بعد تحريك السفن الأميركية.. اليابان تأمر باعتراض الصاروخ الكوري الشمالي المرتقب

3 دول تطالب مجلس الأمن بعقوبات مشددة ضد بيونغ يانغ شبيهة بعقوبات إيران

رئيس الوزراء الياباني نودا (الثاني يميناً) أثناء وصوله لمقر وزارة الدفاع في طوكيو حيث أمر باعتراض الصاروخ الكوري الشمالي المرتقب إذا شكل تهديداً لبلاده أمس (إ.ب.أ)
TT

أمرت اليابان أمس جيشها بإسقاط صاروخ ستطلقه كوريا الشمالية في حال هدد أراضيها، فيما حركت الولايات المتحدة مدمرتين للصواريخ لزيادة الضغط على بيونغ يانغ. وتأتي هذه الخطوات فيما قال مركز أبحاث أميركي إن الثلوج الكثيفة التي تساقطت مؤخرا يمكن أن تعرقل خطط الإطلاق الكورية الشمالية. ووضعت طوكيو صواريخ أرض - جو على أهبة الاستعداد في العاصمة ومحيطها وكذلك في أوكيناوا كما نشرت سفنا حربية مجهزة بنظام «إيجيس» المضاد للصواريخ في المياه المجاورة.

وزار رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا الذي يواجه معركة انتخابية هذا الشهر، وزارة الدفاع في طوكيو، حيث تم تجهيز بطاريات صواريخ باتريوت. وقال أمام نحو مائة من عناصر قوة الدفاع الذاتي بملابسهم العسكرية المرقطة: «إذا تم إطلاق صاروخ أريدكم أن تتصرفوا بهدوء وحزم لحماية أرواح الشعب الياباني وممتلكاتهم وسلامتهم».

وقامت الولايات المتحدة بتحريك سفن مزودة بأنظمة دفاع مضادة للصواريخ البالستية استعدادا لإطلاق الصاروخ، بحسب ما أكده رئيس القيادة الأميركية لمنطقة الهادي. وقال مسؤول في البحرية الأميركية في واشنطن إنه تم إرسال السفينتين «يو.إس.إس بينفولد» و«يو.إس.إس فيتسجيرالد» إلى المنطقة «لمراقبة أي إطلاق محتمل لصاروخ من قبل كوريا الشمالية ولطمأنة الحلفاء الإقليميين في حال حصول عملية إطلاق». وأعلنت بيونغ يانغ الأسبوع الماضي أنها ستطلق ثاني صواريخها طويلة المدى هذا العام في الفترة من 10 إلى 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي بعد محاولة فاشلة في أبريل (نيسان) الماضي. وحركت اليابان دفاعات مماثلة في المرة السابقة مثيرة تحذيرا من بيونغ يانغ بأن أي محاولة لاعتراض الصاروخ سيعد «عملا حربيا».

وتؤكد كوريا الشمالية، كما سبق وأكدت في أبريل الماضي، أنها تقوم بإطلاق قمر صناعي غير أن المجتمع الدولي يشتبه في أن ذلك يخفي اختبارا لتكنولوجيا الصواريخ البالستية المحظورة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي. وحثت واشنطن وسيول بيونغ يانغ على التخلي عن عملية الإطلاق فيما أرجأت طوكيو محادثات كانت مقررة هذا الأسبوع مع كوريا الشمالية. وتعهدت طوكيو بالتحرك بسرعة لتحذير مواطنيها في حال أصبح صاروخ بيونغ يانغ في الجو من خلال إرسال تنبيهات للإذاعات وعبر خدمة «تويتر» وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما أكده السكرتير الأول للحكومة أوسامو فوجيمورا. وأضاف: «نريد أن يمضي الناس في أعمالهم بشكل طبيعي لأن الصاروخ لن يسقط باتجاه اليابان إذا ما سارت الأمور كما هو متوقع».

وبدأ دبلوماسيون في الأمم المتحدة من داخل وخارج مجلس الأمن مشاورات خلف الكواليس حول خطوات التحرك في حال مضت بيونغ يانغ في عملية الإطلاق، بحسب وكالة «كيودو للأنباء». وقالت صحيفة «أساهي شيمبون» إن اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اتفقت على مطالبة مجلس الأمن الدولي بفرض مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية كتلك المفروضة على إيران. وأضافت أن مثل تلك العقوبات تشمل توسيع لائحة المؤسسات المالية والهيئات والأفراد الذين تطالهم إجراءات تجميد الممتلكات.

ودعت كوريا الجنوبية أمس كوريا الشمالية إلى تسديد ملايين الدولارات من ديون المساعدات الغذائية وانتقدت بشدة نظام بيونغ يانغ لتبديده موارد شحيحة لإجراء تجارب صاروخية. وكانت كوريا الجنوبية مدت الشمال بنحو 2.6 مليون طن من الأغذية بقيمة 720 مليون دولار على ست دفعات بين 2000 و2007.

وهذه المساعدات الغذائية تم تقديمها بشكل قرض ميسر يسدد في غضون 20 عاما. والدفعة الأولى البالغة 5.83 مليون دولار استحقت في يونيو (حزيران) الماضي ولم يتم تسديدها، بحسب ما أكدته وزارة التوحيد. وقال المتحدث باسم الوزارة كيم هيونغ - سوك في رسالة لمصرف التجارة الخارجية الكوري الشمالي: «مع عدم تسديد الديون، تعتزم قيادة الشمال إطلاق صاروخ في وقت يعاني شعبها من نقص في الأغذية».