مترو الأنفاق يدخل على خط المتظاهرين في القاهرة

مسيرات الثوار البعيدة قصدته للوصول لقصر الرئاسة

TT

يبدو أن مترو أنفاق القاهرة أبى إلا أن يكون حاضرا في أغلب مواعيد التظاهر التي تشهدها البلاد، واحتل مترو القاهرة بالأمس موقعا هاما من تظاهرات «الكارت الأحمر» التي نظمتها قوى معارضة بمصر للإعلان عن رفضها للإعلان الدستوري ورفضها إجراء الاستفتاء السبت المقبل على مشروع دستور البلاد الجديد، وحمل المترو على عاتقه مهمة نقل مسيرات الأماكن البعيدة عن محيط قصر الرئاسة بضاحية مصر الجديدة خاصة تلك المسيرات التي ضمت المئات من الناشطين القادمة من أماكن جنوب العاصمة المصرية.

ومنذ اندلاع الثورة المصرية على نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك واتخذ المترو منها محلا مهما إذ لعبت محطة مترو التحرير «السادات» دورا هاما في مظاهرات يناير قبل الماضي، وكان الوسيلة الأكثر سهولة والتي حملت المتظاهرين ذهابا وإيابا، إلى الميدان الأشهر في مصر، حتى اضطر نظام مبارك في أيامه الأخيرة إلى إغلاق محطة مترو التحرير لمنع تدفق المتظاهرين على الميدان، واستمر المترو في دوره عقب سقوط مبارك وتولي المجلس العسكري حكم البلاد، في حمل مسؤولية نقل الثوار إلى أماكن التظاهر غير مسؤول ربما عن مهمة عودتهم إلى ديارهم سالمين، خاصة عندما انتقلت المظاهرات إلى ميدان العباسية مقر وزارة الدفاع المصرية وهي الأحداث التي راح ضحيتها العشرات وطاردت قوات الجيش المتظاهرين حتى أبواب مترو الأنفاق.

وشاركت بالأمس عدة مسيرات انطلقت من مسجد النور بالعباسية وأخرى من ميدان المطرية، ومسيرة مدينة نصر من مسجد رابعة العدوية، إضافة إلى مسيرات الجيزة ومصطفى محمود، متوجهين إلى محطة مترو الدقي والإسعاف والجيزة والتي أطلقوا عليها محطات «مترو الثورة» ومنها إلى محطة سراي القبة ثم إلى قصر الاتحادية.

وبينما فضلت المسيرات القريبة من القصر الرئاسي السير حتى الوصول «للاتحادية»، اضطرت المسيرات التي انتقلت من مناطق الجيزة والدقي والمهندسين إلى السير حتى الوصول لأقرب محطة مترو تقابلهم وركوب عربات المترو متجهين لمحطات سراي القبة وكوبري القبة القريبة من محيط قصر الرئاسة ناشرين هتافاتهم وأهازيجهم داخل عربات القطارات، واهتزت بها أنفاق المترو وصولا لمحطات مواجهة لقصر الطاهرة الرئيسي قبل أن تستقل المسيرات أرجلها من جديد وصولا لميدان روكسي قبل التجمع عند أبواب القصر الجمهوري الذي أحاطت به قوات الحرس الجمهوري من كل جانب.

وحديثا أدى اعتصام لعمال المترو وإضرابهم عن العمل لمدة أربع ساعات إلى إقالة رئيس شركة مترو الأنفاق وتنفيذ كافة مطالب العمال بعدما أدى توقف المترو عن العمل إلى شلل مروري كبير بالعاصمة التي ترضخ تحت أيادي الفوضى المرورية.

وبينما راح المترو يرتدي ثوب ناقل الثوار المعارضين للرئيس مرسي، ارتدى قبل أسبوع ثوبا آخر؛ حيث حمل المتظاهرين المؤيدين للرئيس بعيدا عن القاهرة، حيث توافد يوم السبت الماضي على جامعة القاهرة بالجيزة للمشاركة في المظاهرات المؤيدة لقراراته والتي شارك فيها دعاة سلفيون وعدد من قيادات التيارات الإسلامية بمصر، ولم يكن المترو وسيلة ذات أهمية للمتظاهرين الذين قدموا على متن حافلات خاصة، إلا أن أهميته بدت عقب انتهاء جمعة «الشريعة والشرعية» حيث توافد المتظاهرون الذين قدموا غالبا من الأقاليم إلى القاهرة على محطة مترو جامعة القاهرة قاصدين مواقف حافلات الأقاليم التي تقع بميادين رمسيس ومناطق شبرا الخيمة.

وبين المؤيدين والمعارضين يظل مترو الأنفاق ليس فقط للمواطن المصري ولكن للمتظاهرين وذوي التوجهات السياسية أيضا، رقما هاما في المعادلة اليومية للمصريين وللمتظاهرين كذلك.