الائتلاف الوطني السوري يعقد اجتماعا طارئا في القاهرة.. وتوقعات باعتراف «اجتماع مراكش»

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الشيشكلي مرشحا لرئاسة الحكومة.. والفارس للدفاع

TT

يعقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوري اجتماعا طارئا الأسبوع المقبل يومي الأحد والاثنين في القاهرة، لاستكمال بناء الهيكل السياسي للائتلاف وتسمية رئيس الحكومة المؤقتة، قبل انطلاق مؤتمر «أصدقاء سوريا» في مراكش في 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وكشفت مصادر من داخل الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» أن «سمير الشيشكلي هو أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة، واللواء الطيار محمد الفارس كوزير للدفاع».

وأوضح هيثم المالح، عضو الائتلاف «اننا بلغنا من قبل الائتلاف أن هناك اجتماعا للائتلاف يومي الأحد والاثنين المقبلين لبحث مجموعة قضايا، منها تسمية رئيس الحكومة المؤقتة ووزراء هذه الحكومة والانتهاء من تشكيل المكتب السياسي»، مضيفا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك اعتراضا من قبل بعض أعضاء الائتلاف على التوقيت الذي جاء بشكل مفاجئ».

واختتم الائتلاف الوطني آخر اجتماع له في الرابع من الشهر الحالي، حيث اتفق فيه على النظام الأساسي للائتلاف المنصوص فيه على 43 مادة. وقال محمد السرميني، عضو الائتلاف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سمير الشيشكلي هو أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة المؤقتة». وعمل الشيشكلي، عضو المجلس الوطني، منذ سبعينات القرن الماضي في الأمم المتحدة، كما برز منذ عقود كمعارض لسياسات الرئيس الراحل حافظ الأسد، وهو حفيد للرئيس الراحل أديب حسن الشيشكلي. كما طُرح اسمان آخران، أولهما رياض الحجاب، غير أن المادة 29 من النظام الأساسي للائتلاف (في البند الخامس منها) ربما تمنع الحجاب من الترشيح، حيث اشترط لعضوية الحكومة (ألا يكون أحد أركان النظام).. أما الشخصية الثانية فهي أسعد مصطفى،، وهو وزير زراعة سابق وعمل محافظا لمحافظة حماه في حقبة حافظ الأب، وكان مصطفى الذي يعيش الآن في الكويت قد غادر البلاد منذ عقود احتجاجا على سياسات حافظ الأسد.

وتتشكل الحكومة المقبلة، وفقا لمصادر داخل الائتلاف، من نحو 13 وزارة على رأسها الخارجية والأمن (الداخلية) والإغاثة، بالإضافة إلى الدفاع، التي تترد أصوات من داخل قيادة الجيش الحر لترشيح اللواء الطيار محمد الفارس لها. وقال بسام دادة، المستشار السياسي في الجيش الحر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «محمد الفارس هو المرشح القوى لتسلم وزارة الدفاع.. هناك توافق من قبل القادة العسكريين، حيث يعتبرونه رجلا نظيف اليد، وهو كان معزولا منذ تسع سنوات عندما أمر حافظ الأسد سابقا باستبعاده عن أي نشاط».

في غضون ذلك، أفادت مصادر الخارجية المغربية بأن «مؤتمر مراكش» سيتخذ قرارا بالاعتراف رسميا بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» ممثلا «شرعيا ووحيدا» للشعب السوري. وبالتالي ستحصل المعارضة السورية لأول مرة على اعتراف دولي، خاصة من طرف الولايات المتحدة، التي ستقود هيلاري كلينتون وزيرة خارجيتها وفد بلادها إلى المؤتمر. وأفادت المصادر بأن كلينتون - على غرار رؤساء وفود أخرى - ستلقي كلمة علنية، لكن لم يتأكد بعد ما إذا كانت ستشارك في اللقاء الصحافي المقرر، والذي سيعقب الجلسة الرئيسية للمؤتمر، أم لا.

وقالت الخارجية المغربية إن رؤساء الوفود سيلتقون بعد الجلسة المفتوحة على مائدة غداء يقيمها سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي، على شرفهم في مراكش، حيث سيعقد المؤتمر في «مجمع النخيل» الذي يقع عند مدخل مدينة مراكش، وتواكب انعقاده إجراءات أمنية مشددة. وقال مصدر رسمي في الخارجية المغربية، أمس، إن «الأزمة السورية تعد مصدر قلق بالغ للمجتمع الدولي، وتهديدا للسلم والاستقرار بالمنطقة ومأساة للشعب السوري، داخل وخارج سوريا». وأضاف أن «اتفاق مختلف مكونات المعارضة السورية على التكتل في إطار الائتلاف تطور إيجابي، سيسهم في تعجيل إيجاد تسوية للأزمة السورية». ورغم أن المصدر لم يتطرق إلى مسألة الاعتراف المرتقبة، فإنه قال في هذا السياق «الهدف المنشود من مؤتمر مراكش هو توظيف وتفعيل النتائج المتوصل إليها في الاجتماعات السابقة لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، وبحث أنجع السبل والوسائل الكفيلة بتحقيق انتقال سياسي نحو سوريا ديمقراطية ومتعددة».