تونس: المركزية النقابية ترفض مبادرة للمصالحة بين الغنوشي والعباسي

قائد السبسي يوحد خمسة أحزاب معارضة ويؤسس «الاتحاد من أجل تونس»

TT

لم تفض مبادرة صلح قادها أحمد بن صالح الزعيم النقابي السابق بين الاتحاد العام التونسي للشغل وحركة النهضة. وأعلن أمس عن استحالة اللقاء بين الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وحسين العباسي الأمين العام للاتحاد العمالي. وفشلت مساعي المبادرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين وتقبلهما دعوة بن صالح إلى جلسة تجمع بينهما كانت مبرمجة على الساعة الثالثة من مساء أمس. وتمسكت المركزية النقابية بقرار الإضراب العام الذي اتخذته الهيئة الإدارية المجتمعة بالعاصمة التونسية مساء 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي والمقرر ليوم 13 من نفس الشهر.

حول هذه المبادرة التي كان مآلها الفشل صرح أحمد بن صالح لـ«الشرق الأوسط» بأن اللقاء الذي جمعه مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل دام أكثر من ساعتين إلا أن العباسي وبعد مشاورات متعددة الأطراف قال إن زيارة الشيخ راشد الغنوشي إلى مقر المركزية النقابية تأتي في غير توقيتها. وقال بعبارة واضحة: «مش وقتها» واقترح تأجيل المبادرة إلى وقت لاحق في انتظار هدوء الخواطر ورجوع المياه إلى مجاريها على حد تعبيره.

وأضاف بن صالح الذي قاد تجربة التعاضد في عقد الستينات من القرن الماضي في ظل حكومة الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي الأسبق، أن مبادرته هدفها توفير أرضية حوار بين الطرفين بعد سلسلة من الاتهامات المتبادلة وتحميل كل طرف مسؤولية التوتر الاجتماعي الأخير في تونس للطرف المقابل. وقال إن المبادرة تعتبر خطوة أولى ستتلوها خطوات أخرى قد تنجح وقد لا تنجح ولكن المهم هو تجنيب تونس المضار الاقتصادية والاجتماعية التي ستنجم عن قرار الإضراب العام المزمع تنفيذه يوم 13 من الشهر الحالي.

ويطالب الاتحاد العام التونسي للشغل الذي شارك في تحرير تونس من الاستعمار من خلال الحركة النقابية التي قادها الزعيم النقابي فرحات حشاد، باعتذار رسمي من حركة النهضة عما قال إنها «هجمة بربرية» تعرضت لها القيادات النقابية يوم 4 ديسمبر الحالي بعد مواجهات بين النقابيين ومجموعات منتمية إلى رابطات حماية الثورة. وتتهم حكومة حمادي الجبالي ومن ورائها حركة النهضة المركزية النقابية بالخلط بين الأنشطة النقابية والأنشطة السياسية وبفتح مظلتها لحماية كل الأطراف المعارضة للحكومة من التيارات اليسارية.

من ناحية أخرى، أعلن الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة التونسية السابقة أمس عن تكوين جبهة سياسية جديدة تحت تسمية «الاتحاد من أجل تونس» وقال في تصريح لإذاعة «شمس إف إم». التونسية أن اتفاقا قد تم بين خمسة أحزاب سياسية هي حركة نداء تونس والمسار الاجتماعي الديمقراطي والحزب الجمهوري والحزب الاشتراكي اليساري وحزب العمل الوطني الديمقراطي. واعتبر قائد السبسي أن «الاتحاد من أجل تونس» تحالف سياسي جديد سيمثل جبهة ضد الإقصاء والتهميش.