حلب تغرق في الظلمة ومشافيها مهددة بالإغلاق جراء انقطاع الكهرباء وشح الوقود

جبهة النصرة تسيطر على محطة حلب الحرارية والنظام ينفي

TT

قال ناشطون إن معظم أحياء ومناطق مدينة حلب تغرق بظلام دامس، بعد توقف المحطة الحرارية في حلب عن العمل جراء تعرضها للقصف. وحذروا من حدوث كارثة إنسانية هناك جراء افتقاد معظم المواد الأساسية كالخبز والمحروقات (مازوت وغاز) وانقطاع الاتصالات والكهرباء. كما حذروا من قرب نفاد مخزون المشافي من المازوت، الأمر الذي يهدد بتوقف العمل فيها بشكل نهائي خلال أيام قليلة.

ويأتي ذلك وسط أنباء سيطرة مقاتلي من جبهة النصرة على المحطة الحرارية ومساكن المحطة، وتدمير الحاجز القريب منها على الطريق الدولي. كما سيطر مقاتلو النصرة على معمل سيساكو، كما وعدت جبهة النصرة بإعادة تشغيل الكهرباء خلال ساعات.

إلا أن مصدرا عسكريا مسؤولا في قوات النظام بحلب أكد «دخول مجموعات إرهابية إلى المحطة الحرارية في ريف حلب»، قائلا لوكالة الأنباء (سانا) إن «سبب انقطاع الكهرباء عن مناطق وأحياء في المدينة يعود إلى توقف الضخ من محطة الغاز، جراء التعدي عليها من قبل مجموعات إرهابية مسلحة».

وكان ناشطون قالوا مساء الأربعاء إن «مقاتلات تابعة لقوات الجيش السوري شنت غارة على المحطة الحرارية، مما أدى لاندلاع النيران في المحطة وتوقفها عن العمل، ومن ثم انقطاع الكهرباء عن كثير من أحياء المدينة». وحذروا من أن مدينة حلب باتت أمام كارثة إنسانية «بكل المقاييس» جراء شح كافة المواد الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل فاحش.

وأشاروا إلى أن سعر ربطة الخبز (تسعة أرغفة) وصل إلى 250 ليرة، أي ستة عشر ضعفا، إذ أن السعر الحكومي للربطة 15 ليرة سوريا. وسعر لتر المازوت اللازم لصناعة الخبز والتدفئة 120 ليرة، أي بمعدل أربعة أضعاف، والبنزين 140 ليرة. أما أسطوانة الغاز التي كان سعرها نحو 500 ليرة وصل سعرها في حلب إلى أربعة آلاف ليرة، يضاف إلى ذلك انقطاع الكهرباء والاتصالات.

وأدى كل ذلك لتهديد المشافي بالتوقف عن العمل، جراء انقطاع الكهرباء ونفاذ مخزون المازوت اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية. وقال الناشطون في حلب إن مشفى القديس لويس «فريشو» ومشفى الرازي ومشفى حلب الجامعي «ستغلق أبوابها في الأيام القادمة.. هذا عدا عن المشافي التي قصفت، كمشفى الشفاء في الشعار، أو التي نسفت كالمشفى السوري الفرنسي ومشفى الحياة، أو التي صارت مقرات للشبيحة كمشفى الطب العربي».

وبحسب مصادر من الناشطين فإن المشفى الجامعي كان واصل العمل خلال الفترة الماضية رغم انقطاع الكهرباء، ولكن مع اقتراب نفاد مخزونه من المازوت بات مهددا بالتوقف بين ليلة وضحاها، بانتظار تأمين وارد جديد من المازوت.

ويشار إلى أن مشفى جامعة حلب واحد من أكبر المشافي شمال البلاد، ويستقبل أعدادا كبيرة من الضحايا المدنيين الذين يتعرضون للإصابات متنوعة جراء الأوضاع الأمنية المضطربة هناك. وفي الأشهر الأخيرة فقد المشفى عددا كبيرا من كوادره الطبية جراء الأحداث، والكوادر التي ما تزال على قيد العمل تبذل جهودا مضاعفة لتعويض النقص.

ويذكر أن أزمة اقتصادية كبيرة تعصف بسوريا مع ارتفاع الأسعار وبما يفوق الدخل بعدة أضعاف، أمام تراجع سعر الليرة. حيث سجلت تراجعا مفاجئا ليل الأربعاء ليتجاوز سعر الدولار الـ92 ليرة، لتعود وتنخفض صباح الخميس إلى 87.. فيما ارتفع سعر غرام الذهب عيار 21 ليل الأربعاء ليصل إلى 4250. وعاد لينخفض إلى 4050 ليرة سوريا، وذلك بعد تدخل المصرف المركزي وطرحه دولارات بالسوق.