إسلاميون يحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامي.. واستقالات على الهواء

مرشد «الإخوان» يقود الآلاف في تشييع ضحايا «الاتحادية» من الجامع الأزهر

مناصرون للإخوان يشيعون احد ضحايا المواجهات الاخيرة في محيط قصر الاتحادية (رويترز)
TT

بينما هتف «إخوان مصر» في جنازة ضحايا أحداث قصر الاتحادية الرئاسي «اكذب أكذب يا إعلام.. كل الشهدا من الإخوان»، حاصر مئات من الإسلاميين البوابة الرئيسية لمدينة الإنتاج الإعلامي بضاحية 6 أكتوبر أمس بمحافظة الجيزة، لمنع رموز المعارضة لسياسات الرئيس محمد مرسي (المحسوب على الإسلاميين) من الظهور على القنوات الفضائية الخاصة في المدينة، والمطالبة بتطهير الإعلام من «فلول نظام مبارك».

وأعلن الإعلامي البارز خيري رمضان استقالته على الهواء مباشرة من قناة «CBC» الفضائية الخاصة، بسبب قرار إدارة القناة منع ظهور حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة في برنامجه «ممكن» مساء أول من أمس (الخميس).

وقاد الدكتور محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان المسلمين، الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان وأنصارها عقب صلاة الجمعة أمس، خلال تشييع جنازة ضحايا الجماعة في اشتباكات قصر «الاتحادية» من الجامع الأزهر.

وتظاهر الآلاف من المصلين أمام الجامع الأزهر عقب انتهاء صلاة الجنازة، مرددين هتافات: «حسبي الله ونعم الوكيل»، و«بالروح بالدم نفديك يا إسلام»، و«اتهنى اتهنى واستنانا على باب الجنة»، و«يا شهيد نام وارتاح.. وإحنا نكمل الكفاح»، و«مصر هتفضل إسلامية.. رغم أنف العلمانية».

وطالب بديع خلال كلمة مقتضبة له شباب الجماعة بـ«الصبر والسكينة عند المصيبة»، وحذرهم من «مغبة الاندفاع والاشتباك مع أي طرف». وقال بديع باكيا «زوال الدنيا أهون على الله من قتل نفس مؤمنة، ومن حرض على القتل مطرود من رحمة الله».

وشهدت مصر الأربعاء الماضي اشتباكات دامية في محيط قصر «الاتحادية» الرئاسي بضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة) بين مؤيدين للرئيس محمد مرسي من تيار الإسلام السياسي ومعارضين له اعتراضا على الإعلان الدستور وطرح مشروع الدستور الجديد للاستفتاء الشعبي في 15 ديسمبر (كانون أول) الحالي، أسفرت عن سقوط 7 قتلى، وأكثر من 700 مصاب، بحسب إحصاءات وزارة الصحة المصرية.

وفي غضون ذلك، حاصر إسلاميون يتقدمهم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، مدينة الإنتاج الإعلامي أمس، للمطالبة بوقف الدور التحريضي المشبوه الذي يقوم به الإعلام ضد الرئيس محمد مرسي، على حد زعمهم.

وكان 16 حزبا وحركة إسلامية قد دعوا جموع الشعب المصري للاحتشاد أمام البوابة رقم 4 بمدينة الإنتاج الإعلامي عقب صلاة الجمعة، وقالوا في بيان لهم إن ذلك يأتي «نظرا لتصاعد الأحداث لإجهاض الثورة المصرية التي قامت في 25 يناير (كانون الثاني)، ونظرا للدور المشبوه لبعض القنوات الإعلامية في تشتيت وإجهاض الشرعية الثورية، بل الدعوة الصريحة لإراقة الدماء وتأجيج المشاعر تجاه مؤسسات الدولة الشرعية، تحقيقا لمصالح وأهواء داخلية وخارجية».

وحمل المتظاهرون لافتات منها «انتبهوا يا سادة.. مشكلة العلمانيين والليبراليين والإعلاميين ليست مع مرسي بل مع الإسلام». وقال الشيخ السلفي محمد حمدي لـ«الشرق الأوسط»: «وقفتنا يوم أمس كانت سلمية بهدف وقف الدور التحريضي المشبوه للقنوات الخاصة - على حد وصفه - وتحرير إرادة الجماهير مما يقدم على بعض القنوات ويؤثر على الرأي العام، خاصة ما يتعلق بالاستحقاقات السياسية الحالية وفي مقدمتها التصويت على الدستور الجديد». وأضاف «سنواصل وقفاتنا الاحتجاجية أمام مدينة الإنتاج حتى يسترد الرئيس محمد مرسي صورته الحقيقية التي شوهها بعض الإعلاميين».

وبينما كشف حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، منعه من الظهور على قناة «CBC» الخاصة مع الإعلامي خيري رمضان، مساء أول من أمس (الخميس)، بناء على تعليمات من جهات سيادية وصلت إلى حد التهديدات - حسب قوله - واصل دعاة إسلاميون متشددون تهديدهم لعدد من الإعلاميين المصريين، حيث انتقد الداعية السلفي عبد الله بدر، وائل الإبراشي وإبراهيم عيسى وعمرو أديب في برامجهم، متوعدهم بالضرب والسحل، وذلك بسبب الإساءة المتعمدة للرئيس محمد مرسي. وقال بدر في اتصال هاتفي مع فضائية «الحافظ» الخاصة، مساء أول أمس «إن هناك قنوات سافلة تدعم هؤلاء وتتحدث عن ميلشيات (الإخوان) وتلقي التهم على الجماعة»، وتابع «لا بد أن توضع الأيدي على هؤلاء السفلة الإعلاميين».

وقال حمدين صباحي، في بيان له أول من أمس (الخميس)، قبل دقائق قليلة من انتهاء خطاب الدكتور مرسي الذي تحدث فيه عن الديمقراطية وعن دعوته للحوار الوطني اليوم «فوجئنا بإعلان الإعلامي خيري رمضان على الهواء مباشرة عن قراره بتقديم استقالته، بسبب قرار إدارة قناة (CBC) بمنع ظهوري على شاشة القناة، وهو ما اتضح أنه جاء نتيجة تعليمات وصلت إلى حد التهديد من جهات سيادية».

وأضاف صباحي «هذه الواقعة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ادعاءات الديمقراطية التي تحدث عنها الدكتور مرسي في خطابه، قد ضُربت في مقتل، بتقييد حرية الإعلام وحرية التعبير عن الرأي ومنع المعارضين لسياساته وقراراته من مخاطبة جماهير شعبنا العظيم، خاصة أنها ليست الواقعة الأولى في نهج السلطة الحاكمة في محاولة محاصرة الحريات العامة ووسائل الإعلام وتقييدها، وتزامن ذلك مع تردد أنباء غير مؤكدة قبل مغادرتي مدينة الإنتاج الإعلامي عن احتمالات توجه قوة أمنية لاحتجازي، وهو ما لا أعرف مدى صحته ودقته.

في السياق ذاته، حمل الإعلامي يوسف الحسيني في قناة «أون تي في» الفضائية الخاصة، الرئيس مرسي وجماعة الإخوان مسؤولية أي مكروه يحدث له. وكتب الحسيني في تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «وصلتني أخبار بأن هناك نية لاعتقالي وتهديدي، إن ذهبت إلى بيتي»، وذكر الحسيني أن رسائل تهديد بالقتل وصلته على هاتفه المحمول.