اليمن: فشل هروب «عناصر القاعدة» من سجن في عدن

التصدي لمحاولة تفجير أنبوب نفط في مأرب وعشرات الآلاف يتظاهرون في صنعاء

محتجون يمنيون يؤدون صلاة «جمعة الغضب الثوري» في العاصمة صنعاء أمس للمطالبة بإعادة هيكلة الجيش وتنفيذ أهداف الثورة (رويترز)
TT

تظاهر أمس عشرات الآلاف في العاصمة اليمنية صنعاء في جمعة أطلق عليها جمعة «الغضب الثوري»، دعت لها اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية، فيما أعلنت السلطات الأمنية إفشال محاولة هروب لعدد من العناصر المفترضة في تنظيم القاعدة في سجن بمحافظة عدن.

وتظاهر أمس عشرات الآلاف من المحتجين في جمعة «الغضب الثوري» في ميدان الستين في العاصمة صنعاء ضمن ما تسميه اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية (التصعيد الثوري). وقد أكدت اللجنة علي الاستمرار في «العمل الثوري حتى تحقيق جميع أهداف الثورة وإسقاط الحصانة ومحاكمة القتلة واستردد الأموال المنهوبة». وذكر شهود عيان في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن حشودا ضخمة من المصلين رددت هتافات تطالب الرئيس اليمني بسرعة إصدار قرارات تساعد على التهيئة للحوار الوطني، وذكر الشهود أن «شعارات المتظاهرين كانت تطالب بسعة هيكلة القوات المسلحة والأمن، وضرورة مراعاة الشباب في نسب التمثيل للحوار الوطني». إلى ذلك طالب خطيب الستين عبد السلام الخديري الرئيس عبد ربه منصور هادي بسرعة إعادة «هيكلة الجيش والأمن للتهيئة للحوار الوطني».

وأضاف كما نقلت عنه وسائل إعلام محلية أن الثورة «أطاحت بالراقص علي رؤوس الثعبان لكنها لم تطح بالثعابين وقد تحركت الثعابين في تخريب أنابيب الغاز والبترول وأبراج الكهرباء» في اتهام لمعسكر الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالوقوف وراء أعمال التخريب التي تطال خطوط إمداد الطاقة، وهو الأمر الذي ينفيه فريق صالح الذي يتهم بدوره أعضاء في اللقاء المشترك بالوقوف وراء الاختلالات الأمنية في البلاد.

وطالب خطيب الستين إخراج المعسكرات من العاصمة والميليشيات المسلحة واعتبرها من مهددات الحوار الوطني، واعتبر أن القائمين على هذه المعسكرات هم معرقلون للحوار، وأكد أن «صنعاء اليوم تجثم علي مخازن من الأسلحة يحيط بها سياج عسكري بعضه خرج عن سيطرة الرئيس والحكومة ووزارة الدفاع».

وعلى الصعيد الأمني أعلن مسؤول في أجهزة الأمن اليمنية أن السلطات اليمنية أفشلت أمس في عدن محاولة فرار شارك فيها 25 معتقلا يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة ويعد بعضهم من «العناصر الخطرة». وقال هذا المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية إن «حراس السجن المركزي في عدن أفشلوا الجمعة محاولة فرار عندما اكتشفوا نفقا طوله ثمانية أمتار كان المعتقلون يقومون بحفره». وأوضح أنه «لم يكن قد تبقى سوى مترين ليصل النفق إلى ساحة في سوق قريبة من السجن الواقع في المنصورة، وسط عدن كبرى مدن الجنوب اليمني». وتابع أن السجناء «وبعضهم خطرون نقلوا مؤخرا من صنعاء» كانوا يعيشون في قاعة السجن نفسها. ويضم سجن عدن عددا من أعضاء تنظيم القاعدة الناشط خصوصا في جنوب وجنوب شرقي اليمن. وكان متحدث باسم أجهزة الأمن في صنعاء أعلن في 25 يونيو (حزيران) أن خمسة من عناصر تنظيم القاعدة تمكنوا من الفرار من سجن في مدينة الحديدة غرب اليمن. ولم يكشف المتحدث الذي أوردت تصريحه «وكالة الأنباء اليمنية» ظروف الفرار ولا جنسيات الفارين. وفي السياق ذاته وجه الطيران الحربي أمس ضربة جوية على عدد من العناصر التخريبية، كانت تقوم بعمليات حفر تستهدف أنبوب النفط في منطقة وادي عبيدة في محافظة مأرب. ونقل مأرب لـ«مأرب برس» عن مصدر أمني في المحافظة أن طائرة مروحية قامت بقصف مجموعة كان يقودهم أحد المطلوبين أمنيا أثناء عمليات الحفر على أنبوب النفط، وقال المصدر إن «الضربة تعد رسالة لكل العناصر التخريبية مفادها أن الدولة لن تتهاون مع أي عناصر تسعى لتخريب المصالح العامة». ونفي المصدر وقوع أي أضرار بشرية في صفوف الجناة الذين تمكنوا من الفرار أو أي أضرار مادية في أنبوب النفط. ويعاني اليمن من اختلالات أمنية واسعة منذ الإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح من السلطة، يأتي تهديد تنظيم القاعدة في مقدمة هذه الاختلالات.