحل تمكنوا من إنقاذ 13 من أفراد طاقم سفينة الشحن «بالتيك آيس» المسجلة في الباهاماس والتي تنقل سيارات، وقد اصطدمت بالسفينة «كورفوس جاي» التي تنقل حاويات وترفع علم قبرص. ووقع الحادث عند الساعة 19:15 (18:15 ت.غ) الأربعاء على بعد نحو مائة كلم من روتردام أكبر مرفأ أوروبي، وعلى بعد 65 كلم من الشواطئ الهولندية الجنوبية.
وكانت السفينة «بالتيك آيس» متوجهة من زيبروغ في بلجيكا إلى كوتكا في فنلندا، بينما كانت السفينة «كورفوس جاي» تبحر بين غرانجماوث في اسكوتلندا وأنفير في بلجيكا، كما ذكر الموقع الإلكتروني «مارينترافيك.كوم». وتنقل «بالتيك آيس» 1417 سيارة غرقت بعد الحادث الذي ما زالت أسبابه مجهولة. ويقوم الفرع البحري في الدرك بالتحقيق في الحادث.
ومع أنها تضررت، شاركت السفينة «كورفوس جاي» في عمليات الإنقاذ، كما ذكرت وسائل الإعلام الهولندية. وقال الناطق باسم خفر السواحل لوكالة الصحافة الفرنسية إن حرارة المياه تبلغ 7 درجات مئوية، موضحا أن «فترة البقاء على قيد الحياة مرتبطة بالملابس. إذا سقط أحد ما في المياه وهو يرتدي سترة إنقاذ، فسيبقى لفترة أطول لكن إذا سقط بسروال جينز فلن يبقى على قيد الحياة طويلا». ومنعت ثلوج غزيرة وانخفاض الحرارة بسرعة ورياح عاتية وأمواج بلغ ارتفاع بعضها عشرة أمتار، فرق الإغاثة من مواصلة عمليات البحث ليلا.
ووقع الحادث في واحد من أكثر الطرق البحرية ازدحاما في بحر الشمال وفي ممر مهم للسفن المتوجهة إلى روتردام، أكبر مرفأ أوروبي والخامس في العالم. وكان ناطق باسم خفر السواحل ذكر أن أربعة ناجين نقلوا إلى مستشفى في روتردام ونقل سبعة آخرون بالمروحية إلى مستشفى في بلجيكا وهناك اثنان آخران يعالجان على متن السفينة التي انتشلتهما. وأضاف أنهم «جميعا بحالة صدمة» ويعانون من انخفاض الحرارة.
وقال السكرتير الثاني في السفارة البولندية في لاهاي، يانوش فولوش، إن 11 من أفراد الطاقم الـ24 يحملون الجنسية البولندية، بمن فيهم القبطان. وقد تم إنقاذ ستة منهم وبقي خمسة «مفقودين»، على حد قوله.
وذكرت وزارة الخارجية البلغارية أن بين أفراد طاقم السفينة «بالتيك آيس» بلغاريا واحدا يدعى تودور ديمردييف، موضحة أنه «بين البحارة الـ13 الذين تم إنقاذهم وفي حالة جيدة». أما بقية أفراد الطاقم فتتألف من فلبينيين وأوكرانيين، كما قال أولدنبرغر، موضحا أن «الشرطة تحاول التعرف على الجثث التي تم انتشالها».